• الرئيسية
  • الأخبار
  • رئيس جامعة السودان لـ "الفتح": القارة تعيش في عصر شكلته الحضارة الغربية.. والإسلام لا تُسَمِّمه الأجندات السياسية

رئيس جامعة السودان لـ "الفتح": القارة تعيش في عصر شكلته الحضارة الغربية.. والإسلام لا تُسَمِّمه الأجندات السياسية

  • 189
أرشيفية


برعاية رئيس الجمهورية

الطيب يفتتح مؤتمر مقر اتحاد الجامعات الإفريقية

شيخ الأزهر لـ "طلاب إفريقيا": الاستعمار يريد الاستبداد بمواردكم لنهبها

ونهضة القارة لن تتحقّقَ إلّا بعقول وسَواعِد أبنائها

رئيس جامعة السودان لـ "الفتح": القارة تعيش في عصر شكلته الحضارة الغربية.. والإسلام لا تُسَمِّمه الأجندات السياسية

تابع المؤتمر- أيمن صبري ومصطفى فتحي

يشهد الأزهر جامعًا وجامعة، العديد من الأحداث والفاعليات خلال العام الجاري، بالتوافق مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي، من خلال ذلك افتتح شيخ الأزهر مؤخرًا مؤتمر مقر اتحاد الجامعات الإفريقية، بمركز الأزهر للمؤتمرات، برعاية رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، وبحضور لفيف من القيادات العربية والإفريقية ووزراء التعليم العالي في القارة السمراء؛ وذلك لمناقشة العديد من القضايا والملفات التعليمية على مستوى القارة.


وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن تدشين مَقَرّ اتحاد الجامعات الإفريقية في مصر حدثٌ تاريخي، يأتي في إطار التأكيد على عمق العَلاقات المصرية بالقارّة، مستدلاً بقوله تعالى: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾ [يوسُف: 99]، كما تأتي استضافة مصر مقرّ الاتحاد الأفريقي لدحر الفكر المتطرف، واجتثاث جذوره واستئصال شأفته؛ من أجل تأمين الشعب وتحقيق التنمية المُستدامة، وتوفير الحياة الكريمة لشعوب القارة السمراء.


وأضاف الطيب، أن الأزهر يحتضن في أروقته أكثرَ من 33 ألف طالب وطالبة من أكثر من 100 دولة حول العالم، بينهم 6 آلاف طالبٍ وطالبة من إفريقيا، وتُقَدِّم مصرُ مِنَحًا دراسية مجانية لـ2000 طالبٍ وطالبة من دول إفريقيا، يتوزّعون على كليات: أصول الدين واللغة العربية والشريعة والقانون والدراسات الإسلامية والدعوة، واليومَ، ومنذ ثلاث سنواتٍ، فتحْنا لهم أبواب التعليم في جامعة الأزهر بمُختلِف أنواعه وتخصصاته، واستقبلتهم منذ هذا التاريخ كليات: الطب والهندسة والصيدلة والزراعة وغيرها من الكليات العملية، كما بدأنا هذا العامَ التجهيز لفتح القسم العلمي بالمرحلة الثانوية أمام الوافدين من الطلاب والطالبات في معهد البعوث الإسلامية؛ إيمانًا منا بأن قارّة أفريقيا على وجه الخصوص قد تكون أَمَسَّ حاجةً إلى الطبيب والمهندس والصيدلي ومدرس العلوم والرياضيات، منها إلى الإمام والواعظ ومدرس العلوم الشرعية. 


وكشف شيخ الأزهر عن تَجرِبة طبقها الأزهر في إفريقيا منذ أكثرَ من عام، وبدأت تؤتي ثمارًا طيبة مُبَشِّرة، وهي اختيار النُّبهاء من الطلاب الأفارقة المتخرّجين من كليات أصول الدين واللغة والشريعة، ومن الحاصلين على تقدير "امتياز" أو "جَيِّد جِدًّا"، وإيفادهم إلى بلادهم على نفقة الأزهر؛ لينشروا الفكرَ الإسلامي الصحيح الذي تعلّموه في الأزهر، وليُفَقِّهوا المسلمين هناك بمبادئ هذا الدين الحنيف.


وطالب شيخ الأزهر خلال المؤتمر، برفع جودة التعليم العالي في إفريقيا، وتقوية دَوره في التنمية، والانخراط في المجتمع، والتوافق حول القضايا التي تؤثّر في التعليم العالي والتنمية في إفريقيا. 


ووجه الطيب خطابه للشباب بقوله: أيُّها الشبابُ الإفريقي، إن نهضة قارّتكم الثرية بمَوارِدها الطبيعية والبشرية، لا يمكن أن تتحقّقَ إلّا بعقولكم وسَواعِدكم أنتم دونَ غَيرِكم، واعلموا أن الاستعمار الذي لم يَستحِ بالأمس أن يَستعبِدَ أحرارَكم، ويَستوردهم لتَمدين دوَله وأقطاره، كما يَستورد الأشياء والمتاع، لا يستحيي اليومَ من الاستبداد بمواردكم الغنية لنهبها وسرقتها مرّةً أخرى، وسبيلُكم الواضح لمقاومة هذا التّغَوُّل والتّوَحُّش هو امتلاك العلم والمعرفة، والتطهُّر من مُخَلَّفات الاستعمار ومُهمَلاته الثقافية والخُلُقيّة والسلوكية، والعَضّ بالنَّواجِذ على مَوروثاتنا التي تعلّمناها من عقائدنا الدينية الإلهية، ومن حضارتنا الشرقية التي تَضرب بجذورها في أعماق الأزمان والآباد. 


بدوره، قال بكري عثمان سعيد، رئيس جامعة السودان العالمية، ونائب رئيس اتحاد الجامعات الإفريقية، إن مصر بلد رائد لدول إفريقيا في التعليم العالي والبحث العلمي، ومن الطبيعي أن يكون المقر الإقليمي لاتحاد الجامعات الإفريقية في مصر، معربًا عن سعادته بالوجود بين أضلع الأزهر الشريف جامعًا وجامعة.


وأضاف عثمان في تصريحات لـ "الفتح"، أن الاتحاد الإفريقي يدعم تطوير التعليم العالي والبحث العلمي باعتباره منصة لتبادل الآراء والأفكار والخبرات بين الجامعات الإفريقية المختلفة، مشيرًا إلى أن هذا التلاقح ركن مهم في إثراء التجارب المختلفة للجامعات الإفريقية، وأن التبادل العلمي بين الطلاب وأعضاء هيئات التدريس سيؤدي في النهاية إلى رفع ضمان جودة التعليم في المستقبل؛ ما ينعكس إيجابًا على أبناء القارة الإفريقية.


ولفت إلى أن القارة السمراء تعيش في عصر شكلته الحضارة الغربية، إلا أن الحضارة الإسلامية لها دور كبير ومؤثر، والأزهر له دور محوري لتأصيل الحضارة والدفع بالقيم الإسلامية التي تساعد علي تطوير العلوم وفقًا لقيم وتعاليم الدين الحنيف، مؤكدًا أن الإسلام لا تُسَمِّمه الأجندات السياسية.


وقال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس الجامعة، إن الأزهر يمتد بقاؤه لأنه لم يكن مؤسسة محلية أو إقليمية بل عالمية حيث يدرس فيها طلاب أكثر من 100 دولة في العالم، ويدرس في المرحلة قبل الجامعية 10 آلاف، وفي جامعة الأزهر نحو 23 ألف طالب، حيث يدرس من قارة إفريقيا أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة في الأزهر.  


وأكّد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، أهمية الاستفادة من وجود هذا المقرِّ على الأراضي المصرية، وتفعيل دوره المهم ليكون حلقة الوصل بين مصر ودول شمال إفريقيا تعليميًّا، واتحاد الجامعات الإفريقي نفسه، حيث يأتي ذلك بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي.