• الرئيسية
  • طه لـ"الفتح": مرسي وضع تحت الإقامة الجبرية منذ خطابه الأخير.. والتيارات الإسلامية هي الخاسر الوحيد من خيار "المواجهة"

طه لـ"الفتح": مرسي وضع تحت الإقامة الجبرية منذ خطابه الأخير.. والتيارات الإسلامية هي الخاسر الوحيد من خيار "المواجهة"

  • 161
صحفي الفتح خلال حواره مع شريف طه

كان لحزب "النور" مواقف، وتصريحات عدة عقب إعلان عزل الدكتور محمد مرسي جعلته محل جدل واسع بين جمهور الإسلاميين وغيرهم، منهم من وجه له سهام النقد، وآخرون آثروا الصمت حتى تنتهي الأزمة وتتجلى المواقف.

كان لـ"الفتح" هذا الحوار مع شريف طه، المتحدث الرسمي لحزب "النور" حول المشهد السياسي المصري، والهجوم الشديد الذي يتعرض له الحزب بسبب مواقفه الأخيرة من بعد 30 يونية وللرد على الشبهات التي تدور حوله وقياداته.طه أكد في حواره أن الحزب شارك في وضع خارطة الطريق لحقن الدماء وللحد من الخسائر التي كان سيتعرض لها التيار الإسلامي في حالة الخروج من المشهد السياسي.وشدد على أن عودة دولة مبارك البوليسية يعتبر في حكم المستحيل وأنه لا يمكن بأي حال استبعاد التيار الإسلامي أو إقصاؤه من المشهد.

وأكد على أن الحزب تكال له الاتهامات بالجملة، وبصورة مبالغ فيها، تعدت العقل البشري، وإلى نص الحوار:·

في البداية جاء ظهور حزب "النور" وبالأخص المهندس جلال مرة في مشهد إعلان عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي صادمًا للكثيرين، وتوالت الاتهامات بعدها لقيادات الحزب بل للدعوة السلفية بالتخوين والمشاركة في الإطاحة بأول رئيس منتخب، فما ردكم على ذلك؟

** حزب النور لم يشارك في عزل الدكتور مرسي، وذهاب المهندس جلال مرة كان لحضور الاجتماع الذي تمت فيه دعوة حزب "الحرية والعدالة" أيضاً، ولابد أن يعلم الجميع أن الدكتور مرسي وضع تحت الإقامة الجبرية بعد خطابة الأخير مباشرة، مما يدل على أن قرار عزل الدكتور مرسي كان قد اتخذ بالفعل منذ فترة وأصبح أمرا واقعا.

وكان علينا الاختيار بين أمرين الأول ترك من قام بعزل الدكتور مرسي يعمل خارطة الطريق سواء كان البرادعي باعتباره ممثلا لجبهة "الانقاذ" أو البابا توضراس ممثل الكنيسة، وبين المشاركة في وضع خارطة الطريق ومحاولة تقليل الضرر الواقع، والذي ينظر الآن إلى مطالب جماعة "الإخوان المسلمين" من المطالبة بالإفراج عن المعتقلين وعدم الملاحقه الأمنية لقياداتها يدرك تماماً أن حزب "النور" قد اتخذ القرار الصائب.

وأظن أن جماعة الإخوان لو كانت شاركت في وضع خارطة الطريق كانت ستحافظ على مكاسب أكبر مما تطالب بها اليوم، ولكن عدم الإدراك لطبيعة المعادلة هو الذي جعلها تدخل في مواجهة غير محسوبة العواقب، فهل يلام حزب "النور" لأنه قرأ المعادلة بصورة صحيحة؟

ويجب أن يعلم الجميع أن جماعة "الإخوان المسلمين" ومناصريها تواجه الشرطة والجيش والإعلام والأموال المتدفقة من الخارج وأكثر من ذلك الظهير الشعبي الذي لم يستطع الدكتور مرسي إقناعه بقدراته على إدارة البلاد، وكذلك يجب أن يعرف الإخوان أن فوز الدكتور مرسي جاء بنسبة 52% وأثناء فترة الحكومة زاد عدد المناهضين لحكم الدكتور مرسي وخرج كثير من الفصائل المؤيده له لتدخل في فصائل المعارضة له، كما ازداد السخط الشعبي على حكم الدكتور مرسي فبأي شي يمكن أن يحكم الدكتور مرسي؟

· الدكتور يونس مخيون قال في تصريحات صحفية أن مشاركة الحزب جاءت بناء على معلومات وصلت إليكم بأن حزب "الحرية والعدالة" سيشارك في المؤتمر، وأن المهندس جلال مرة فوجئ بغياب الذراع السياسي للإخوان المسلمين، فلماذا لم تعلنوا اعتراضكم، ولم تصروا على حضورهم؟

** تم بالفعل دعوة حزب "الحرية والعدالة"، واتصل أحد القادة العسكريين بالدكتور يونس مخيون وأكد له أن حزب "الحرية والعدالة" من بين الحضور، وكذلك البرادعي وممثل الكنيسة وشيخ الأزهر ولكن كان حزب "الحرية والعدالة" كان قد اتخذ قراره واختار المواجهة لتحقيق مطالبه، وهو ما يسمى في العمل السياسي بـ "المعادلة الصفرية" التي تطالب بكل شيء، فتخسر كل شيء؛ فالسياسية لها أصولها وقواعدها، وبالتالي لم يكن علينا الانسحاب لأن الإخوان اختاروا طريقًا آخر.

· هناك تسريبات صحفية جاء فيها، أن قيادات بحزب "النور" والدعوة السلفية التقوا بالمجلس العسكري قبل عزل الدكتور محمد مرسي بيومين، فما حقيقة ذلك؟

** هذا الكلام يلمح إلى أن الحزب قد تواطأ مع المجلس العسكرى لعزل الدكتور مرسى، وهذا محض افتراء، ولكن هذا الاجتماع كان دليلا على التواصل مع كل الجهات المعنية، وكان آخر اجتماع للحزب قبل 30 يونيو مع الدكتور مرسى وطرح عليه مبادرة "النور" مرة أخرى، لكنه تجاهلها.· هذا يدفعنا إلى سؤال آخر.

لماذ لم يقدم الحزب النصح للدكتور محمد مرسي لاحتواء الأزمة، وتفويت فرصة الإطاحة به؟

** كنا نرغب في أن يكون التغيير عبر طريق دستوري، وكان للحزب مبادرة طرحت أكثر من مرة على الدكتور مرسي قبل تلك الأحداث، تضمنت تغيير حكومة قنديل والنائب العام ومحاولة الإصلاح الاقتصادي والإعلامي، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة للسيطرة على الأوضاع قبل حلول 30 يونيو، ولكن لم يستجيب الدكتور مرسي ولا جماعة "الإخوان المسلمين" لأي من تلك المبادرات.

وللأسف سارت الأمور على الوجه الذي حذرنا منه، كما أننا طالبنا الدكتور مرسي بعمل انتخابات مبكرة بعد ليلة 30 يونيو وبعد اندلاع المظاهرات، وكان فلسفة ذلك القرار هو وضع المبادرة في يد الدكتور مرسي وعدم إعطاء الجيش فرصه للتدخل في الحياة السياسية، ولكن أيضا لم تتم الاستجابة إليها وكانت علامات هذا التدخل واضحة.

وكنا نشعر أن جماعة الإخوان ومناصريها يعيشون في غيبوبة تامة، وبعيدا عن الواقع، وكثيرًا ما قيل لنا إن الجيش معنا -مع جماعة الإخوان المسلمين- ولن يتدخل في الصراع السياسي؛ ولكن حدث ما توقعناه وحذرنا منه وتدخل الجيش وحدثت الإطاحة بالرئيس مرسي.

· ما هي المكاسب التي حصل عليها حزب "النور" من المشاركة في وضع خارطة الطريق؟

** من أهم المكاسب المحافظة على الدستور وعدم إلغائه بالكلية؛ لأنه في حالة الإلغاء كان سيتم عمل دستور جديد، لندخل في حالة من المناطحة في كل كلمة وبند ونص يوضع في هذا الدستور الجديد.

كما أن ظهور المهندس جلال مرة في المشهد جاء لعدم إظهار الإسلاميين في صورة المنهزم أمام المجتمع، وأن التيار الإسلامي قد خسر أمام الشعب، ولكن للأسف الفائدة كانت ضعيفة، ولم يستغل أبناء التيار الإسلامي هذا الموقف في مواجهة الأطراف المعادية له.كذلك جاءت مشاركتنا لتجنيب التيار الإسلامي الدخول في مواجهة مباشرة مع الشعب، وقد سعت العديد من الشخصيات الليبرالية والعلمانية لإقصاء حزب "النور" من المشهد ليظهر للجميع أن التيار الإسلامي قد انتهى، كما أن مشاركتنا جاءت لحقن الدماء.

· آسف للمقاطعة، ولكن الدماء لم تحقن وشهدنا مقتل ما يزيد عن الثلاثة آلاف وأكثر من هذا العدد من الجرحى؟

** الحزب شارك من أجل حقن الدماء ولكن عدم تنفيذ خارطة الطريق من جانب الطرفين هو ما أدي إلى إسالة الدماء فجماعة "الإخوان المسلمين" لم تستجب لخارطة الطريق ولم تلتزم بها، وكذلك فعل الجيش فلم يحاول الوصول إلى توافق وطني، وكذلك وضع ميثاق شرف لتجنب خطابات الكراهية في الإعلام والعودة للمارسات الأمنية، فحزب "النور" شارك في خارطة الطريق لتوفير حالة توافق وطني، ولكن لم يتم الالتزم من جانب الطرفين، لذلك لا يجب تحميل الحزب وزر الدماء لأن كلا الطرفين أصر على المضي قدماً في طريقه ولم يستجب أحد للخارطة التي وافق عليها حزب "النور". ·

لماذا لم يكتف المهندس جلال مرة بالمشاركة فقط مع عدم الظهور مع بعض الشخصيات التي حولها اختلاف كبير؟

** هذه الأمور شكلية لا تؤثر في حقيقة الأمر، ولا يجب أن يتم النظر إليها ونذكر الإخوة بمسألة الولاء والبراء، وهل تم التنازل عن أي أمر من ثوابت الدين؛ وكذك يجب النظر في السيرة وتقبيل عبد الله بن حذافة لرأس ملك الروم للإفراج عن أسرى المسلمين، فلا يجب الانشغال بالأمور الشكلية ومحاولة تحطيم أمور أكثر أهمية.


البعض يرى أن حزب "النور" أضعف الإسلاميين، وشق الصف، بمشاركته في خارطة الطريق، وبظهوره مع شخصيات تعادي الإسلام بشكل مباشر وواضح؟

** هل كان المطلوب من حزب "النور" المشاركة مع الإخوان في مواجهة غير محسوبة العواقب؛ فعندما دخلت "الجماعة الإسلامية" في حرب مع فصيل واحد من الدولة وهو الأمن في السنوات ماضية، ترتب عليها آلاف القتلى وعشرات الآلاف من المعتقلين، ولم تستفد الدعوة الإسلامية من تلك المواجهة وخسرت الكثير بسبب تلك المواجهات وقامت جماعة "الإخوان المسلميين" بالتبرؤ من العنف ومن هذا المسلك، فلماذا يطالبنا الآن الإخوان بالانضمام إلى هذا المعسكر؟

· هناك محاولات مستميته لإقصاء التيار الإسلامي من المشهد السياسي، وقد بدا ذلك واضحًا في التسجيل المسرب على قناة "أون . تي . في"، فما ردكم؟

** التيار الإسلامي يمثل جزءًا كبيرا من المجتمع المصرى، وبالتالي لا يمكن استبعاده بقرار إداري أو أمني، فعلى مدار السنوات الماضية كان هناك تضييق على التيار الإسلامى، ومع ذلك تغلبنا عليه، وعقب ثورة يناير استطاع الإسلاميون أن يحصلوا على ثقة الشعب على مدار الاستحقاقات الانتخابية الماضية، لذلك أحذر من مثل هذه المحاولات، لأنها لن تجدي شيئا، ولن توقف التيار الإسلامى عن العمل بأى شكل من الأشكال.

· حزب "النور" أخذ تعهدات بعودة القنوات الدينية من جديد وإلى الآن لم تعد، فما تعليقكم؟

** كنا قد طالبنا بوضع معايير واضحة ومحددة لكافة القنوات الإعلامية سواء الإسلامية أو غيرها من القنوات لأن الخطاب الإعلامي التحريضي أدخل البلاد في حالة من الاحتقان الداخلي قد يؤدي إلى احتراب أهلي. ويجب أن يعلم الجميع أن حزب "النور" لا يملك "الدفة"، وليس هو من يدير البلاد، ونحن ننتقد ما نراه خطأ، ونحاول تحقيق ما يمكن من مطالب، وقد طالبنا بعودة القنوات الدينية وكذلك طالبنا بغلق القنوات التي تقوم بالتحريض من الجانبين، ومن الظلم البين غلق القنوات الإسلامية فقط وترك القنوات التي تعبث بعقول الشعب دون حساب.

· لماذا لم تصدر عن الحزب بيانات قوية تدين المجازر التي حدثت وخاصة مجزرة فض اعتصامي رابعة والنهضه؟

** من قال ذلك، الحزب أصدر بيانات شديدة اللهجة حذر فيها من خطورة فض الاعتصامات بالقوة، وعندما استخدمت القوة المفرطة في فض الاعتصام طالبنا الدكتور محمد البرادعي والببلاوي بتقديم استقالاتهما وحملنا القيادة السياسية مسئولية الدماء المراقة.

· ألا ترى أن فض اعتصام رابعة بالقوة يعتبر جريمة؟

** فض الاعتصام بتلك الصورة أمر مروع، ونطالب بفتح تحقيق واسع وجاد لمحاسبة المتورطين فيه سواء من الجيش أو الشرطة طالما خالف القانون، كما طالبنا بفتح تحقيق فى كل الوقائع التى حدثت سواء أمام الحرس الجمهورى أو فض اعتصامي رابعة والنهضة، ومقتل العشرات في عربات الترحيلات بسجن أبو زعبل.

* البعض يحمل الحزب مسئولية الدماء التى أريقت، لأنكم أعطيتم شرعية بوجود المهندس جلال مرة فى خارطة الطريق؟

** كما ذكرنا مرارا، نحن لا نتحمل هذه الدماء، فلم نأمر بقتلها ولم نشارك فى قتلها ولم ندفع بالشباب، وانما يتحمل هذه الدماء من باشر الأمر بنفسه ودفع بالشباب فى مواجهة لا يعلم عاقبتها إلا الله، وقد حذرنا ونصحنا أكثر من مرة من عاقبة المواجهة.

· هناك من يري أن ما حدث في 30/6 ثورة شعبية وهناك قطاع آخر يراها انقلابا عسكريا فما هي رؤية الحزب؟

** لا يمكن لأحد أن يغفل دور المؤسسة العسكرية فيما حدث، وكذلك لا يمكن وصف ما حدث بأنه انقلاب عسكري خالص؛ فخروج الملايين يدفع إلى عدم التسليم بذلك، ولما استطاعت الدبابة إقصاء الدكتور مرسي؛ وكذلك لابد أن نتجاوز تلك المسائل، ونبحث في مخرج للأزمة ويجب ألا ننسي أن جماعة "الإخوان المسلمين" قد شاركت في انقلاب يوليو مع جمال عبد الناصر وانقلبت على الملك الذي كان يستمد شرعيتة من الدستور.

· هل تقبلون بمرشح عسكري للرئاسة مرة أخرى؟

** هذا كلام سابق لأوانه، وسوف يتم بحث تلك الأمور في وقتها وليس الآن.

اختلفت الرؤى السياسية لمستقبل الحياة في مصر، فالبعض يرى أننا مقبلون على سيناريو الجزائر، والبعض الآخر يقول بسيناريو سوريا، وبينما يرى الكثيرون أن التدخل الأجنبي يقترب، فما هي توقعاتكم للفترة المقبلة؟

** مصر تجاوزت السيناريو الجزائري بنسبة كبيرة، وكذلك الوضع يختلف عن السيناريو السوري، فالجيش السوري هو جيش طائفي بامتياز بخلاف الجيش المصري الذي لا توجد به طائفية، ومصر بنسبه كبيرة قد تجاوزت تلك السيناريوهات، وإنما نحن مقبلون بعد ذلك على أحد السيناريوهات: وهو أن تتجاوب الحركة الإسلاميية مع الحركات السياسية الثورية لتنفيذ مطالب ما جاءت ثورة يناير لتحقيقه ومحاربة عودة نظام ما قبل يناير، وهذا ما يطالب به حزب "النور" وإلا تظل الحركة الإسلامية في تصعيد مع الدولة وندخل في سيناريو 54 ومحنة جديدة من المحن التي مرت على التيار الإسلامي.

· لماذا يتم الاعتداء على التجربة الديمقراطية إذا ما جاءت بالإسلاميين؟

** لأن الإسلاميين يتعجلون الأمور، ولا يتفهمون حدود اللعبة التى هم فيها، وعلينا أن ندرك طبيعة اللعبة السياسية التى ندخلها، فليس معنى أننا وصلنا إلى السلطة، أى وصلنا إلى ما يسمى في الأدبيات الإسلامية بـ"التمكين"، أن نتجاهل الغير، فهذا خطأ كبير وقع فيه أبناء التيار الإسلامى، وهذا ما وقعت فيه جماعة الإخوان، وكانت تتعامل على أنها ستبقى لفترة زمنية طويلة فى الحكم، وأرادوا عمل قانون للتظاهر وقانون لنقابة الدعاة، وهذا أحد الأخطاء التى تقع فيها التيارات الإسلامية عموما، فمن المفترض أن يستوعبوا طبيعة التدرج فى المشهد السياسى، فينتقلوا من حالة الحظر إلى حالة السيطرة والتصدر الكامل للمشهد، وهو خطأ ينبغى أن نتعلم منه.

· تتحدث عن ظهير شعبي مساند لموقف الجيش، فلماذا يتم إغفال التظاهرات والاعتصامات المتواجدة في الشارع منذ حوالي 60 يوما؟

** صحيح هناك مطالب بعودة الدكتور مرسي ولكن هذه المجموعة تتعارض مع موقف الجيش والشرطة وجميع مؤسسات الدولة وظهير شعبي آخر رافض لعودة الدكتور مرسي، وبالتالي يجب البحث عن الخيارات الواقعية المطروحة ولا يلزم أن تكون هي أفضلها على الإطلاق وكذلك يجب أن يتم بحث أفضل الخيارت المتاحة.معركة الدستور

· يقبل حزب "النور" على معركة جديدة من أجل مواد الشريعة، البعض يرى أنها معركة وهمية، وأن المادة (219) ستبقى في الدستور، وستصبح كالمادة الثانية في عهد نظام مبارك، فما تعليقكم؟

** هناك بعض أبناء التيار الإسلامي يقللون من جهد حزب "النور" في محاولة المحافظة على مواد الهوية في الدستور، وبعض الإسلاميين قد فرح لحذف المادة (219) من تعديلات الدستور بسبب الخلاف مع حزب "النور" والخصومة السياسية لكي يثبت فشل حزب "النور"، وكذلك هناك من يرى أنه في ظل الدولة البوليسية لا يمكن إحداث أي إصلاح أو تغيير، فالدستور لا يقوم وحده بتغيير الواقع لكنه جزء من آليات التغيير، ولذلك قامت كل الأحزاب بالوقوف صفا واحدا في محاولة لحذف المادة الثانية، والحديث على أن المادة الثانية لم يكن لها دور في عهد مبارك كلام غير صحيح، حيث كانت هناك محاولة من بعض الدول الأوروبية لفرض قوانين على الحكومة المصرية تختص بالزواج المدني وما يصفونه بـ"حقوق المرأة" المعارضة للشريعة الإسلامية وقد تم التصدي لذلك بالمادة الثانية.

· الحزب هدد بالنزول بمليونيات حاشدة في حال حذف مواد الدستور، فلماذا تم التراجع عن هذا القرار؟

** النزول في مليونيات قرار مؤسسي يتم اتخاذه داخل الحزب، ولا يستطيع أحد من قيادات الحزب اتخاذه بصورة فردية، فنحن نؤمن بإقناع لجنة "الخمسين" بضرورة الحفاظ على هذه المادة التي كانت مثار خلاف أثناء عمل دستور 2012 وبالحوار تم التوافق عليها.

· لماذا وافق حزب "النور" على المشاركة فى لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور، على الرغم من أنها غير منتخبة؛ وهل ترى أن نسبة تمثيل الحزب سيكون لها أي تاثير داخل اللجنة؟

** هناك فرق بين الممكن المتاح، والمأمول المرجو، وفرق بين الصورة المثالية التى ينبغى الوصول إليها لأننا غير قادرين على الوصول إليها، فنتعامل مع الخيارات الواقعية المطروحة، والبحث عن أقلها سوءا، وكنا بين خيارين الأول هو عدم المشاركة؛ ومن ثم ينفرد التيار العلمانى بالهيمنة على لجنة "الخمسين"، ولا يكون هناك أى صوت للتيار الإسلامى، ومن ثم التلاعب بمواد الهوية كالمادة (219)، ومن الممكن أيضا المساس بالمادة الثانية التى يقولون عنها إنها كانت إرضاء للتيار الإسلامى، ومحاولات العلمانيين لحذفها موثقة ولهم تسجيلات بذلك، أما الخيار الثانى فهو المشاركة بلجنة "الخمسين" والجلوس للتحاور حول المحافظة على مواد الهوية، وكذلك الاعتراض على نظام الانتخابات الفردية الذى يسمح بعودة رجال الأعمال، وكذلك ألا يتجه المقام إلى إقصاء التيار الإسلامى، أما بالنسبة لتاثير الحزب داخل اللجنة فنحن نعمل على النقاش والتحاور من أجل إقناع الآخرين، ونحن فى اللجنة التأسيسية الأولى كان عددنا 17 من 100، ومع ذلك استطعنا الوصول إلى صبغ الدستور بمواد الهوية الإسلامية.عودة الدولة البولسية·

الممارسات الأمنية القمعية عادت من جديد، وعاد الأمن الوطني باسمه الجديد إلى معتقداته وعقليته الأمنية القديمة، فكيف يرى حزب "النور" تلك الممارسات الخاطئة؟

** لاشك أن النظام القديم وأى نظام قامت ضده ثورة يحاول أن يسترجع نفسه، الإشكالية كانت المعادلة إما الإخوان أو النظام القديم، فالمعادلة أصرت على البقاء فى المنتصف كما هى، أما الإخوان أو النظام القديم، وهذا ما حدث أثناء الانتخابات الرئاسية فالكتل الشعبية التى ثارت على مبارك انحازت للدكتور مرسى، والبقية الأخرى انحازت للنظام القديم ممثلا في شفيق كرها فى الإخوان، وهذا ما حدث فى 30 يونيو وأصر كل طرف أن تصبح المعادلة كما هى، جماعة "الإخوان المسلمين" تبعث برسائل إلى كل القوى الوطنية: إذا كنتم ترفضون ممارسة أمن الدولة القمعية، فلا بديل لكم عن الانضمام إلينا والمطالبة بعودة الدكتور مرسى، وهو ما نراه غير واقعى، ويدخلنا فى الموقف المظلم مرة أخرى، فالحل يكون فى إيجاد طريق ثالث يحافظ على مكتسبات ثورة يناير، يمنع ممارسات النظام القديم البائسة فيما قبل 25 يناير، ونحن نراهن على جموع الشعب الذى ذاق طعم الحرية، ولن نسكت على تلك الممارسات لفترة طويلة، فالمرحلة التى نعيشها مرحلة غير متزنة، فيرى الكثير من الناس أنها مرحلة استثنائية، وهناك حالة من الكراهية الشديدة لجماعة الاخوان تجعل البعض يغض الطرف، ولكن يوما بعد يوم سوف تتنامى الاصوات الرافضة لتلك الممارسات.

ونحن نرفض تلك الممارسات وسوف نناضل من أجل التصدى والوقوف ضدها، ولكن علينا أن نبحث عن حل سياسى متكامل، نسعى من خلاله إلى علاج الأزمة بشكل متكامل، نجد أن هناك حالة من التربص بين القوى السياسية، وهذا ما يسمح بذلك.

· تعليقك على إخلاء سبيل مبارك والحديث عن عودة النظام القديم مرة أخرى؟

** هذا الخروج كان متوقعا نظرا لأن الاتهامات التى كانت موجهه ضد مبارك هزيلة، دون تقديمه للمحاكمة التى يستحقها، عقب البراءة من قتل المتظاهرين، كان ليس أمامه إلا قضايا هزيلة كهدايا الأهرام والقصور الرئاسية، فمبارك تمت محاكمته على جرائم الـ 18 يوما فقط، وكان من المفترض أن يحاسب على جرائم الفساد التي ارتكبها طيلة فترة حكمة التي امتدت لثلاثين عاما، ويجب على أى شخص معه أدلة أو اتهامات تدينه أن يتوجه بها إلى المحكمة.

· حتى الآن لم يتبلور موقف حزب "النور" بشكل واضح تجاه الأحداث الجارية، ولماذا تتورع قيادات الحزب عن وصف ما حدث بأنه انقلاب على الشرعية؟

** البعض يريد منا أن نسلك طريق التأييد المطلق أو الرفض المطلق، إما التأييد للتيار الإسلامى فى كل مواقفه أو الانحياز للتيار الآخر فى كل مواقفه، نحن لا ننتهج هذه الطريقة فى التعامل، نحن نتعامل في كل موقف بما يحقق المصلحة الوطنية دون النظر لمن هو هذا الطرف، ونقبل الحق من أى إنسان، ونرد الخطأ على أى إنسان مهما كان التيار الذى ينتمى إليه، ولا أدرى ما هو الغموض فى موقفنا، وقد شرحناها مرارا، كنا فى البداية لا نريد أن يتصدر التيار الاسلامى المشهد لا فى الرئاسة ولا في الحكومة فى هذه المرحلة، ثم وقع ما وقع بعد ذلك، ونصحنا الدكتور محمد مرسى بأن يشكل حكومة وحدة وطنية ومجلس شعب، هذا كان أحد البنود التى كان متفقا عليها قبل ذلك للدعم فى المرحلة الرئاسية الثانية، ثم جاءت المبادرات تلو المبادرات التى تحاول نزع فتيل الأزمة ومحاولة إزالة الغضب الموجود فى الشارع، ثم جاءت المبادرة بانتخابات رئاسية مبكرة ومنع الجيش من التدخل فى الحياة السياسية، ثم جاءت بعد ذلك المشاركة فى خارطة الطريق، وبعد ذلك رفضنا فض الاعتصامات بالقوة وما حدث أمام الحرس الجمهورى.

وكنا ننصح الشباب بعدم الدخول فى هذه الصراعات غير محسوبة العواقب، فالصراع مع الجيش والدولة أمر خطير جدا وله أضراره التاريخية عند الحركة الإسلامية، ومع ذلك أنكرنا فض الاعتصامات بالقوة ومازلنا نطالب بالتحقيق فى تلك الوقائع، فما الغموض فى موقف حزب "النور"؛ البعض يريد منا إما التأييد المطلق أو الرفض المطلق، ونحن لا ننتمى لذلك.

· ما هي طبيعة العلاقة بين حزب "النور" ودول الخليج؛ وبالتحديد دولتي الإمارات والسعودية؟

** هذا من الافتراءات الكثيرة التى تروج عن حزب "النور" دون دليل، مثل شائعة تلقي حزب "النور" مبلغ 150 مليون دولار من السعودية أو الامارات، وواقع أمانات الحزب بالمحافظات يشهد على بطلان مثل هذه الادعاءات. فكل من يحتك بأمانات الحزب يدرك مدى القصور الشديد فى الناحية المالية، ولكن هذا يأتي ضمن حملة تشويه ممنهجة ضد الحزب، للأسف تمارسها بعض الأحزاب حتى فى أحلك الأوقات والظروف الصعبة، إلا أنها لا تتناسى خصومتها، وبدلا من السعى إلى لم الصف ومداواة الجراح فى هذه الظروف العصبية ينشغل البعض بمهاجمة الحزب وكأنه هو المسئول عن كل المصائب التى تحدث، وهذا كلام عار من الصحة، فنحن علاقتنا بكل دول الخليج طبيعية كسائر الأحزاب داخل الدولة.

· ألا ترى أن هناك فجوة تمنع التواصل بين قيادات وقواعد الحزب خاصة أن هناك استقالات كثيرة حدثت داخل الحزب؟

** عندما اتخذت الدعوة السلفية قرارها بممارسة العمل السياسى عبر تشكيل حزب سياسى، كانت مرحلة التحول من التيار الوطنى المنضبط إلى مرحلة العمل المؤسسى، وهذا بلا شك أخذ جهدا كبيرا، وتصور البعض أن تحول التيار إلى عمل مؤسسى متكامل بين عشية وضحاها فيه قدر كبير من عدم الواقعية، فكانت هناك بعض المشاكل التى تنشأ من ضعف التواصل بسبب أننا مازلنا فى طور التحول إلى المؤسسية، لكن هذه المشاكل تعالج يوما بعد يوم، وكل قواعد الحزب تشهد بذلك، ولم نصل بعد إلى المرحلة المثالية التى تدمج جميع أبناء الحزب فى العمل المؤسسى بشكل متكامل هذا أولا، أما ثانيا فإن البعض يظن أن كل ملتح هو عضو فى حزب "النور" ومن ثم حينما ينظر الى أعداد كثيرة من أبناء التيار السلفى ممن لا يتفهمون مواقف الحزب بسبب عدم اندماجهم داخل مؤسسات الحزب يظن أن هناك انفصالا بين القيادة والقاعدة، ولكن "النور" هو الأكبر داخل الكيان السلفى، ولكنه لا يشمل كل أبناء التيار الإسلامي.حكومة الببلاوي·

كيف يرى الحزب أداء حكومة الببلاوى خاصة وأن الوضع الاقتصادي في مصر أصبح على المحك، قروض خارجية، وديون، وتجميد رءوس أموال في البنوك؟

** سجلنا ملاحظاتنا وتعليقاتنا على حكومة الببلاوى منذ تشكيلها، لأنه مخالف لم اتفقنا عليه فى خارطة الطريق بتشكيل حكومة وحدة وطنية من التكنوقراط تعبر عن حالة التوافق الوطنى، لكننا لم نجد في هذه الحكومة ما يعبر عن هذا الأمر، وتجاهلت الشباب عماد ثورة 25 يناير، النمو الاقتصادى يتوقف على الاستقرار السياسى والذي يأتى بالتوافق السياسى بين القوى السياسية، ويتم التوافق السياسى بإدماج كل القوى السياسية دون إقصاء لأي فصيل.

· تقدم العديد من القوى السياسية بمبادرات للخروج من تلك الأزمة، فلماذا تفشل؟

** كل الأطراف تصلبت فى مواقفها، الجيش تعامل بشكل مفرط فى استخدام القوة، وجماعة الإخوان تصلبت فى موقفها وتمسكت بخيارات غير واقعية وراهنت على رهانات غير صحيحة، مما أدى إلى حدوث هذه المأساة المروعة.

· بشكل مباشر وواضح، ما هو موقفكم من جماعة "الإخوان المسلمين"، فكل يوم نرى على شبكات التواصل الاجتماعي كما هائلا من السباب والتخوين بين شباب الدعوة السلفية وجماعة الإخوان، ولماذا لا تطرح مبادرة للكف عن تلك المهاترات؟

** أما السباب والتخوين والشتائم فننصح الجميع بالتخلى عن هذا الأسلوب الذى يتنافى مع الإسلام تماما، وعن أبناء التيار الإسلامي؛ فأذكرهم بقوله تعالى: "ادفع بالتى هى أحسن السيئة"، وقوله تعالى: "قل لعبادى يقولوا التى هى أحسن"، وقول الرسول، صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، وأنصح أبناء حزب "النور" بعدم الرد على هذه التفاهات ومثل هذا السباب والتخوين، ونرى أن جماعة "الاخوان المسلمين" إحدى فصائل العمل الوطنى ونرفض إقصاءها عن العمل السياسى، لأن ذلك سيعيدها إلى العمل السرى مرة أخرى، والعمل بعيدا عن رقابة الدولة والمجتمع وهو ما ستكون له آثار سيئة، ويؤدى إلى شعور أبناء الجماعة وأبناء التيار الإسلامى بحالة من الظلم والانفصام الشعورى عن المجتمع، وقد خاضت هذه التجربة من قبل ولم تفلح، لذلك نرفض إقصاء جماعة الإخوان، كما رفضنا قبل ذلك فى مبادرتنا إقصاء المقربين من النظام السابق، إلا من تورط فى فساد أو جرائم قتل.

· كلمة توجهها للتيارات الإسلامية عامة ولجماعة "الإخوان المسلمين" خاصة؟

** أتمنى أن تعلو المصلحة الوطنية وأن يحدث توافق بين كافة التيارات الإسلامية، وعدم تلفيق الاتهامات للآخرين دون دليل، وأن تتعامل مع الواقع الجديد.

· رسالة الى قيادات الجيش والشرطة؟

** أن يتقوا الله فى هذا الوطن، ويعلموا أنهم فى ظرف تاريخى للحفاظ على وحدة هذا الوطن، وهي مهمه ثقيلة ملقاة على عاتقهم، ونذكر الجيش بأن مهمته هى حماية الحدود والحفاظ على الأمن القومى، وأن يفى بتعهداته بتسليم الحكم إلى رئيس مدني منتخب، وأن بقاءه فى الحياة السياسية سينال من مكانته فى قلوب الشعب المصرى وعليه مغادرة السياسة فى أقرب وقت.أما عن رسالتى إلى قيادات الشرطة فأقول لهم: لا نريد أن يكون الشعب فى حالة عداء معكم، وأتمنى إيجاد طريقة للتصالح مع الشعب تنبني على أساس القيام بدوركم المطلوب فى حماية الشعب والحفاظ على كرامته وحقوقه، ولا يسمح الشعب بالعودة إلى معادلة ما قبل 25 يناير.·

ما هو موقفكم من مظاهرات 30 أغسطس القادمة على الرغم من مشاركة العديد من الحركات الثورية وعلى رأسها حزب "مصر القوية"؟

** نحن نرفض فكرة الحشد والحشد المضاد، وإن كان التظاهر السلمي من حق الجميع، ونطالب الدولة بحماية تلك المظاهرات.

· ماهو موقف الحزب من فتاوى إباحة قتل الإخوان ووصفهم بأنهم خوارج العصر؟

** نرفض تلك الفتاوى، ولكن سالم عبد الجليل نفى هذا الكلام، وقال إن كان حدث مثل هذا فأنا أعتذر عن هذا الكلام، وأما الدكتور علي جمعة فهو فيديو قديم، تم استدعاؤه الآن لإثارة الفتنة.