الاندهاش.. ممن يقول للحفاظ على الهوية "بلاش"

  • 162

قبل محاولة إيضاح تفاصيل ما تم من تعديل في الدستور بشكل مُبسَّط، حتى يتمكن المواطن من اتخاذ قراره بناء على وعي بما يصوِّت عليه، أبدي اندهاشي من فصيل محسوب على المُنادين بأن يحتكم الناس لشريعة رب الناس، يقول إنه رافض لتعديل الدستور - من حيث المبدأ - حتى وإن حافظ على الهوية!

يرفضون التعديل من حيث المبدأ على الرغم من إقرار قياداتهم - وتأكيد الدكتور مرسي - على موافقتهم تعديل الدستور، مما ينُمُّ عن قناعتهم بأنه إما أن يخرج تعديل الدستور بشكل يمكن الترويج له، من الرئيس والجماعة، بأنه مِنَّةٌ منهم على الشعب، وأنه جاء انطلاقا من حرصهم على الصالح العام والوحدة الوطنية، بحيث يُكتب في كراسة إنجازات الرئيس والجماعة، وإما أن يُنكروا هذا الحق، وإن لم يأت على حق من حقوق الآخرين - مما كان مثبتاً قبل التعديل - في إحدى مشاهد تكريس الجماعة لشعار "فيها لأخفيها"!

وأعجب من ذلك فرحهم بمقطع لأحد المشايخ الفضلاء يُسجِّل فيه اعتراضه على الدستور، وينشرونه في كل مكان بطريقة فبها تدليسٌ فجٌّ، فهم لا يوضِّحون للناس أن هذا الشيخ الفاضل كان يرفض دستور 2012 ، وأن أسباب رفضه له قبل وبعد تعديله واحد - كما أوضح هو -، وهو وجود بعض المصطلحات الأعجمية التي تحول دون وصف الدستور بأنه إسلامي خالص.

بل إن لهذا الشيخ الفاضل مقطع، منذ أربعة أيام فقط، يجيب فيه على سائلة تقول: هل الفريقان المتنازعان أحدهما على حق والآخر على باطل؟ أم أن الحق لم يظهر بعد؟
فأجاب الشيخ قائلاً: أما أنا فأعلنت عن هويتي ومنهجي، وهو منهج كل مسلم، مراراً ووهو أنني أريد كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ((ولا الموجود ولا السابقون رفعوا راية لا إله إلا الله وشعار الشريعة الإسلامية)) ((لا الموجود ولا السابقون رفعوا راية لا إله إلا الله، ولا أعملوا شريعة الله عز وجل في البلاد)) وإن كان هناك ظُلم متفشي هذه الأيام فنسأل الله أن يزيل الظلم وأن يحلل العدل.

هذا المقطع الذي لن تجده على صفحاتهم، لأنهم ينبذون وراء ظهورهم كل ما من شأنه بيان خطأ توجههم، حتى وإن لم يكن متحاملا عليهم، فهل يبينون للناس أن هذا هو مراد الشيخ ومنطلقه ؟

أضِف إلى كل ما سبق مناقشتهم لتفاصيل الدستور بشكل مجتزأ على مبدأ "لا تقربوا الصلاة" ووالله ما رأيت واحداً منهم حتى الآن يظهر من كلامه أنه قرأ الدستور!

فكيف تناقش تفاصيل دستور تزعم أنه مرفوض من حيث المبدأ؟ وكيف تناقش تفاصيل دستور دون قراءته والوقوف على ما تم؟

ومما يضحك الثكلى ضربهم بمبدأ "المتاح لا المأمول" عرض الحائط، وبذلهم في تحطيمه جهدا يضاعف الجهود التي بذلوها منذ عام واحد لإقناع الحالمين بتطبيق الشريعة به في الدستور، ثم لإقناعهم به في عدم تطبيقهم لهذا المتاح الذي تحقق في الدستور!

هذا بجانب ما هو مستمر من تخوين وتكفير وسب ولعن كل من خالفهم وكذب وافتراء عليهم، وإظهارهم له على أنه عدو لله ولدينه وللمسلمين، وأنه لن تُقبل توبته إلا أن يُعطوه صك الغفران، وكأنهم يمتلكون خزائن رحمة الله، أو توكيلاً حصرياً لهذا الدين، أو للفهم الصحيح له.


كان هذا تسجيل "موجز" لاندهاشي، قبل محاولة عرض ما تم من الدستور بصورة مبسَّطة، لمن يريد النظر بعين العدل والحكم بغير الهوى.