علماء الأزهر لأبناء الوادي الجديد: أعداء الأمة ينشرون الفكر المتطرف لنشر الفوضى

  • 45
علماء الأزهر

أكد علماء الأزهر الشريف المشاركون في القافلة الدعوية لكلية الدراسات الإسلامية بمحافظة الوادي الجديد في سلسلة الندوات التي تم تنظيمها في مدن الداخلة وباريس وبلاط، حول موضوع "الإيمان بالله وأثره في تحقيق الأمن الاجتماعي" أن من أعظم نعم الله التي أنعم بها المولى عز وجل على الأمة الإسلامية هي "نعمة الأمن" على الدين والنفس والأهل والولد والعرض والمال، وهذه النعمة الجليلة والمنة الكبيرة مطلب كل أمة، وغاية كل دولة، فنعمة الأمن لا يستغني عنها حاكم ولا محكوم ولا غني ولا فقير، ولا ذكر ولا أنثى، حتى الجنين في بطن أمه بحاجة ماسة إلى الأمن والأمان.

ووفق بيان من الأزهر قال الدكتور مدحت زيادة، الأستاذ بكلية اللغة الدراسات الإسلامية والعربية: إن قوة العقيدة توقظ الضمير وتجعله مراقبًا لله دائمًا لا يعتريه ضعف ولا يتبدل بالأمكنة والأزمنة؛ لأنه مستند لعقيدة سليمة، فهو في حذر دائم ضد الشر وبواعثه، لذلك عندما عمرت العقيدة الضمائر والقلوب، صلح الظاهر والباطن، وشدد على عدم وجود عقيدة تحرر الإنسان من الشرك والعبودية لغير الله، كالعقيدة الإسلامية؛ لأنها عقيدة تصدر عن الله أولًّا، ولأنها تسيطر على جميع مجالات الحياة وعلى النفس الإنسانية بقوة أكثر من قوة القانون وسلطته، وبتكاليف أقل من تكاليف تنفيذ القانون، لذلك لما شعر أعداء الأمة الإسلامية بالخطر، وتنبهوا لسر قوتها، لجأوا لتحطيم هذه القوة عن طريق محاولة زعزعة الأمن في المجتمعات الإسلامية من خلال تلك الأفكار التي نشاهدها على الساحة حاليا من تطرف وعنف.

وقال الدكتور مصطفى قنصوة، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، إن الأمن في الأوطان والسلامة في الأبدان أكبر نعمة وأعظم مطلب تسعى إلى تحقيقه الأمم والشعوب، ويطمح إليه الأفراد والجماعات على مر العصور، فهو سبيل الطمأنينة، وطريق الرخاء والاستقرار ورغد العيش، فبه تعم البركات وتصلح الأحوال، وتهنأ الحياة، ويعيش الناس في أمن وطمأنينة وراحة بال، وهذه النعمة العظيمة تقوم على دِعامتين أساسيتين هما: الإيمان بالله تعالى والاستقامة على العمل الصالح، ليقترن الأمن بالإيمان، فتتم النعمة وتتجلى الكرامة، وتتحقق الحياة الهادئة،

وعدد الدكتور محمد بهاء النور، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، أهم الأسباب الأمن ومن أهمها الإيمانُ بالله ومراقبتُه والشعورُ بأنه مُطَّلِع علينا في السر والعلن، فذلك الشعور يميت الجريمة قبل خروجها، ويحبط من عزيمة المجرم حال استحواز الشيطان عليه، وما أروع الطاقة حين تصرف في الخير وعمل الصالحات، حينها يتحول صاحبها إلى إنسان خير، يبني ولا يهدم، ويؤمن ولا يخاف، وهذه النوعية من البشر تستحق الاستخلاف في الأرض، ولها وعد الله بالأمن ورغد العيش

وأكد الدكتور محمود حربي، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، على ضرورة توفير سبل الأمن وأن ندرك الأمن بمفهومه الشامل، فالحفاظ على الأمن الفكري والعقدي وذلك بحماية العقول من الأفكار الخبيثة وحماية العقيدة من التصورات والمعتقدات الباطلة، لا يقل أَهَميَّةً عن الأمن على الأنفس والممتلكات المادية، وعلينا مسئولية جسيمة تجاه أبنائنا بأن نربيهم التربية الحسنة، ونرعاهم الرعاية الحقة،
وقال الدكتور مسعد عبد السلام، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية قد جاء دين الإسلام محققًا مقاصد عظيمة يجب أن يتعلمها كلّ مسلمٍ ومسلمة، هي حفظ الضرورات الخمس، وما فتئ العلماء العارفون يبنون الأحكام والمسائل المرتبطة بهذه المقاصد العظيمة، فلّما غاب العلم وتفشى الهوى والجهل وكثرت الشبهات، ظهرت الفتن والهرج والقتل، دون مراعاة لهذه المقاصد، ومن أجل ذلك فإنّ كلَّ عملٍ تخريبي يستهدف الآمنين مخالف لأحكام شريعة ربّ العالمين، والتي جاءت بعصمة دماء المسلمين والمعاهدين، فكيف إذا كان ذلك في بلدٍ مسلمٍ آمن،

وأكد الدكتور هنيدي هنيدي، الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، أن الأمن الاجتماعي حاجة ضرورية ملحة لأي مجتمع؛ لأنه يتعلق بأبناء هذا المجتمع بمختلف الشرائح (ذكورًا وإناثًا كبارًا وشبابًا وأطفالًا، مواطنين ومقيمين، مهما تنوعت الديانات والمذاهب والقوميات والعروق). وكذلك على الصعيد الأمني والسياسي والاجتماعي والتربوي والديني والثقافي والصحي والاقتصادي، مشيرًا إلى أن الأمن الاجتماعي ركيزة أساسية لكي يشعر أفراد المجتمع بالأمن والأمان والاطمئنان، والتمتع بالحياة الكريمة المستقرة، وبناء أفراد صالحين وناجحين وسط أسر نموذجية صالحة، إذا لا يمكن الحصول على فكر صحيح، وثقافة وتربية سليمة في ظل غياب الأمن الاجتماعي، وبالتالي فإن الأمن الاجتماعي مسئولية اجتماعية عظيمة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع وعلى رأسها الجهات الحكومية والمؤسسات المدنية والنخب المتخصصة والمسئولة.