المكر سبيل المجرمين

  • 147

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إن الصراع بين الحق والباطل أمر لامفر منه وسنة كونية كما قال الله (بعضكم لبعض عدو) فالأصل أن للرسل أعداء، وقد قال الله تبارك وتعالى: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون) الأنعام، (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا) الفرقان.

ومن الطرق التي يسلكها المجرمون لمحاربة الرسل وأتباعهم المكر قال الله عز وجل (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) الأنفال، (ومكروا مكرا كبارا) نوح، (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها..) الأنعام.
والآيات في هذا المعني كثيرة جدا لكن الغرض أن نبين بعض ملامح هذا المكر،
أولا: بالمغالطة ولبس الحق بالباطل.
ثانيا: المحاججة والمجادلة بالباطل.
ثالثا: التفريق بين المؤمنين.
رابعا: المساومة.
خامسا: الحرب النفسية بالتيئيس من النصر والتمكين.
سادسا: افتراء الكذب على الله.
سابعا: عقد مجالس سرية للاتفاق على ضرب الدعوة.
ثامنا: محاولة احتواء الدعوة.
تاسعا: إثارة الشبهات حول شخص الداعية ومحاولة النيل من عرضه بكافة التهم والوسائل.
وعاشرا: ادعاء الإصلاح والورع الكاذب.

أما عن دوافع المجرمين للمكر فمنها: التقليد الاعمي للآباء واتباعهم والاقتداء بهديهم، وكذلك تزيين الشيطان وغروره، وأيضا الاستكبار عن قبول الحق ومحبة الحياة والحرص عليها، والحسد واتباع الظن واتباع الهوى.

والعلاج بأن يعلم الدعاة أن الكون يملكه الله سبحانه وتعالى وأن مكرالماكرين عند الله وأن الله قادر أن يقي الدعاة ما مكره أكابر المجرمين قال الله تبارك وتعالى: (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ماشهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ، ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ، فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ، وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون) النمل.
وكذلك الصبر والتقوى (وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا) آل عمران.
وكذلك تحصين الأتباع ببيان سبيل المجرمين وقراءة الدروس والعبر التي قصها الله علينا في كتابه مما ييسر الأخذ بأسباب النصر وكذلك التحصين بالعلم الشرعي الذي يستطيعون به مواجهة شبهات المجرمين وكشف مخططاتهم وغرس اليقين في أهل الإيمان وكذلك تبشيرهم بالتمكين لهذا الدين وأن النصر بنصر المنهج وليس الأشخاص فالأشخاص زائلون والمنهج باق (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) غافر. (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين) الروم.

فاللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين والحمد لله رب العالمين