لا يسأل عما يفعل

  • 132

قوله (لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون)..
وهو يهدف إلى تقرير حقيقة بديهية؛ أنه ليس من الممكن أن نستوعب الحكمة والغاية الكاملة من أفعال من يفوقنا علمًا وحكمة إلا بقدر ما يخبرنا.

فمن العسير على الطفل الصغير أن يستوعب مثلاً بعض أفعال المتزوجين، رغم أن الفارق في العلم والحكمة بين الرجل الكبير والطفل الصغير أقل بمراحل من الفارق بين الله ذي العلم المطلق والحكمة المطلقة والإنسان..

لهذا من المهم تقرير هذه القاعدة - التي من المفروض أنها بديهية - أنه لا يُسأل عما يفعل، نظرًا لكونه مطلق العلم والحكمة من ناحية؛ فلا يقدر البشر على استيعاب حكمته بشكل كامل من ناحية، وكذلك من ناحية أخرى لأنه ليس مطلوبًا منه أن يبرر أفعاله ويسوغها لنا ويعرفنا حكمتها التفصيلية، خصوصًا إن كانت هذه المعرفة لا ينبني عليها عملٌ ولا حسابٌ، والله أعلم.