ليشهدوا منافع لهم

  • 208

جعل الله تعالى حج بيته الحرام ركنا من أركان هذا الدين العظيم، مع أن المتأمل لعدد الحجيج في كل عام يجد أنهم لا يتجاوزون 4% من عدد المسلمين وهذا يؤكد أن المستفيد من الحج كل المسلمين، من حج منهم ومن لم يحج، لذلك أنزل سورة في القرآن سماها باسم هذه العبادة هي"سورة الحج" تشريفا لهذه العبادة العظيمة الحافلة بالمعاني السامية وقال فيها "وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم في أيام معلومات".

فجعل الله فيها منافع عديدة لايعلمها إلا الله، أهمها:

1- أنها تذكر باليوم الآخر، لذلك افتتح الله سورة الحج بقوله تعالي "ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم" فهي تشبه مشابهة كبيرة بكل تفاصيلها.

2- أنها تحدث في القلب ذكر الله تعالى، فكل شعائرها بين ذكر ودعاء واستغفار وصلاة .

3- أنها تربي القلب على الزهد في الدنيا، فهو ينفق ماله في تكاليف السفر ويتجرد من ملابسه ويترك التطيب فيها.

4- أنها تربي على فكرة الأمة الواحدة أو الانتماء لهذا الدين والولاء له، عن طرق الجسد الواحد أو البنيان المرصوص الذي تتشابك لبناته فهذا الاجتماع الهائل الذي لايفرق بين الأسود والأبيض ولا بين العربي والأعجمي ولا بين الغني والفقير والكل فيه سواسية يغرس في القلب هذه المعاني ويقوي هذا الرابط.

5- أنها تربي على الجماعية وأن الاجتماع أحد سمات هذا الدين .

6- أنها تربي على الانقياد والامتثال لأمر الله وتعظيمه بغض النظر عن معرفة الحكمة من الأمر ويظهر هذا جليا منذ الإحرام بقول المحرم "لبيك اللهم حجا" مرورا بالطواف والسعي ثم الوقوف بعرفة ورمي الجمرات.

7- أنها تربط القلب برسل الله إبراهيم وإسماعيل عليهم السلام وهو صميم الإيمان.

8- أنها تذكر بعداوة الشيطان المستمرة للإنسان فيعيش حذرا منه في هذه الدنيا.