مناقشة من سخر من مقال: (لسان حال أوباما)

  • 121

بعض الناس سخر من عنوان بجريدة الفتح نصه : (لسانُ حال أوباما : مخططاتنا في مصر أفشلها حزب النور).

العنوان في نظرهم مبالغة، لكنه عندنا ليس كذلك، لأنه متسق مع ما نقتنع به: أن أمريكا كانت تريد بحور دماء ، وتريد مصر فيها تنظيمات مسلحة، وانقسامات في الجيش، وهلم جرا ..

وكان من السهل توقع أن حزب النور يُستهدف نزوله ومشاركته واصطياد السلفيين كرد فعل، وتحميلهم فاتورة كل العمليات القذرة التي ستحصل في البلد، مثل ما حدث في الجزاير ، ولأن السلفيين أشبه الناس مظهرا بصورة الإرهابي الإسلامي الذي تروج له أمريكا وأذنابها كفزاعة ومبرر مباشر للتدخل في البلاد الإسلامية ..

هذه الفاتورة يدفع ثمنها الآن الإخوان المسلمون ، لسوء تقديرهم لقوتهم وقوة خصومهم ، أو لكونهم انخدعوا ، أو للسببين معا ..

لك أن تتخيل ببساطة لو أن الدعوة السلفية قررت الانسحاب من المشهد أو مشاركة الجماعة مظاهر احتجاجها على خلع مرسي ، المنتخب شعبيا بأغلبية ضئيلة أصلا ، وسط أجواء الحرب التي كانت تعلنها منصة رابعة والتلفزيون الرسمي وقنوات الفلول والطائفيين !

تخيل لو أن الدعوة تركت لأبناءها -بعددهم الكبير- خيار المشاركة أو عدم المشاركة مع الإخوان ، وانعزل علماؤها عن توجيه الشباب ،مثلما كان البعض يطلب : قلة العلم وغياب التوجيه وانتشار المخابرات الأجنبية في مصر كان من الممكن أن يولد عندنا دواعش وليست داعش واحدة ..

نعم .. نحن مقتنعون إن حزب النور كان من أكبر أسباب إفشال مخطط تقسيم مصر، أو عرقلته على الأقل، ومنع البلد من الدخول في حرب أهلية أو زيادة الدم المسفوك نتيجة للمواجهات بين طرفين وصلت كراهية بعضهم لبعض للقنص والشماتة في الموت .