ماذا نطلب من العلم؟

  • 125

قال ابن عطية رحمه الله:
(فإني لما رأيت العلوم فنونا، وحديث المعارف شجونا، وسلكت فإذا هي أودية، وفي كلٍّ للسلف مقامات حسان وأندية؛ رأيت أن الوجه لمن تشوق للتحصيل، وعزم على الوصول، أن يأخذ من كل علم طرفا خيارا، ولن يذوق النوم مع ذلك إلا غرارا، ولن يرتقي هذا النجد ويبلغ هذا المجد حتى ينضي مطايا الاجتهاد، ويصل التأويب بالإسآد، ويطعم الصبر ويكتحل بالسهاد،

فجريت في هذا المضمار صدر العمر طلقا، وأدمنت حتى تفسخت أينا -أي: إعياء وتعبا- وتصببت عرقا، إلى أن انتهج بفضل الله عملي، وحزت من ذلك ما قسم لي.

ثم رأيت أن من الواجب على من احتبى، وتخير من العلوم واجتبى، أن يعتمد على علم من علوم الشرع، يستنفد فيه غاية الوسع، يجوب آفاقه، ويتتبع أعماقه، ويضبط أصوله، ويحكم فصوله، ويلخص ما هو منه أو يؤول إليه، ويفي بدفع الاعتراضات عليه، حتى يكون لأهل ذلك العلم كالحصن المشيد، والذخر العتيد، يستندون فيه إلى أقواله، ويحتذون على مثاله) اهـ

- الإعداد العلمي الشامل --> (تأخذ من كل علم طرفا خيارا)
ثم التخصص --> (يعتمد على علم من علوم الشرع يستنفذ فيه غاية الوسع)

- تجاوز المرحلة الأولى يؤدي إلى تشوُّه لا تخطئه عين،
واستيطانها يُفقِد الأمة الكثير!

- لابد من تعب!