عداوة الشيطان

  • 116

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله، وبعد:
المسلم في سيره إلى الله تبارك وتعالى يواجه أعداء ثلاثة؛ نفسه، وهواه، والشيطان.
وعدواة الشيطان قد حذرنا الله عز وجل منها فقال تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} فاطر.

وهو يعادي الإنسان من بداية وجوده في هذه الحياة قال النبي صلي الله عليه وسلم:
"ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخا من مس الشيطان إياه، إلا مريم وابنها". ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم}.
وأخبرالله عز وجل أن الشيطان قد قعد الصراط المستقيم لغواية بني آدم وهو يوحي إلى أوليائه لتشكيكهم ومجادلتهم ليوقعهم في الشرك {وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون} الأنعام. ويزين لهم في الأرض بالتسويف وطول الأمل، ويزخرف الباطل من القول ويلقي فهما خاطئا لنصوص الوحي {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} الأنعام.
ويستخدم صوته وخيله ورجله، وله جنود وأعوان يبثها تترى إلى بني آدم لتفتنهم، ويحب نزع الثياب ونشر السوءات وكشف العورات وإلقاء العداوات والصد عن ذكر الله وعن الصلاة، والتحريش بين المصلين والنزغ بينهم كل هذا بخطوات ومكر وحيل واستحواذ واستفزاز واستهواء واستخفاف واستزلال ليوقع الإنسان في زوايا النسيان ويجعله في الغفلة غريقا حيرانا، وكذلك يخوف بأوليائه ويلقي بحبال الأماني ويعد الفقر ويأمر بالفحشاء، لكن الله تبارك وتعالى بين السبيل للخلاص منه،
أولا: بالإخلاص {إلا عبادك منهم المخلصين} بفتح اللام وكسرها قراءتان متواترتان.
ثانيا: الاستعاذة بالله منه {فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان علي الذين آمنوا وعلي ربهم يتوكلون} النحل.
{وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون} المؤمنون.
ثالثا: التوكل على الله تبارك وتعالى {أليس الله بكاف عبده} الزمر.
ومثّله بعض العلماء بكلب الغنم، فكلما نبحك وجاهدته فلن تنتهي من نباحه، فكان عليك أن تطلب من صاحب الغنم أن يصرف عنك كلبها.
رابعا: ذكر الله عز وجل {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} الزخرف.

هذا في باب التعامل مع الله.
وفي باب المعاملة مع البشر؛ فيكمن العلاج بقول التي هي أحسن والدفع بالتي هي أحسن، وأن يتقي الإنسان مواطن الظن والريبة من باب (إنها صفية) وكذلك إحسان الظن بالمسلمين.
أسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الشيطان الرجيم والحمد لله رب العالمين.