"الفتح" تحذر من استخدام الأطفال للهاتف المحمول

  • 103
صورة أرشيفية

علماء النفس: الاستجابة الدائمة لرغبات الطفل تؤثر على تكوينه الشخصي

مرحلة الطفولة هذه تعد ركيزة أساسية لحياة الفرد المستقبلية؛ إذ فيها تتحدد ملامح شخصيته من خلال ما يكتسبه من مهارات أو خبرات أو قيم، ونخص بالذكر هنا المرحلة العمرية من (6 – 12) سنة، حين تكون أنشطة الطفل أكثر منطقية وتنظيمًا ومرونة من ذي قبل، ولكونه قد تهيأ للدراسة في المرحلة الابتدائية، فإن الانتباه لديه يكون أكثر انضباطًا، وذاكرته أكثر تركيزًا.

وكثيرا ما نجد الأمهات والآباء يشترون الهواتف المحمولة لأبنائهم الصغار كنوع من الرفاهية أو اقتنائه كأصدقائه وأنه أصبح لغة العصر. فاحذرى أيتها الأم من اقتناء طفلك هاتفا جوالا وهو في عمر أقل من الثانى عشر، وحتى في هذا السن لا يستخدم الهاتف الذكى الذى يثبت عليه الكثير من التطبيقات والألعاب والإنترنت؛ حيث إن الهواتف النقالة أصبحت أداة من أدوات العصر السهلة الاستخدام والتى تؤثر بشكل كبير وسلبي علي أطفالنا معنويا وعضويا؛ حيث تجعل أبناءنا انطوائيين وسجنهم فيما وراء الشاشات والعالم الخيالي، وبعدهم التام عما حولهم وعن التربية السليمة والتلاحم مع الأسرة والمجتمع بشكل سوى وصحيح، مع التأثير المرضي علي خلايا المخ والأعصاب؛ فلا بد أن تمنعوا أيها الآباء والأمهات ذلك الوباء عن أولادكم، وعلموهم كيف يكون فردا فعالا في الأسرة والمجتمع، وكيف يتم التواصل بينه وبين الأصدقاء عبر الواقع وليس عبر الشاشات.

فكما وصانا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا: ) علموا أولادكم السباحة والرماية، وركوب الخيل). ومن الآثار السلبية للهواتف المحمولة أيضا علي أطفالنا:

1- هدر الوقت وضياعه فيما لا فائدة منه؛ فقد احتوت الأجهزة الحديثة على ألعاب مشوقة، لا يكاد الطفل يفارقها إلا عند النوم، ولا يكاد ينتهي من مجموعة إلا ويمكنه إضافة مجموعة أخرى، ناهيكَ عن أنَّها في غياب عن أعين الرقيب، فقد تتضمن شيئًا من المخالفاتِ العقديةِ، أو تمجيد العنف والاعتداء على الآخرين، واعتبار القوة البدنية هي العامل الأقوى في حسم المواقف، أو إثارة الفزع والرعب، أو تزيين العُري والاختلاط، أو العيب على الآخرين والسخرية منهم، ونحو ذلك.

2- تراجع مستوى التحصيل العلمي؛ نظرًا لانشغال ذهن الطفل بالهاتف الجوال عن وظائفه اليومية الدراسية، من استذكار لدروسه السابقة، أو تحضير لدروسه اللاحقة، أو إجابته للواجبات، خاصة أن الأسرة - في الغالب – ليس لديها تقنين لمواعيد استخدامه. إنه على تواصل معه في المنزل، والطريق، والمدرسة، والسيارة، وحين انتظار وجبة غداء أو عشاء، أو زيارة قريب، بل وحتى تحت غطاء سرير النوم. 3- جرح أو قتل الحياء في نفس الطفل، والسالم مِنْ هذا مَنْ عَصَمَهُ الله.

إننا إذا عَلِمنا أنَّ طلبات الموضوعات الجنسية في محركات البحث على شبكة الانترنت تُقَدَّر بنحو (25%) من الطلبات، وأن إحصاءات مصلحة الجمارك الأمريكية تقول إن هناك أكثر من 100 ألف صفحة إنترنت توفر مواد أو صورا جنسية للأطفال، وتقرير جمعية بريطانية تعمل في مكافحة العنف ضد الأطفال تقول: هناك عشرون ألف صورة جنسية للأطفال ترسل عبر الشبكة أسبوعيًا. هذا هو الشريان الذي يُغَذِّي الجوالات بكل فساد، وخصوصًا مع خدمة (البلوتوث) و (الأستديو)، والقدرة الاستيعابية والتخزينية التي تزداد مع كل منتج جديد.

الجوالات وهي مسرح النشر والتوزيع، تئن من صور النساء العاريات، والمتأنثين المتخنثين المتخنفسين، وصوَر الفنانات وذوات الفسق والفجور بأشكال يندى لها الجبين، ثم مقاطع الفيديو، وما أدراك ما مقاطع الفيديو! إنها لن تبقي في ذاكرة من يراها بقية لحياء، أو خُلق، أو إيمان.

4- إيذاء الآخرين، والاتصال في أوقات غير مناسبة، أو إرسال الصور والمقاطع السيئة وتبادلها، بل إن بعض الأطفال كان أذيَّة ونِقمة على أهله؛ فقد يدفعهم ذلك إلى بعض الممارسات الخاطئة، حين تراودهم أفكار تسبق سنّهم وتؤثر على أخلاقهم.

5- التعرف على أصحاب السوء، أو من لا يستفيد منهم إلا ضياع الوقت؛ وهذا من مستلزمات وجود وسيلة اتصال بين يديه، تنقله من مجتمعه الصغير إلى فضاء هذا الكون وسعته.

6- المضار الصحية والاجتماعية: وهذه قد كثرت الأقوال حولها، فمن مُقرٍ بها وخطورتها على الطفل، ومن مُهَوّن من شأنها، إلا أننا لا نشك أنه في حال كانت هناك خُطورة، فالأطفال هم أول المتأثرين بذلك.

تقول وزيرة الصحة العامة البريطانية: (نُقدّر أن بعض الآباء يشعرون بأهمية تزويد أطفالهم بهواتف محمولة لأسباب تتعلق بسلامتهم، غير أننا ينبغي أن نكون واضحين في أن يكونوا حذرين للغاية من مغبة الإكثار من استخدامها).

أما أساتذة علم النفس فيقولون: (إن الاستجابة الدائمة لرغبات الصغير خاصة لناحية اقتناء الهاتف المحمول، تؤثر على تكوين شخصيته؛ فتجعله أنانيًا، كما أن رغبة الطفل في تقليد رفاقه ليست سمة صحية؛ إذ لا يقف اقتناء الطفل للهاتف المحمول عند هذا الحد، بل يتبعه ضياع الوقت في محادثات لا طائل منها، علمًا بأنه من الأفضل الاستفادة من هذا الوقت بما يفيد عقله وتنمية مواهبه).