في البداية يقول عادل المعداوي موظف، أسعار اللحوم غير قابلة للتفاوض عليها مع الجزارين؛ حيث وصل سعر الكيلو إلي 75 جنيها .
لافتا إلى أنه لا يستطيع شراء كيلو لحمة إلا مرة واحدة في الشهر؛ معللا ذلك بكونه موظفا ومرتبه لا يكاد يكفي الضروريات اللازمة له ولأسرته.
وتقول سحر محمد ربة منزل، اللحوم البلدية محرمة علينا بسبب ارتفاع سعرها، موضحة أنها تعيش هي وأسرتها علي " الفراخ" والبدائل الأخري مثل الأسماك.
لافتة إلي أن اللحوم
المستوردة يصل سعرها إلي 45 جنيها لكنها غير جيدة وتحتاج إلي عملية طهي طويلة.
أما محمود سعيد عامل فيقول: عندي من الأولاد
خمسة في مراحل التعليم المختلفة ويحتاجون إلي مصروفات يومية؛ فيلجأ إلي تربية
الطيور في سطح المنزل الذي يقيم فيه هربا من ارتفاع أسعار اللحوم.
وأضاف أن أسرته لا تأكل
اللحوم إلا في الأعياد؛ حيث يوزع المضحون لحوم الأضاحي علي الفقراء. مؤكدا أن باقي
أيام السنة يعيش علي الفراخ المجمدة أو الطيور مع ارتفاع اسعار أعلاف الطيور.
وعلي الجانب الآخر، يقول أحمد رمضان جزار، زيادة
أسعار اللحوم لا ذنب للجزار فيها؛ معللا الزيادة لارتفاع أسعار اللحوم
الحية في الأسواق.
وأضاف "رمضان" أن عمليات الذبح
والتشفية والتنظيف تكلف الجزار كثيرا، فضلا عن أن التجار يحتكرون الأسواق؛ الأمر
الذي يؤدي إلى رفع الأسعار.
أما جميل حافظ
جزار، فيري أن تجارة اللحوم في مصر مصابة بالركود بسبب ارتفاع أسعارها
وعزوف الكثير من المستهلكين عنها.
لافتا إلي أن معظم
الجزارين مدينين للتجار الكبار؛ حيث يشترون اللحوم بنظام الأجل، ويضع التاجر هامش
ربح كبيرعلي كل ذبيحة مما يتسبب في رفع الأسعار.
ويؤكد طه عبد المجيد
مربي مواشي، أن أسعارالأعلاف زادت لأكثر من 50%، فضلا عن العلف الأخضر.
وأضاف عبد المجيد، تربية المواشي لم تعد مربحة كما في السابق بسبب الأمراض والأعلاف، موضحا أن الكثير من المربين أعرضوا عن تربية المواشي بسبب ارتفاع التكلفة.
يقول رجب رياض مربي، إن
التاجر والجزار يحصلان علي مكسب المربي والفلاح علي الجاهز.
وطالب "رياض"
الدولة بدعم المربين بشتى الطرق والوسائل،
التي منها توفير أعلاف بأسعار تتناسب مع الوضع الحالي، مع توفير رعاية بيطرية
مناسبة.
لافتا إلي أن العديد من رؤوس الماشية قد نفقت هذا الصيف بسبب "الحمى القلاعية والعقد الجلدي".
ويقول سلامة سيد تاجر مواشي، إن ارتفاع الأسعار
لا يظهر أثره كثيرا إلا في المواسم والأعياد، لافتا إلي أننا علي أبواب عيد الأضحي
المبارك، حيث يلجأ بعض الجزارين إلي شراء كميات كبيرة من اللحوم الحية وتخزينها
ويتسببون في تعطيش السوق؛ الأمر الذي يدفع الأسعار إلي الصعود .
ويعلل إبراهيم عبد
اللطيف تاجر مواشي، ارتفاع أسعار اللحوم لانخفاض أعداد رؤوس الماشية؛ الأمرالذي زاد
من عملية الطلب لقلة المعروض.
وأضاف أن عملية النقل
والرعاية تكلف التاجر كثيرا ، مشيرا إلي أن الجزار هو الرابح الوحيد في تجارة اللحوم.
ويري محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الثروة الحيوانية في خطر بسبب الأمراض التي انتشرت مؤخرا وأدت إلي نفوق الكثير من رؤوس الماشية؛ في الوقت الذي عجز فيه الطب البيطري عن ملاحقة الأمراض والقضاء عليها.
وطالب "وهبة" المسئولين في الحكومة بإعادة إحياء مشروع البتلو، وعدم ذبح الإناث، وتوفير الرعاية البيطرية للمواشي؛ الأمر الذي سوف يساعد علي توازن الأسعار.
ومن جانبه، يري الدكتور رضا عيسي الخبير الاقتصادي، أن منظومة الثروة الحيوانية في مصر بها خلل كبير، مشددا علي الطريقة العشوائية التي تدار بها المنظومة .
لافتا إلي أن الكميات المستوردة من اللحوم الحية من الخارج
تؤثر بالسلب علي الثروة الحيوانية في مصر.
وطالب الدولة بالتوسع في المشروعات الزراعية والخدمية مع تسهيل تمويل مشروعات اللحوم
والمزارع لدعم الثروة الحيوانية في مصر.