اتحاد علماء "القرضاوي".. كف يدك عن مصر

  • 108
صورة أرشيفية

عضو مجمع البحوث الإسلامية: أعضاء الاتحاد إما منتمٍ للإخوان أو متعاطف معهم.. ولا قيمة عملية له
المتحدث باسم الدعوة السلفية: الاتحاد يتبنى منهج الإخوان في التقريب مع الفرق المخالفة لأهل السنة

قالوا قديمًا فى الأمثال: "أطعم الفم تستحى العين"؛ حين تكون أنت المنفق والممول حتمًا ستكون أنت أيضًا الآمر الناهى، وحين تكون أنت الآمر الناهى فقد تستدعيك أطماعك بالتوجه إلى ما تريد حسب ما ترى، وقد لا يعنيك أمر الناس مطلقًا، هذ هو ما يدور بما يسمى بالاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى أسسه وتولى رئاسته الدكتور يوسف القرضاوى عام 2004 بلندن!

لا أدرى ما هى دلالة تدشين اتحاد عالمى لعلماء المسلمين بعاصمة الاستعمار الصليبى "لندن" ولكن هذا ماحدث! فقد دُشنّ الاتحاد بنية تمثيل علماء المسلمين عامةً في جميع أنحاء العالم، وهذا ما جاء صريحًا في التعريف المنشور في الموقع الرسمي للاتحاد، ففيه أن من سماته: (العالمية: فهو ليس محليًّا ولا إقليميًّا، ولا عربيًّا ولا عجميًّا، ولا شرقيًّا ولا غربيًّا، بل هو يمثِّل المسلمين في العالم الإسلامي كله، كما يمثل الأقليات والمجموعات الإسلامية خارج العالم الإسلامي).
ولكن شيئًا فشيئًا أصبح هذا الاتحاد يخدم مصالح معينة، فالدكتور القرضاوى المقيم بدولة قطر التى يوجد بها أكبر قاعدة أمريكية بالشرق الأوسط وتمثل مركز القيادة الأمريكية بالشرق الأوسط، والذى أعلن الدكتور القرضاوى استنكاره لوجودها فى قطر ولم يزد على ذلك فلم يدعو مثلًا للخروج فى ثورة ضد أمير قطر لدحر الكفر عن البلاد، ولا اتهم تميم بن حمد المنقلب على والده بأنه لا يملك شرعية الحكم فى بلاد اغتصب فيها السلطة من "أبيه"، غير أنه توجه إلى مصر بحديثه غير مرة؛ مهاجمًا انتفاضة الشعب المصرى فى 30 يونية ومهاجمًا الأزهر فى صورة الدكتور أحمد الطيب لوقوفه إلى جانب المصريين فى تلك الأزمة، بل وصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بتهجم الأمين العام للتحاد الدكتور القرضاوى القرة داغى- القطرى الجنسية - إلى القول بأن الرئيس السيسى ليس له أن يتكلم عن الأمانة بعدما غدر بــ"الرئيس الشرعى"! إذن فأين كنت أنت أيها الداغى حين انقلب ابن أميرك "تميم" على أبيه "حمد"؟! و أين كنت عندما انقلب "حمد" نفسه منذ سنوات على أبيه "خليفة"؟! بل أين كنت حينما نصبت بلدك أكبر قاعدة للولايات المتحدة بالشرق الأوسط ومركز القيادة الأمريكية الوسطى؟! و أين كنت عندما خرجت الطائرات المزودة بوقود بلدك لتدك المسلمين فى العراق؟! و أين كنت حينما عقدت قطر اتفاقيتها المشبوهة للدفاع المشترك مدة 20 عامًا بعد الانقلاب المشهود لحمد على أبيه حين خرج لزيارة مصر؟!
الدور المشبوه لذاك الاتحاد فى غاية الخطورة والتأثير، فأحد نواب الدكتور القرضاوى إباضى العقيدة - خوارج- فى حين يتكلم الدكتور القرضاوى واتحاده عن الوسطية وعدم المغالاة، وفى الماضى كان للقرضاوى نائبًا شيعيًا لم يعد انتخابه تلك الدورة.
واستمرارًا لتحدى مشاعر المصريين بذلك الاتحاد طلب الدكتور القرضاوى ترشيح الدكتور صلاح سلطان وصفوت حجازى أحد أبرز قيادات الإخوان فى مصر، وأحد كبار المحرضين على الاعتصام فى ميدان رابعة العدوية، والمتهمين على ذمة قضايا جنائية فى مصر، وذلك فى مؤتمر الاتحاد المنعقد فى إسطنبول خلال الشهر الجارى.
قال الدكتور حامد أبو طالب عضو مجمع البحوث الإسلامي، ما حدث فيما يسمى باتحاد علماء المسلمين ليس بجديد على من يعرف حقيقة هذا الاتحاد؛ ذلك أن هذا الاتحاد هو عدد من العلماء جمعهم يوسف القرضاوى، وجميعهم إما منتمٍ للإخوان أو متعاطف معهم
وأضاف أبو طالب فى تصريحات خاصة لــ"الفتح"، هذا الاتحاد ليس له كيان قانونى حقيقى فهو مجرد تجمع للعلماء ينفق عليهم القرضاوى من الثروات التى حصل عليها من بلاد البترول؛ لذلك فهو الآمر الناهى لأن من ينفق هو من يحكم، فهو الحاكم بنفقاته، فيحكم ويأمر وينفذ أيضًا.
وأشار أبو طالب إلى أنه لا يستعجب رفع شارة رابعة فى اجتماع الاتحاد الأخير بإسطنبول؛ حيث إن كل الحاضرين إما محسوب على تنظيم الإخوان أو متعاطف معهم، مضيفًا أن الأزهر لا يقيم وزنًا لهذا التجمع حيث إنه غير رسمى ولا ينتمى إلى أى دولة إسلامية؛ حيث تم تشكيله والإعلان عنه فى لندن؛ فهل صار علماء الإسلام يجتمعون ببريطانيا؟! فهذا التجمع لا قيمة عملية من ورائه، بل هو مجرد نزهة على حساب القرضاوى.
وأكد أبو طالب أن بحث تركيا عن أى دور تعارض به مصر حاليًا جعلها تستدعى ذلك التجمع على أراضيها، وأنا أتعجب من أن تركيا تستضيف علماء الإسلام وهى الدولة العلمانية التى تباهى وتفاخر العالم بعلمانيتها وتؤكد إرهابية من يتعلم العلم الشرعى بتركيا.
وعن وجود شخصيات ليست من أهل السنة بالاتحاد، قال أبو طالب هذا لا يمثل شيئًا ذا قيمة بالنسبة لنا لأن هذا يمثل إرادة القرضاوى الذى ما إن وقف الغنوشى فى موقف مخالف له حتى أزاحه من نيابته لهذا الاتحاد.
وقال الشيخ عادل نصر المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية، إن انعقاد ذلك المؤتمر بتركيا دلالة على كون مثل ذلك الاجتماع قد يضر بمصالح دولة صغيرة كقطر، فكان البحث عن بلد يدعم الإخوان فى مصر، فلو لم يكن الاجتماع فى شأن مصر لعقد فى أى مكان آخر.
وقال "نصر" فى تصريحات خاصة لــ"الفتح"، القرضاوى يتبنى منهج الإخوان فى التقريب بين أهل السنة وأصحاب الفرق؛ حيث يجعل نيابته لإباضى؛ مما يؤكد النكهة الإخوانية لذلك الاتحاد.