القطب الشمالي أكثر دفئا منذ ما يزيد على قرن

  • 128
أرشيفية

أفاد تقرير، نشر أمس الثلاثاء، أن القطب الشمالي شهد هذا العام ثاني أكثر السنوات دفئا منذ 1900.
ويزيد ذلك من المخاوف بشأن ترقق طبقة الجليد وارتفاع مستويات البحر.
ويتأثر القطب الشمالي بالاحترار أكثر بمرتين من بقية الأماكن على الكوكب منذ تسعينات القرن الماضي، وهي ظاهرة يسميها علماء المناخ التضخيم القطبي، وكانت السنوات الست الماضية الأكثر دفئا في المنطقة.
كان متوسط درجة الحرارة في الأشهر الـ 12 حتى سبتمبر أعلى بـ 1,9 درجة مئوية من متوسط الفترة الممتدة بين العامين 1981 و2010، وفقا لتقرير القطب الشمالي الذي أعدته وكالة المحيطات والغلاف الجوي الأميركي (نوا).
وأظهر هذا التقرير السنوي أن الغطاء الجليدي البحري في نهاية الصيف، الذي قيس في ذلك الشهر، كان ثاني أدنى رقم تسجله بيانات الأقمار الاصطناعية منذ 41 عاما بالتعادل من العامين 2007 و2016.
وقال دون بيروفيتش أستاذ الهندسة في "دارتموث"، الذي شارك في إنجاز التقرير، "كان العام 2007 سنة فاصلة".
وأضاف "تحدث زيادة في بعض السنوات ويحصل انخفاض في سنوات أخرى لكننا لم نعد إلى المستويات التي كانت قبل عام 2007".
وتجاوزت مستويات انخفاض مستوى الجليد هذه الفترة، بين العامين 2015 و2016 التي كانت الأكثر حرا منذ العام 1900 عند بدء التسجيلات.
في بحر "بيرينغ" بين روسيا وألاسكا، شهد آخر فصلي شتاء نسبة من الجليد البحري تعادل أقل من نصف متوسط هذه النسبة خلال العقود السابقة.
كما أن الجليد أصبح أرق أيضا، وهذا يعني أن الطائرات لم تعد قادرة على الهبوط بإمدادات لسكان "ديوميدي" وهي جزيرة صغيرة في مضيق "بيرينغ"، وهم يعتمدون الآن على طائرات هليكوبتر أقل موثوقية.
يعد الثلج الكثيف ضروريا أيضا للسكان المحليين الذين يسافرون عبر الطرق الجليدية ويوقفون قواربهم أو يصطادون الفقمات والحيتان.
وبما أن الجليد يتشكل في وقت لاحق من الخريف، يبقى السكان منعزلين لفترة كبيرة من السنة.
ويزداد "الجليد الثابت" المرتكز على قاع البحر ندرة وهو ما يستخدمه الصيادون لوضع معداتهم عليه.
وكتب السكان الأصليون، في مقال مدرج في التقرير، "في بحر بيرينغ الشمالي، كان الجليد البحري يبقى لمدة ثمانية أشهر في السنة. أما اليوم، فقد يستمر هذا الجليد لثلاثة أو أربعة أشهر فقط".
وليس الجليد البحري الذي يتراجع فحسب بل إن الجليد في غرينلاند وفقا للتقرير، يذوب أيضا.
بالنسبة إلى بقية أنحاء العالم، يقاس هذا الذوبان بارتفاع منسوب مياه البحر. وكل عام، يؤدي ذوبان الجليد في غرينلاند وحدها إلى رفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 0,7 مليمتر.
ويعكس الثلج أشعة الشمس مرة أخرى إلى الفضاء، لكن عندما يذوب فإنه يكشف مساحة أكبر للشمس ما يؤدي إلى إذابة التربة المجمدة، وهي التربة التي تبقى متجمدة.
وتضم غرينلاند ثاني أكبر طبقة جليدية في العالم بعد أنتاركتيكا التي يذوب جليدها لكن بوتيرة أبطأ.
ووفقا لتقرير نشر في مجلة "نيتشر" العلمية، أمس الثلاثاء، فقدت غرينلاند حوالى 3,8 تريليون طن من الجليد منذ عام 1992 وهو ما يكفي لرفع مستويات سطح البحر 10,6 مليمترات (1,06 سنتيمتر).
وفي حال ذوبان كل الجليد في غرينلاند أو تحوله إلى المحيط جبالا جليدية، فإن محيطات العالم سترتفع بنسبة 7,4 أمتار وفق العلماء.