من كان سامعا مطيعا

فوائد من حديث صلاة العصر في بني قريظة

  • 325

اغلبنا يعلم قصة الحديث ((من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر الا فى بنى قريظة)) حيث هب الصحابة للامتثال لأمر النبى صلى الله عليه وسلم وفى الطريق كاد وقت العصر ان يخرح فانقسم الصحابة الى فريقين فريق نظر الى الهدف المقصود الا وهو سرعة الذهاب فصلو فى الطريق قالو: لم يرد منا التأخير، وإنما أراد سرعة النهوض، فنظروا إلى المعنى والغاية ، واجتهد آخرون وأخروها إلى بني قريظة فصلوها ليلا نظروا الى اللفظ وفريقٌ أخذوا بظاهر النص ورأوا الالتزام بالأمر حرفيا غاية الامتثال يبدو جليا أننا امام مدرستين فى الادارة المدرسة الرسمية التى ترى النجاح الحقيقى فى الامتثال بالاوامر حرفيا واتباع القواعد ...ومدرسة مفتوحة تنظر الى الهدف المقصود فتنحو نحوه بمرونة بحيث تكون غايتها تحقيق الهدف من وراء الأمر الغريب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أى من المدرستين .... مما يدل على صواب الطريقتين فى تلقى الاوامر وتنفيذها .. كما أن كلتيهما ايضا تناقشتا واختلفت طرائقهما لكنهما تعايشتا فى النهاية كفريق واحد وتكاملتا لتحقيق الهدف المرجو هكذا يمكنك ان تجد فى العمل الدعوى من يقدر القواعد الادارية ويرى الالتزام الصارم بها هو تصويب لمسار الدعوة من الفوضى والعشوائية الى التنظيم وبالتالى الانتاجية وأننا بين نتيجة غير مضمونة وأمر مؤكد .... علينا التقيد بالأوامر فحسب فنبلغ أحد الخيرين قطعا ويمكنك ان تجد شخصيات أكثر مرونة تحاول الوصول الى الهدف وهو الدعوة الى الله وفقا للاحوال والمتغيرات والامكانات المتاحة وفقا لقاعدة العبرة بالمقاصد والمعانى لا بالالفاظ والمبانى فتتغير الخطط والاستراتيجيات وفقا ((لمصلحة الدعوة)) يجيد الفريق الاول التخطيط والتنظيم ويبرع فى العمل الادارى المكتبى على المدى القصير والبعيد ويجيد الفريق الثانى العمل الميدانى وايجاد البدائل وتنوع الخيارات والتفكير المرن خارح الصندوق يفترض بابناء المدرستين ان يتعايشا وأن يعلما ان كليهما -مع اخلاص النية -على صواب والا يحاول احدهما كسر عنق اخيه ليتبع منهجه فى العمل وأن لا غنى لفريق منهما عن الاخر ولا قدرة الاحدهما على حمل عبء الدعوة منفردا فالحماس بلا تنظيم مضيعة للوقت والجهد والاوامر الصارمة بلا مرونة تكبح جماح الحماس وتقتل الابداع وهى ضرب من الدكتاتورية ومحاولة للتنميط وتحجيما للأفكار ان المتضرر الوحيد من عدم اتفاق الفريقين وتألفهما معا وتقبل كل منهما لمنطق الأخر بل وتقدير ثمرته فى العمل الدعوى... هو الدعوة التى نثق أن كلاهما يسعيان لنصرتها