قمة العشرين بأوساكا.. هدنة أمريكية صينية لوقف الحرب التجارية.. أبرز التحديات

  • 164
قمة مجموعة العشرين

قمة مجموعة العشرين بأوساكا.. تحديات وفرص

هدنة أمريكية - صينية لوقف الحرب التجارية


اختتمت قمة مجموعة العشرين أعمالها، في مدينة أوساكا اليابانية، بعد مناقشة عدد من الملفات الساخنة، بين أعضاء الدول المشاركة، والتي تمثل أضخم اقتصاديات العالم.

تناول جدول أعمال القمة العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية، من بينها: الطاقة، والتعليم، والبيئة، والعمل، والرعاية الصحية، والتنمية.

قبل أشهر من عقد القمة، حاولت الدبلوماسية اليابانية، الجمع بين الفرقاء، وتقريب وجهات النظر في العديد من الملفات، وأبرزها ملف الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، على وقع فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحظر على شركة هواوي الصينية، وإدراجها على القائمة السوداء.

من جهته يقول الدكتور هاني سليمان، المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث، إن الحرب  التجارية بين أمريكا والصين لها جانب سياسي كبير، على وقع صعود الصين التكنولوجي الكبير، وإقامتها لشبكات الجيل الخامس، وهذا ما تعتبره واشنطن منافسة حقيقية لها، باعتبارها رائدة مجالات التقدم التكنولوجي، منوهًا أن محاولات الصين التعاون مع دول كروسيا وغيرها في مجال الاتصالات المتقدمة، يُعد تهديدًا لمكانة الولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع سليمان، أن التهدئة كانت ضرورية، لأن كلا الطرفين يتعرضان لخسارة كبيرة، فبينما تتعرض واشنطن لمشكلات داخلية بسبب وقف التعاون بين الشركات الأمريكية وشركة هواوي الصينية، تخسر الصين السوق الأمريكي لبيع منتجاتها، وانعكاسات ذلك على العالم المعولم اقتصاديًا، وتقليص الاستثمارات الصينية على سبيل المثال في منطقة الشرق الأوسط، كنتيجة لحربها التجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

من جهته يقول الدكتور هشام البقلي، الباحث والمحلل السياسي، إن قمة العشرين عملت على تهدئة قرع طبول الحرب في الإقليم، وبذل محاولات واسعة لتفادي الحرب عبر الدبلوماسية والجلوس على طاولة المفاوضات.

وأضاف البقلي أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي استبق اجتماع قمة العشرين، وزار طهران، والتقى المرشد الإيراني علي خامنئي، حاملًا له رسالة من الرئيس الأمريكي، منوهًا أن هذه الوساطة كانت خطوة أولى، سيتم الترتيب عليها في قمة العشرين.

وأشار البقلي إلى أنه بعد نهاية القمة، هدأ شبح الحرب، ولو جزئيًا، وأعلن الجانب الأوروبي ومعهم الصين وروسيا عن تفعيل الآلية المالية الأوروبية للتبادل التجاري بين إيران وأوروبا، وهي المعروفة بـ "انستكس"، على أمل إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني من الانهيار، بعد خروج واشنطن منه، ومطالبتها بتدشين اتفاق جديد على أسس جديدة.

وحول التواجد العربي قال أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن واحدًا من أهم الملفات التي ناقشتها القمة، هو ملف الطاقة، والوصول الآمن لإمدادات النفط، وهنا يمكن الحديث عن دور المملكة العربية السعودية، التي تمثل إحدى الركائز العالمية، في تأمين إمدادات الطاقة، في ظل وجود بعض التهديدات والتحديات، وخاصة من الجانب الإيراني، مشددًا على تأكيد المملكة العربية في أكثر من موقف على كونها ضامن لثبات أسعار النفط، وضامن لعدم تدهور الأسعار.

وأشار العناني، أن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان عقدَ العديد من اللقاءات أثناء قمة العشرين مع العديد من زعماء العالم، للتأكيد على محورية وأهمية الدور السعودي في المنطقة العربية، ما يؤهل المملكة لاستضافة القمة المقبلة في 2020 والاستعداد المبكر لها، وتحديد ملفات النقاش، وآلية تنفيذ التوصيات، وإيجاد الحلول.