أم كلثوم بنت عقبة

  • 275
إعداد- سندس الحنش


أم كلثوم بنت عقبة

إعداد- سندس الحنش

نورٌ يشع في ذلك البيت الذي ضرب عليه الكفر أطنابه، نور في جوف بيت لم يعرف أهله النور.

امرأة آمنت إذ أحجم رجال، وبايعت إذ نكل أقوام، وهاجرت إذ رهب أبطال؛ إنها تلك الصابرة الوفية لدين الله ورسوله "أم كلثوم"، التي أبصرت عمى أبيها ابن أبي معيط، وآمنت حين كفر، ونصرت حين آذى. 

في مكة تقيم تلك الصادقة، وقد رنا بصرها نحو تلك الأرض الطيبة دار الإيمان ومحط الهدى والإسلام، تتربص وتتحين الفرصة لتفر بدينها إلى دار الهجرة والإيمان، وتمر بها الأيام تليها الشهور ثم السنون، وهي تنتظر وتخطط لذلك؛ فكانت تخرج إلى باديةٍ لبعض أهلها، وتمكث بها أيامًا، ولا ينكر أحد عليها ذلك. 

وجاء اليوم الحاسم الذي قررت فيه الهجرة، ترددت كثير من الأسئلة في خلدها ولكن أليست مهاجرة إلى الله ورسوله! إذن فإن الله لن يضيعها، وخرجت إلى البادية كعادتها، حتى إذا رجع من تبعها؛ ثنت لرحلتها الزمام تلقي نظرة الوداع على مكة، ثم رمت ببصرها بعيدًا حيث يهفو الفؤاد، حيث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- والصحب الأبرار. 

انطلقت في طريقها حتى بلغت طيبة المباركة، والأرض الطاهرة، ودخلت على أم المؤمنين أم سلمة؛ فَسُرَّت واستبشرتْ بها.

فأين أنت يا حبيبة القلب من صبرها وعزمها وإصرارها للوصول إلى مرادها وبلوغ أمنيتها؟، لمَ الاستسلام؟، أو أن تقولي: ماذا أفعل وأنا امرأة لا تملك شيئًا؟ 

ولكن ليس هذا بقول ذوات الهمم العاليات بالغات الآفاق.

***