ورحلت أم عائشة

  • 382
ارشيفية

ورحلت.. "أم عائشة"

بقلم- أميرة عبد القادر 


فُجعنا بخبر وفاة الأم الرحيمة والداعية الحنونة المعلمة الفاضلة/ أم عائشة، زوجة شيخنا محمد إسماعيل المقدم، نعم فُجعنا بك أمُّنا.

كم كانتْ صابرة محتسبة في مرضها، كم كانت رحيمة بطالباتها ذات همة عالية بدعوتها متواضعه لكل من يجالسها ويكلمها.

كانت -رحمها الله- تَلج كل باب للدعوة في صمت وخفاء ودون ضجيج، مرت بكثير من الفتن فلم تنشغل إلا بالعلم والدعوة إلى الله.

لم تقل (لا) أبدًا لخير دعيت إليه، ولم تغلق بابها لأي من تحتاج إلى سؤالها واستشارتها قط، رغم مشاغلها، كانت تستفتح دروسها بحب الله وخشيته وذكر نعمه علينا واستحقاقه سبحانه للعبادة، وبلا إرادة منها تجدها باكية فتبكي الحضور ثم تتمالك نفسها وترسم على وجهها ابتسامة حانية. 

تذكر رحمة الله وعفوه عن عبادة وأن باب التوبة مفتوح ولا يصد عنه أحد، ثم تشرع في درس علمي منظم مرتب من ذاكرتها تبسط فيه المعلومة وتكررها وتجاوب على كل الأسئلة ولا تمل. 

تقابل كل أحد فتسأل عن الأحوال والأولاد والأهل وتتفقد الجميع.

من دروسها المشهورة "عبودية الكائنات"، كانت تتكلم بقلبها ودموعها، وليس بفمها فحسب، تحفظه عن ظهر قلب وتقوله بكل مشاعرها حتى كدنا لنرى النملة وهي تسجد، والهدهد وهو يسبح، والحوت وهو يستغفر، والشجر وهو يركع.

كما شرحت في أكثر من مكان من دور ومساجد طيلة عدة سنوات سلسلة "أسماء الله الحسنى، وكيفية التعبد لله بمقتضاها"، مطبقة ذلك على واقع المرأة وحسن طاعتها لزوجها وتربيتها لأولادها.

كما كان من دروسها سلسلة في شرح أركان الإيمان، وكذلك العقيدة الواسطية تحفظها عن ظهر قلب، وتفصل في قضاياها وتوصلها بأيسر طريقة.

كانت دائمًا تذكر الطالبات بطاعة الزوج وحسن القيام على تربية الأولاد وترتيب الأولويات وعدم التضجر مما تلاقيه المرأة من تعب ومشقة في ذلك وتذكرهن بالأجر والمثوبة من الله.

رحمك الله أمّنا وأم الدعوة، وكفى بجنازتك شهيدة على أعمالك، فقد كان أول من اصطففن للصلاة عليك من علمتيهن عن الله وأرشدتيهن عليه، جزاك الله عنّا خير الجزاء، وجعله الله في ميزان حسناتك يوم القيامة، وربط على قلوبنا جميعًا.

***