في تصريحات استفزازية القيادة الإيرانية: لبنان والعراق وسوريا تحت وصايتنا

  • 104
أرشيفية

 في تصريحات استفزازية جديدة

القيادة الإيرانية: لبنان والعراق وسوريا تحت وصايتنا

تقرير - عمرو حسن


أضحت القيادة الإيرانية تصرح علنًا بتدخلاتها في شئون الدول العربية، وخلال الأسبوع الماضي امتلأت المواقع الإيرانية برسائل "عنترية" لرأس النظام الإيراني وعدد من القادة العسكريين، كان آخرها ما ورد في خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي قال: "لماذا لا توجد إيران في المنطقة؟ سنتواجد رغمًا عن أنوفكم!".


وفي تصريح خطير، يؤكد دخول لبنان في دائرة الاستهداف الإيراني، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: "لا يمكن اتخاذ خطوة مصيرية في العراق وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا والخليج من دون إيران"، على حد وصفه.


من جهته، قال الباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي، إنَّه من الناحية السياسية النظرية تعكس تصريحات روحاني وغيره من القادة الإيرانيين في الفترة الأخيرة حالة من الغطرسة التي انتابت الدولة الإيرانية إذ يعد هذا التصريح بمثابة اعتراف رسمي يؤكد مدى التدخل، بل والتغول الإيراني في شئون الكثير من بلدان المنطقة.


وأضاف الهتيمي لـ "الفتح": "من ناحية أخرى، تكشف هذه التصريحات عن واقع أليم تعيشه الكثير من بلاد المنطقة بعد ما شهدته من حالة اضطراب وتوتر خلال العقد الأخير كانت إيران لاعبًا فاعلًا وقويًا في كل أحداثه، بل وفي أحيان كثيرة صانعة لأحداثه حتى تسير الأمور في اتجاه يسمح لها بفرض نفوذها وسيطرتها لتحقيق حلمها في التمدد على حساب دول الخليج والمنطقة العربية".


وأشار إلى أن الحقيقة التي لا يمكن أن نغض الطرف عنها، أن اليد الإيرانية أصبحت بالفعل يدًا عُليا في بعض الدول ومنها سوريا والعراق واليمن ومن قبلهم لبنان، وهو ما أشارت إليه من قبل تصريحات مسئولين من أمثال حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، ومندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني علي رضا زاكاني المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي؛ ومن ثم فإن مثل هذه التصريحات ليس جديدًا.


وشدد الباحث في الشأن الإيراني على أنَّه تاريخيًا لبنان كانت أولى حبات عقد الهيمنة الإيرانية، إذ استطاعت طهران ومنذ بداية الثمانينيات من القرن الميلادي الماضي وبعد أن عملت على تأسيس ما يسمى بـ "حزب الله"، أن توجد لها وكيلًا سياسيًا وعسكريًا في لبنان، ولأسباب عديدة خلال سنوات قليلة نجح في أن يكون الفاعل الأول والرئيس في الحياة السياسية، بل ويكون دولة داخل الدولة، لا يمكن للحكومة اللبنانية ولا لكل المكونات السياسية اللبنانية أن تنازعه مكانته ولا امتيازاته؛ مستندًا في ذلك إلى قوته والدعم العسكري الذي يأتيه من طهران بدعوى دعم الصمود والمقاومة.


وتابع: "قد دلل الواقع على صحة سطوة "حزب الله" في لبنان؛ فقد تمكن من تعطيل الحياة السياسية والنيابية في لبنان قبيل انتخاب "ميشال عون" قبل نحو عام رئيسًا للبنان؛ إذ ظلت لبنان ولفترة طويلة بلا رئيس، وتعطلت كل أعمال الحكومة والبرلمان الذي لم يكن بمقدوره أن يعقد اجتماعاته؛ لأن ذلك لا يأتي على هوى "حزب الله" ومن ثم فإنه ليس مستغربًا ألا يكون ثمة أي خطوة مصيرية في لبنان دون موافقة "حزب الله" الذي أعلن بصراحة وعبر أمينه العام حسن نصر الله أنه "تابع لإيران ولمرشدها الأعلى الخميني ومن بعده علي الخامنئي".


من جهتها، قالت الدكتورة درية شفيق، أستاذة العلوم السياسية بجامعة حلوان: إنَّ التحول الإيراني في كشف عملياته داخل المدن العربية جاء من منطلق الإحساس بالقوة والتفوق على الدول العربية؛ فقد نجحت إيران في تمرير مشروعها التخريبي في اليمن وسوريا والعراق وتخطط حاليًا للاستحواذ على لبنان من خلال ذراعها الأبرز حزب الله الإرهابي.

وأردفت "شفيق" لـ "الفتح"، أن إنكار إيران تدخلاتها كان في مرحلة سابقة كاستراتيجية وأسلوب للمواجهة، لكنها اليوم أصبحت لا تهتم بالإنكار والمواربة.