بعد تصريحات جون كيري.. مراقبون: أمريكا تناور بورقة الأقلية في اليمن

  • 131
أرشيفية

قرابة ثلاثة أشهر من المفاوضات بين أطراف الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين في العاصمة الكويت، غير أن الأشهر الثلاثة مرت دون تحقيق أي إنجاز ملموس، فالعراك السياسي والمناوشات الإعلامية حاضرة، والحرب الدائرة على الأرض مستمرة دون غالب أو مغلوب.


تحالف الحوثي مع صالح أجمع أمره "لن نسلم السلاح إلا لدولة جديدة نكون نحن شركاء أساسين فيها"، مع تأكيد الحكومة الشرعية أن الحل السياسي يعني ضرورة تسليم سلاح الميليشيات ثم الدخول في حوار سياسي، يلتزم الجميع بمخرجاته.


وفي جولة جديدة لجمع الفرقاء اليمنيين على طاولة سياسية جديدة، ضم اجتماع دولي قبل أيام  وزراء خارجية الولايات المتحدة، بريطانيا، ودول الاتحاد الخليجي، بمشاركة إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الأممي لليمن، تمخض الاجتماع عن تصريحات لوزير الخارجية الأمريكية أكد فيها أن خطة جديدة ستشمل مقترحات لإنهاء الصراع، واستئناف مفاوضات السلام.


خطة كيري لم تقدم جديدًا، شملت حلاً سياسيًا، شدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، وسحب الميليشيات من المدن اليمينية وعلى رأسها صنعاء، غير أن حجراً جديدًا ألقاه وزير الخارجية الأمريكي في مياه اليمن الراكده، حيث قال إن إجماعًا تم بين وزراء الخارجية الحاضرين على أنه لا حل عسكري في اليمن.


فمن جهته قال فهد الشرفي رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين إن الحل السياسي قد يأتي كنتيجة وثمرة لحل عسكري ناجز، مشددًا أن هناك إجماعًا على أن الحل السياسي هو أمر لاحق على الحل العسكري، وأنه ﻻ بد من عودة المسار السياسي حتمًا.


وتساءل الشرفي قائلًا: من الذي سيكسر الآخر؟ ليفصل الثوب السياسي بمقاساته وما على بقية الأطراف المهزومة إﻻ أن تقر بالمطلوب.


وتابع الشرفي: في اجتماع الرباعية بمدينة جدة ﻻ جديد سوى أن رؤية ولد الشيخ تم إشباعها بالنقاش مرة أخرى بحضور كيري في محاولة لإعادة إنتاجها من جديد بعد ما ماتت موتة قبيحة في الكويت.


بينما أكد مراقبون أن التقدم الملموس الذي تحققه قوات التحالف العربي دفع واشنطن لتقديم مبادرة جديدة لإطالة أمد الصراع والحرب في اليمن، وبالتبعية إنقاذ الحوثيين من الهزيمة المرتقبة.


بدوره قال الباحث السياسي محمد اللطيفي في مقال له: "في تقديري هناك تحول واضح في تعامل واشنطن، مع الملف اليمني، بالانتقال من دعم الخطط الأممية، إلى تبني خطة باسمها، مضيفًا: لأول مرة تقف واشنطن بوضوح لتتزعم خطة معلنة باسمها، وهي التي ظلت تدعم كل الخطط الأممية من دون أن تظهر في واجهة قيادتها، وتابع أنه يمكن القول أيضا أن تصريحات كيري تجاه الحوثي باتت متناسقة مع هذا التغير، حيث أن لهجته تجاه الحوثي كانت أشبه بتوجيه إنذار لانتهاء الدلال الأمريكي، حيث أكد على أن هذه فرصة للحوثي، ليكون له مستقبل في بنية الحكم السياسي القادم".


وشدد اللطيفي على أن هذا الإنذار الأمريكي؛ لا يعني تخلي نهائي عن الحوثي، بل ضغط عليه، لتنفيذ الرغبة الأمريكية بشراكته في أي تسوية سياسية قادمة، وهي رغبة تتسق مع السياسية الأمريكية التي تحرص على دعم الأقليات في الشرق الأوسط، لضمان أمن الكيان الإسرائيلي.


وأكد الباحث السياسي أن تصريحات كيري ليست ضوءًا أخضر لاستمرار الحرب، ولكنها ضوء أحمر للتحالف العربي بعدم تجاوز الحوثي في أي تسوية سياسية، وفي ذات الوقت إنذار للحوثي بأن يأخذ هذه الرغبة على محمل الجد، ومن هنا أتت تصريحات كيري عن كون الحوثي "أقلية"، وهي تصريحات تبدو للوهلة الأولى تصغير من حجم الحوثي، لكنها في الحقيقية تحمل مدلول حماية له، أكثر من كونها تخلي عنه.


الرأي ذاته أكده عبدالملك شمسان المحلل السياسي اليمني وقال إن الحوثيين قلة و10% من سكان صعدة كما قال الجبير، لا "أقلية" -كما قال كيري- وفق المصطلح الحديث للأقلية.


وجاء ذلك ردًا على تصريحات كيري التي وصف فيها الحوثيين بالأقليىة صاحبة الحقوق والتي يجب مراعتها، بينما غالط وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هذه التصريحات وصحح بأن الحوثيين لا يمثلون أكثر من 10% من سكان البلاد، واصفًا إياهم بالميليشيات المتمردة على شرعية الدولة.


وهذا ما دفع الباحث السياسي عبدالرقيب الهدياني للقول بأن الحوثيين لا يتجاوز عددهم 50 ألفًا، مشددًا على أن المجتمع الدولي يريد إضفاء صيغة الأقلية على الحوثيين لضمان التدخل باسم حماية الأقليات، مشيرًا أن هذه هي خطة المجتمع الدولي لتفتيت الشعوب.