"إيران" دولة المشانق المعلَّقة.. إعدام أهل السنة وهدم مساجدهم

  • 934
أرشيفية

دولة المشانق المعلَّقة

إيران والسنّة.. عنصرية داخلية وحرب خارجية

لا حقوق سياسية.. لا تعليم باللغة العربية.. منع بناء المساجد

أحكام إعدام جماعية للدعاة.. وطلب العلم يفتح الأبواب المغلقة لاضطهاد السنّة داخليًّا

الدستور الإيراني يجعل القوميات غير الفارسية مواطنين من الدرجة الثانية

قلق شيعي وخطط حكومية لمواجهة زيادة أعداد السنّة 

على خطى الصهاينة.. الأحواز العربية المحتلة أنموذجًا للاضطهاد الجماعي

العباسي: خامنئي أعلن حربه ضد "السلفية" ووعد باستئصالها

المذحجي: الإعدامات منهجية إيرانية لتخويف المعارضين لحكم الملالي

فرها: مقومات تفكك طهران من الداخل متوافرة.. ونحتاج مشروعًا سنيًّا جامعًا 

الجنرال سليماني يقود عمليات اضطهاد سنة الخارج في سوريا والعراق

الأوضاع الداخلية تنذر بانفجار قريب وتفكك للدولة


أعد الملف- محمد عبادي 


أعاد تنفيذ حكم الإعدام بحق 21 شخصًا من الأكراد السنّة بينهم الداعية شهرام أحمدي قضية اضطهاد السنّة في إيران، وتنفيذ أحكام الإعدام سلط الضوء من جديد على ممارسات إيران الاضطهاد والتمييز ضد السنَة الذين ينتمي أغلبهم إلى شعوب غير فارسية.


سنّة إيرن.. معاناة واضطهاد 



تمنع السلطات الفارسية السكان السنّة من المشاركة في الحياة السياسية وإدارة شئون البلاد وممارسة شعائرهم وواجباتهم الدينية؛ ففي يوليو من العام الماضي هدمت بلدية طهران وبدعم من قوات الأمن المصلى الوحيد لأهل السنة في طهران مما أثار ردود فعل غاضبة بين أوساط السنة، وعدّ هذا أحد أهم أشكال التمييز والاضطهاد.

وفي التقرير السنوي لعام 2015 لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" انتقدت قيام السلطات الإيرانية بمنع بناء مساجد سنية في العاصمة طهران، ما يدفع السكان السنّة في العاصمة لأداء الصلاة في قاعات سرية، إذا كانوا لا يريدون الصلاة في مساجد الشيعة.

وعلى الصعيد الشعبي فللشيعة أعياد واحتفالات تثير حفيظة ومشاعر السنّة أبرزها ما تسمى بالفارسية "عُمر کُشون" أي "مقتل عمر" أو"عيد الزهراء" في 9 ربيع الأول من كل عام، ابتهاجًا بذكرى مقتل الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على يد أبي لؤلؤة، حيث تقام المراسم عند قبر أبي لؤلؤة في مدينة كاشان وسط إيران، وتحفُل منابر الشيعة في المناسبات الدينية الشيعية كعاشوراء والغدير وغيرها بسب الصحابة والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين.

ويتعرض أئمة جوامع وعلماء أهل السنة لمنع من ممارسة حرية بيان عقائدهم، وصولًا إلى اعتقال وسجن عدد من الشيوخ والعلماء وطلبة العلم دون ارتكاب أية جريمة، كالشيخ أحمد مفتي زاده الذي توفي بعد 10 سنوات من سجنه، والشيخ نظر محمد البلوشي العضو السابق في البرلمان الذي اُتهم بأنه جاسوس للعراق وإسرائيل، ويعيش حاليًا تحت الحراسة.

وقال محسن العباسي الإيراني الأصل والباحث المتخصص في الشئون الإيرانية: "إن السلطات الإيرانية تبتكر الوسائل الجديدة لمواصلة اضطهاد أهل السنّة، كابتداع تهمة أسموها "الانتماء للوهابية" لكل من يحاول نشر المذهب السني في إيران"، وأضاف أن الحكومة الإيرانية تنشر المذهب الشيعي بين الأطفال السنة في المدارس الابتدائية، مؤكدًا أن السنة لا يستطيعون تسمية أبنائهم "بكر أو عمر أو عثمان".

وأشار العباسي لـ"الفتح" إلى التمييز ضد السنة في تولي المناصب العامة بإيران؛ فلا يوجد سفير ولا وزير ولا نائب وزير أو رئيس محافظة من السنة، وكذلك منع إقامة صلاة الجمعة والعيدين التابعة للسنة في المدن الكبرى.


طبيعة السنّة العرقية



يشكل السكان السنّة في إيران الأكثرية الثانية بعد الشيعة، فوفقا لإحصاءات شبه رسمية فإن السنة يشكلون نحو 20 % من سكان البلاد، أي نحو 20 مليوني نسمة.

ويتوزع السكان السنّة على أطراف إيران بعيدًا عن المركز الذي تشيع قسرًا أثناء الحكم الصفوي، وأكثرهم من الأكراد والبلوش والتركمان والعرب.

قبل نحو 500 عام كانت الأغلبية في إيران من أهل السنّة، أي قبل حكم الصفويين إيران الذين أجبروا السنّة على التشيع قسرًا بالقوة والقتل والبطش، وبقيت الأقاليم التي لم يدخلها جنود الصفويين مثل كردىستان وبلوشستان سنيّة إلى يومنا هذا.


متغيرات جديدة اليوم تطرأ على الساحة الإيرانية، فعدد السكان السنّة في تزايد مستمر، يقابله انخفاض في عدد سكان الشيعة، ما يثير قلق سلطة الملالي الحاكمة.

قال الدكتور ناصر رفيعي العضو البارز في "الهيئة العلمية لجامعة المصطفى العالمية" آخرًا خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح منتدى تحت عنوان "الفاطمية وفرص الدعوة": إن نسبة عدد أهل السنة في إيران ترتفع بسرعة، وفي المقابل نسبة عدد الشيعة تنخفض، مشيرًا إلى أن عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من أبناء السنة يعادل 50% من كل التلاميذ في إيران، ما يعني أن عددهم أصبح يعادل الشيعة، مضيفًا أنه في إحدى المدن في محافظة أذربيجان الإيرانية يفوق عدد أهل السنة عدد الشيعة، فقد أصبحت نسبة السنة 70%، والشيعة 30%.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن المسئولون الإيرانيون ومؤسساتهم الدينية قلقهم الشديد من ارتفاع عدد السنة في إيران، فقد نشر موقع "شيعة أونلاين" قبل سنة تقريرًا أوضح فيه أنه خلال الـ20 عامًا المقبلة سيصبح الشيعة في إيران أقلية مذهبية، في المقابل تتحول السنة إلى الأكثرية.


هذه المخاوف دفعت المرشد الإيراني علي خامنئي للإعلان عن خطة ترنو لزيادة عدد الشيعة، فقد باشرت بها الحكومة على الفور منذ عام ونصف تقريبًا لاسيما في المحافظات السنية المطلة على الخليج العربي وبحر عُمان والجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران وهي طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبوموسى.

ووفق خطة خامنئي فإن زيادة السكان في هذه المحافظات سيتم عبر الهجرة والاستثمار وإيجاد فرص العمل وزيادة نسبة الولادات لدى المهاجرين الشيعة.

مواطنون درجة ثانية بأمر الدستور


يمنع الدستور الإيراني في مادته 107 تلقائيًا أي شخص من الديانات والمذاهب الأخرى بما فيهم السنّة من الترشح لمنصب المرشد الأعلى أو حتى عضوية مجلس خبراء القيادة في البلاد، وتمنع المادة 61 المواطن السنّي من تبوأ منصب في القضاء، وتنص الفقرة 5 من المادة 115 على أن يكون رئيس الجمهورية مؤمنًا بالمذهب الرسمي (الشيعي) للبلاد، والمادة 121 من الدستور المتعلقة بأداء القسم تصفه بحامي المذهب الرسمي (التشيع)، وتسلب المادتان 12 و13 من الدستور حرية العبادة الدينية وإقامة الشعائر للمذاهب والأديان غير الشيعية أوالدعوة بالطرق السلمية، مما أدى ذلك إلى منع إصدار أي ترخيص لبناء مساجد لأهل السنة في العاصمة طهران أو في سائر المدن الإيرانية الشيعية.

وتنص المادة الثانية على أن نظام الجمهورية الإيرانية قائم على الإيمان بالإمامة والقيادة المستمرة والاجتهاد المستمر من قبل الفقهاء جامعي الشرائط، والمقصود بالاجتهاد هنا اجتهاد علماء الشيعة دون غيرهم، مما يحول دون مساهمة أبناء سائر المذاهب في إدارة البلاد.


منهجية الاضطهاد.. الأحواز العربية أنموذجًا


الأحواز أرض عربية خالصة تقع في جنوب إيران وتطل على الخليج العربي، ويسكنها نحو 10 ملايين نسمة ينحدرون من قبائل عربية، عدا بعض الأقليات الفارسية التي استوطنت الإقليم كمحاولة لإحداث تغير ديموغرافي يقلل نسبة الوجود العربي، وتتركز فيها ثروات معدنية هائلة وأراض خصبة تمثل عماد الزراعة في إيران، كما أن 85 % من الثروة النفطية الإيرانية تستخرج من الأحواز التي تضم أضخم مصافي النفط، كما تضم موانئ التصدير الرئيسية التي تربط إيران بأسواق العالم؛ وفي عام 1925 احتلت إيران الأحواز، وشرعت في تفريسها وأطلقت عليها أقليم "خوزستان" ولطمس هويتهم منعت إيران بناء المساجد وحرمت عرب الأحواز من التعليم باللغة العربية ومن الوظائف العامة، وقمعت بالحديد والنار أي نشاط مقاوم للاحتلال، فبحسب المنظمات الدولية شهد العام 2015 إعدام نحو 800 ناشط أحوازي.


وعدَّد أبو شريف الأحوازي أمين عام الجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية لـ"الفتح" صورًا من المعاناة والاضطهاد الذي يقع على عاتق الشعب الأحوازي، قائلًا: "نحن أغنى أرض وأفقر شعب، نحرم من أبسط الحقوق كممارسة شعائرنا بحرية، وتصادر أرضنا لتوطين الشيعة الصفويين، بالإضافة إلى أحكام الإعدام التي تطال المئات كل عام"، وشدد الأحوازي على ضرورة التحرك العربي العاجل لدعم الشعب الأحوازي العربي في مواجهة الاحتلال الصفوي الذي يسير على خطى الصهاينة في فلسطين.

إعدامات جماعية للسنّة بتهمة محاربة الله 

بتهمة محاربة الله والفساد في الأرض تواصل السلطات الإيرانية إعدام الدعاة وطلبة العلم السنّة والتخلص من المعارضين وإرهاب الأقيات من القوميات غير فارسية؛ في خطوة استفزازية هائلة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، أعدمت إيران نحو 21 سنّيا دفعة واحدة تحت إدعاءات واهية واتهامات ملفقة بالإرهاب انتزعت تحت التعذيب.

وحول هذا الصدد قال ماجد العباسي -الإيراني الأصل والباحث المتخصص في الشئون الإيرانية- لـ"الفتح": إن النظام الإيراني عقائدي إيدلوجي قائم على عقيدة رافضية صفوية، وليست شيعية كما يدعون لذا تتخذ من حرب السنّة وأهل السنة والجماعة طريقًا ومنهجًا عمليًا، ما لا يثير معه أي استغراب إزاء اضطهاد السنّة أو أي أقلية أخرى"، مشددًا على أن هذا النظام ما جاء إلا لهدم الإسلام من الداخل، منوها بالحقد الدفين الذي يحركهم تجاه العرب خاصة.

وشدد العباسي على أن الشباب الذي أعدم بتهمة الإرهاب ومحاربة الله والفساد في الأرض مجموعة من الدعاة وطلبة العلم الذين يعلمون الناس العقيدة الصحيحة، وبعضهم من الدعاة المشهورين في منطقة كردستان، مؤكدًا أنهم لم يشتركوا ولم يكونوا يومًا أعضاء في جماعات أو ائتلافات أو غيرها، مضيفًا حتى أنهم ليسوا نشطاء سياسين ولا قوميين، واتهامهم الأول والأخير هو الانتماء للسنّة ودعوتهم إلى الحق.

وأشار إلى أن نظام الملالي لجأ إلى إعدام الشباب في هذا التوقيت كانتقام جماعي من أهل السنّة تعويضًا لخسائرهم المتتالية في سوريا واليمن، منوهًا بأن إيران تتعامل بسياسة "الثأر الجماعي"، وأن الوجه الآخر للأمر "رسالة لكل القوميات والعرقيات والأقليات بأن كل من يفكر في الخروج عن القبضة الحديدية لسيطرة الملالي سيكون جزاؤه الإعدام"، مبينًا أن من يقوم بأعمال مسلحة كرد فعل على سياسة نظام الملالي جماعة وأفراد يسكنون على الحدود أو خارج إيران؛ لذا فهي تنتقم من طلبة العلم في وسط المدن والقرى، فهم أعدموا قبل ذلك 16 طالب علم بلوشي، واعتقلوا أيضا 15 طالب علم من منطقة عربستان بجنوب إيران، والعشرات بل المئات من طلبة العلم والدعاة  مسجونيين الآن  في السجون الإيرانية، وكثير منهم محكوم عليهم بالإعدام، وتابع العباسي أعرف كثيرًا منهم شخصيًا لا ذنب لهم إلا أنهم دعاة وطلبة علم.

وأكد المتخصص في الشئون الإيرانية أن كثيرًا من هؤلاء الشباب قبض عليهم  في فترات مختلفة قبيل زيارة المرشد الإيراني علي خامنئي إلى منطقة كردستان، وقبض عليهم بتهمة السلفية، مشيرًا إلى أن خامنئي عندما زار كرستان أعلن من على المنبر أن السلفية إجرام ولن يُسمح لنشاط للسلفيين بالبلاد، موضحا أن نظام الملالي روج قبل ذلك لاتهام الوهابية، واليوم يحاربون السلفية، وكثير من قطاعات الشعب الإيراني غاضبة على هذا.

وطالب العباسي المجتمع العربي والحكومات العربية بضرورة الاتحاد ووضع الخطط الاستراتيجية لمجابهة العدو الإيراني، ونصرة إخواننا من أهل السنّة بالداخل، مضيفًا كنت هناك يوما ما وطالتني الاتهامات ذاتها التي تلفق للمعتقلين من أهل السنّة والذين ينتظرون أحكاما مماثلة بالإعدام، مضيفًا لولا إرادة الله في أن أهرب لكان اسمي اليوم بين سجلات من أعدموا، منتقدا الدور الغربي الداعم لحكومة الملالي في محاربتها لأهل السنّة، مستنكرًا الأداء الهزيل والضعيف للمنظمات الدولية والحقوقية في مجابهة الجرائم التي تُرتكب بحق السنّة بشكل علني وجماعي.

وقال محمد المذحجي مدير مركز ميسان للدرسات العربية الإيرانية: "إن هذا أسلوب معتمد لدى إيران لزرع الرعب في قلوب المعارضين"، منوها بإعدام السلطات الإيرانية لعالم الفيزياء الشهير شهرام أميري بعد عودته من أمريكا بتهمة التجسس ونقل معلومات مهمة عن برنامجها النووي؛ مشيرًا إلى أن إعدام سنة إيران في هذا التوقيت يحمل رسالة ضمنية ضد الرياض الدولة السنية المركزية التي تخوض أيضا معارك غير مباشرة ضد إيران لوقف مشروعها التوسعي بالمنطقة، منوها بإمكانية أن تكون الإعدامات نكاية ورد فعل لإعدام الشيعي السعودي نمر النمر.

دولة المشانق المعلقة


على مدار سنوات طويلة تخطت الـ 34 عامًا -أي منذ مجيء الخميني إلى السلطة- بعد الثورة الخمينية الإيرانية، والناشطون والدعاة وطلبة العلوم الدينية من السنة يتعرضون إلى مسلسل الإعدامات في ظل حكم نظام الولي الفقيه، وقد نفذت السلطات أحكام إعدام عدة في حقهم، فيما يلي نبذة عن أهم هذه الإعدامات:

- أغسطس 2016 إعدام 21 داعية وطالب علم سنّي من محافظة كردستان بتهم الانتماء لجماعة التوحيد والجهاد.

- ديسمبر 2015 صادقت المحكمة العليا في طهران على قرار أحكام الإعدام الصادرة بحق 27 شيخًا وداعية من أهل السنة بتهمة الدعاية ضد النظام.

- يوليو 2015 منظمة "العفو الدولية" تؤكد إعدام إيران لنحو 694 شخص من يناير إلى يوليو للعام نفسه.

- في نوفمبر 2014 أعدم الشقيقان وحيد شه بخش ومحمود شه بخش من الأقلية البلوشية السنية، بتهم "محاربة الله والرسول والعمل ضد الأمن القومي" في سجن زاهدان المركزي.

- في أكتوبر 2014 نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بالسنية الكردية ريحانة جباري بتهمة قتل ضابط مخابرات دفاعًا عن شرفها بعد محاولة التعدي عليها جنسيا. 

- في يوليو 2014 أعدم الناشط البلوشي ياسين كرد بتهمة "محاربة الله ورسوله" بعد اعتقالٍ استمر 5 أعوام، والحقيقة أنه أعدم لأنه أراد الحديث عن معاناة إقليم بلوشستان السني من الاضطهاد الإيراني.

- في عام 2013 أعدمت السلطات الإيرانية في يونيو 2010 حبيب الله ريغي، شقيق عبد المالك ريغي، زعيم جماعة "جند الله" السنية.

- في 27 ديسمبر 2012 أعدمت إيران خطيب أهل السنة والجماعة أصغر رحيمي مع 6 من الرجال في سجن غزل حصار.

- في مارس 2012 نفذت إيران الإعدام ضد 6 نشطاء سنة من الأكراد الإيرانيين حسيني بتهمة "محاربة الله" و"الإفساد في الأرض".

- في إبريل عام 2009 أعدمت السلطات الإيرانية الشيخ خليل الله زارعي والشيخ الحافظ صلاح الدين سيدي شنقا بتهم حمل وحفظ السلاح بطريقة غير شرعية ومعارضة النظام وتهديد الأمن القومي.

وبحسب ماجد العباسي الباحث المتخصص في الشئون الإيرانية فإن هناك المئات من السنّة في السجون الإيرانية في انتظار تنفيذ حكم الإعدام بهم.


"فيلق القدس" ذراع طهران لاضطهاد سنّة الخارج



في منتصف العام 2015 أطلق وزير الاستخبارات الإيراني الأسبق حيدر مصلحي رصاصة الرحمة على توصيف العلاقة بين إيران وجاراتها العربية بقوله: إن إيران تسيطر على 4 عواصم عربية، بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت بأيدينا، ثورتنا لا تعرف الحدود، هي لكل شيعي في العالم.

اتخذت إيران بعد هذه التصريحات مسعى واضحًا تجاه الحرب في سوريا والعراق واليمن، فقائد فيلق القدس قاسم سليماني يظهر علانية يقود المعارك في حلب السورية وديالى العراقية، ولا يخفي دعمه للحوثيين وإمدادهم بالمشورة السياسية والعسكرية؛ ما دفع مراقبون تسمية الجنرال قاسم سليماني "بعصا إيران في المنطقة". 

ويربط أسامه الهتيمي الباحث المتخصص في الشأن الإيراني الإعدامات الجماعية لسنّة الداخل بالعملية الممنهجة للإبادة الجماعية لسنة العراق وسوريا، وقال: "إن عمليات الإعدام تأتي بالتزامن مع انطلاق عمليات الموصل ذات الأغلبية السنية بقيادة الحشد الشعبي الذراع الإيرانية ومن المحتمل قيادتها من قبل الجنرال قاسم سليماني الذي قاد أيضا معارك الفلوجة المدينة السنية"، مشيرًا إلى أن منظمات حقوقية رصدت عملية تهجير قسري وإبادة المكون السني في هذه المدن السنية، مشددًا على أن السيناريو ذاته يتكرر في حلب وضد المدن السورية السنية؛ ما يؤشر على خارطة قمع ممنهجة لسنة إيران في الداخل والسنة العرب في الخارج على التوازي.


ضغط العنصرية.. إيران قابلة للانفجار


الإعدامات تضع إيران على صفيح ساخن قابل للانفجار لوضع داخلي محتقن؛ فالمدن الإيرانية بدءا من الأحواز ومرورًا ببوشهر، ووصولا لأصفهان وصعودا لكردستان تشهد احتجاجات شعبية محدودة ولكنها تحمل دلالات تنذر بانفجار قريب.

قال أحمد الهواس الباحث في الشأن الإيراني لـ"الفتح": إن التناقضات التي طرأت على السياسة الإيرانية منذ رحيل الخميني في العام 1989 تظهر جلية في الشارع الإيراني اليوم، مضيفًا أن وعود الحرية والأمن والرفاهية التي أطلقتها ثورة الخميني كان حصادها شوكًا على الشعب الإيراني، فالحرس الثوري وملحمة الثورة سيف مسلط على الرقاب، وأسطورة المقاومة والممانعة (حرب الشيطان الأعظم) انكشف زيفها وسط تطبيع علني اليوم بين إيران وأمريكا.


وأضاف الهواس أن أحلام الشعب الإيراني في تغيير الوضع القائم وأدت مع وأد الثورة الخضراء في عام 2009، والأوضاع تزداد سوءًا مع التورط الإيراني الخارجي في مستنقعات الحروب في دول الجوار؛ مؤكدًا أن الدولة الإيرانية مهلهلة داخليًا وتشوبها فسيفساء غير متناغمة وتتسلط بعض مكوناتها على البقية، والقوميات المختلفة في الداخل تتطلع لتقرير مصيرها في ظل تحكم الأيديولوجية التي تحكم تلك القوميات بالحديد والنار، وتحرمهم من أبسط حقوقهم المدنية ناهيك عن حقوقهم القومية.

وقال فرهاد عمر الإعلامي والباحث في الشأن الإيراني: إن مقومات تفكك الدولة الإيرانية موجودة بالفعل لكنها تحتاج تتضافر الجهود وتوحيدها على قلب رجل واحد؛ وهذا ما يجب أن تسعى إليه المعارضة بجميع أطيافها، مطالبا سنّة إيران بضرورة طرح مشروع سني جامع تسعى إليه مجموعة من المفكرين والكتاب والمثقفين ليشكل قاعدة عريقة تنطلق منها المطالب والخطط لمجابهة التغول الصفوي.