الرئيس الصيني يعود إلى بكين عقب زيارات لصربيا وبولندا وأوزبكستان

  • 50
الرئيس الصيني شي جين بينغ

عاد الرئيس الصينى شى جين بينغ إلى بكين اليوم السبت عقب جولة خارجية، هى الثانية لوسط وشرق أوروبا خلال أقل من ثلاثة أشهر، تضمنت زيارات دولة لصربيا وبولندا وأوزبكستان،فضلا عن حضوره القمة 16 لمنظمة شنغهاى للتعاون.

وتبادل الرئيس الصيني مع نظيره الرئيس الصربي توميسلاف نيكوليتش - خلال زيارته لصربيا التي تعد الأولى التي يقوم بها رئيس صيني إلى هناك منذ 32 عاما- وجهات النظر حول سلسلة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأشاد شي بالصداقة التقليدية التي تجمع بين البلدين، مؤكدا اعتزاز بلاده بتلك الصداقة وحرصها على تنميتها.

واتفقت الصين وصربيا على رفع علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية شاملة ووقع شي ونيكوليتش على بيان مشترك لاقامة شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين في دليل على التزامهما المشترك بزيادة التعاون الثنائي لتحقيق المنفعة المتبادلة، وأشار شي إلى حرص بلاده على بذل جهود مشتركة مع صربيا لمواصلة تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتحسين التفاهم المتبادل وتعميق التعاون.

واتفق الجانبان على الاستمرار فى تعزيز الاتصالات فى القضايا الدولية والاقليمية الكبرى وزيادة التنسيق داخل الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى على اساس الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة.

وشهد الرئيسان توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تعاون فى مجالات واسعة تشمل الاقتصاد والبنية التحتية والطاقة والمالية والتصنيع العسكرى والتكنولوجيا والثقافة والاعلام والتجارة والاتصالات والعلوم والسياحة.

وأكدت الصين وصربيا في بيان مشترك على أنه ينبغي تسوية نزاعات بحر الصين الجنوبي بين الأطراف المعنية بشكل مباشر من خلال المشاورات الودية والمفاوضات، وشددا على أهمية الالتزام بالاتفاقيات الثنائية وإعلان سلوك الاطراف في بحر الصين الجنوبي مع السعى للتوصل لحل سلمي للخلافات الاقليمية والبحرية.

وبشأن زيارة وارسو - المحطة الثانية فى رحلته والزيارة الأولى لرئيس صيني إلى بولندا منذ 12 عاما - أعلن شي ونظيره البولندي اندجي دودا رسميا رفع العلاقة بين البلدين الى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بعد جلسة محادثات اتفقا خلالها على الدمج بين استراتيجيات التنمية الخاصة بكلا البلدين وضم الجهود من أجل بناء مجتمع مصالح يتسم بالمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للطرفين، وأكدا أهمية تعميق التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتجارة والتمويل والزراعة والصناعات التكنولوجية المتقدمة والاتصالات وحماية البيئة والطيران والطاقة الجديدة.

واتفق الزعيمان على تعزيز بناء مبادرة "الحزام والطريق" والبدء فى أقرب وقت فى بعض مشروعات التعاون الكبرى لتحقيق نتائج مبكرة، وحث شي على تحويل الثقة السياسية إلى نتائج ملموسة للتعاون المستدام، وأشار إلى أن بولندا قادرة بموقعها الجغرافى الفريد في قلب اوروبا، حيث تمر بها كل قطارات الشحن التي تربط الصين بالقارة الاوروبية، على القيام بدور هام في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" التي تهدف لاحياء طرق التجارة القديمة التي تمتد من الصين الى الشرق الاوسط وافريقيا واوروبا وما وراء ذلك.

وفي خطاب القاه خلال حضوره لمنتدى طريق الحرير والمنتدى الصيني البولندي للأعمال والتعاون الإقليمي بالعاصمة البولندية دعا الرئيس الصيني إلى بناء شراكة بين البلدين تكون نموذجا للتعاون في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

وطرح شى مقترحا من 5 نقاط بشأن تنمية "الحزام والطريق" والتعاون بين الصين ودول أوروبا الوسطى والشرقية وكذا التعاون الصيني-البولند، ودعا إلى بذل جهود مشتركة لتحسين آلية التجارة والاستثمار الصينية-الأوروبية ورفع مستوى تحرير التجارة وتسهيل الاستثمارات وإقامة مراكز تجارية جديدة وأقطاب للنمو من خلال دمج التكنولوجيات الأوروبية المتقدمة والقدرة الصناعية الصينية.

وخلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الصيني الى طشقند، اتفقت الصين وأوزبكستان، على الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية إلى "شراكة إستراتيجية شاملة"، متعهدتين بتعميق العلاقات في شتي المجالات، ووقع شي ونظيره الأوزبكي إسلام كريموف على
الوثيقة الخاصة بترقية الشراكة بين البلدين التى تقوم على الثقة السياسية المتبادلة والتعاون المتكافئ ذو الربح المشترك، كما تعهد الجانبان بالضرب بحزم ضد "قوى الشر الثلاث" المتمثلة في الإرهاب والانفصالية والتطرف، والتعاون بصورة نشطة في مجالات الأمن الإلكتروني ومكافحة المخدرات ومكافحة الجرائم المنظمة عبر الحدود.

وقال شي في خطاب ألقاه أمام البرلمان الأوزبكستانى إن تدعيم التعاون الثنائى الشامل يتفق مع اتجاه العصر ويخدم المصالح الأساسية للبلدين وشعبيهما، ونوه بدور أوزبكستان وغيرها من دول آسيا الوسطى في بناء مبادرة "الحزام والطريق".

وخلال زيارة شي، اتفق الجانبان على دفع تنفيذ المشروعات المتفق عليها سابقا وتعزيز التعاون في مجالات واسعة النطاق مثل التكنولوجيا الفائقة، والتجارة، والاستثمارات، والطاقة، والنقل، والزراعة، والمال.

وشهد شي وكريموف افتتاح نفق قامتشيق البالغ طوله 19.2 كلم، وهو جزء من خط السكك الحديدية أنجرين-باب الذي يربط طشقند بمدينة نامانجان، ويمر النفق، الذى شيدته مجموعة الصين لبناء أنفاق السكك الحديدية، عبر جبال كوراما وهو الأطول من نوعه في آسيا الوسطى، حيث وصف شى هذا المشروع بأنه نتيجة هامة لمبادرة الحزام والطريق التى تدفعها الصين وأوزبكستان معا، وأيضا رابط جديد للصداقة والتعاون بين شعبيهما".

وحضر الرئيس الصينى فى طشقند قمة منظمة شنغهاى للتعاون التى تعهد قادتها بالارتقاء بمستوى التعاون الاقليمى إلى مستوى جديد من الكفاءة النوعية واشاروا الى انه نظرا لأن الاقتصاد العالمى لا زال يعانى من آثار الازمة المالية والاقتصادية العالمية، فإن على الدول الأعضاء بالمنظمة بذل الجهد من أجل تحقيق تحول عميق فى الاقتصاد العالمى من خلال اصلاحات هيكلية وتحسين التنافسية والتنمية الابتكارية.

وتعهدت الدول الأعضاء بالسعى نحو الربط بين استراتيجيات التنمية الوطنية الخاصة بكل دولة وتعزيز التعاون فى برامجها الاقتصادية والتجارية واكدت على دعمها للحزام الاقتصادى لطريق الحرير، الذى يروا فيه وسيلة لتسهيل التعاون الاقتصادى الاقليمى، كما اتفقت على استمرار التعاون فى مجالات الطاقة وممرات النقل والصحة العامة والعلوم والتكنولوجيا والتعليم وحماية البيئة والرياضة والسياحة والحفاظ على التراث الثقافى والطبيعى، وتم التوصل الى توافق هام حول التعاون الأمني، حيث حثت على تعزيز الجهود والاجراءات الشاملة للتعامل مع التهديد المتنامي للارهاب والتطرف الدوليين، وكذا التعامل مع الاسباب الجذرية للتطرف والارهاب.

وأعرب رؤساء الدول اعضاء المنظمة عن دعمهم للتبني المبكر للاتفاقية الاممية الشاملة بشأن الارهاب الدولي، كما أكدوا دعمهم لزيادة التعاون فى مكافحة الارهاب والانفصالية والتطرف وفى كبح انتشار الايديولوجيات المتطرفة، خاصة بين الشباب، ومنع التمييز القائم على أسس عرقية أو دينية ومكافحة رُهاب الاجانب.

كما تعهدت الدول الأعضاء بتنسيق العمل فى مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للقوميات وكذا مكافحة الجرائم التى تستغل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة، وتم التوقيع على مذكرات التزام خاصة بحصول الهند وباكستان على وضع "دولة عضو" ، وهى خطوة رئيسية فى سبيل حصول البلدين على عضوية المنظمة، وتم كذلك الاعراب عن الترحيب ببدء تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة لحل القضية النووية الايرانية.

وأكدت دول المنظمة على الاستمرار فى تحسين آلية المشاورات الدورية مع الدول المراقبة وشركاء الحوار، وكذا المنظمات الاقليمية والدولية التى تشترك فى الاهداف نفسها الواردة بميثاق المنظمة وأكد الزعماء على أهمية تعزيز آليات الحوكمة العالمية القائمة على ميثاق الأمم المتحدة من أجل تحقيق نظام عالمى اكثر عدلا ومساواة، وكذا على الحاجة لزيادة تعزيز الدور التنسيقى المركزى للأمم المتحدة فى العلاقات الدولية، ودعم المشاورات فى سبيل إصلاح مجلس الأمن الدولي.

وعقد شى على هامش قمة المنظمة لقاءات ثنائية مع العديد من الزعماء من ضمنهم نظيره الروسى فلاديمير بوتين والكازاخستانى نورسلطان نزارباييف والباكستانى ممنون حسين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودى.