نداء إلى النساء المؤمنات
الحمد لله، والصلاة
والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد قال النبي -صلى
الله عليه وسلم-: (لَا تَجدُ امْرأَةٌ حلاوةَ الإيمان؛
حتى تُؤَدِّيَ حقَّ زوْجِها) (رواه الحاكم،
وقال الألباني: حسن صحيح).
فالزوجة
الصالحة لن تَجدُ حلاوة الإيمان ولذَّة الطاعة وأثر العبادة إلا أن تؤدي حقوق زوجها،
وهذه الحقوق كثيرة، فمنها:
- ما جاء على لسان امرأة
سعيد بن المسيب -رحمة الله عليهما- مِن توقير المرأة لزوجها: "ما كنَّا
نُكلِّم أزواجَنَا إلَّا كما تُكلِّمون أمراءَكم" (حلية الأولياء).
- ومنها: وجود الهيبة والمكانة
العالية في قلب الزوجة لزوجها، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابية: (أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟) قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: (كَيْفَ أَنْتِ لَهُ؟) قَالَتْ: مَا آلُوهُ -لا أقصِّر في
طاعته- إِلَّا مَا عَجَزْتُ عَنْهُ، قَالَ: (فَانْظُرِي
أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ، فَإِنَّمَا هُوَ جَنَّتُكِ وَنَارُكِ) (رواه أحمد، وحسنه الألباني).
- ومنها: شدة الحرص من الزوجة
على طاعة زوجها، كما ذكر ترجمان القرآن ابن عباس -رضي الله عنهما- عند قول الله
-تعالى-: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ
لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) (النساء:34). فالقانتات: أي الطائعات لأزواجهن.
ولم يُكتفِ -عز وجل-
بقوله: (فَالصَّالِحَاتُ)، فقال -سبحانه-: (قَانِتَاتٌ)؛ لأن القنوت شدة الطاعة وكمالها!
- ومنها أيضًا
أنه: إن
أمرها أطاعته، وإذا نظر إليها سرَّتْه، وَإِنْ أقسم عليها أبرَّتْه، وَإِنْ غابَ
عنها حفظتْه في نفسها وماله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل: أَيُّ
النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ فقَالَ: (الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا
نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا
بِمَا يَكْرَهُ) (رواه أحمد والنسائي،
وصححه الألباني)، وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: (لَوْ كُنْتُ
آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ المَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ
لِزَوْجِهَا) (رواه أحمد والترمذي، وصححه الألباني).
- ومنها: ألا تمتنع عنه إذا دعاها
إلى فراشه -أي الجماع-، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ، فَلَمْ تَأْتِهِ،
فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ)
(متفق عليه)، وقال أيضًا -صلى الله عليه
وسلم-: (إِذَا الرَّجُلُ دَعَا زَوْجَتَهُ لِحَاجَتِهِ
فَلْتَأْتِهِ، وَإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّورِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني). أي: ولو كانت مشغولةً بشيءٍ من مشاغل البيت؛
فإجابته في قضاء وطره مقدمة على مشاغل البيت.
- ومنها: أنها إن غضبت منه أو
غضب منها أرضته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَلَاْ
أُخبِرُكُم بِنِسَائِكُم فِي الجَنَّةِ؟! كُلُّ وَدُودٍ وَلُودٍ، إِذَا غَضِبَت
أَو أُسِيءَ إِلَيهَا أَو غَضِبَ زَوجُهَا، قَالَتْ: هَذِه يَدِي فِي يَدِكَ، لَاْ
أَكْتَحِلُ بِغُمضٍ َحتَّى تَرضَى) (رواه الطبراني في الأوسط، وقال الألباني: حسن لغيره).
- ولتعلم
كل زوجة صالحة أن مِن شروط قبول عملها رضا زوجها: قال النبي -صلى الله عليه
وسلم-: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَا
تُؤَدِّي الْمَرْأَةُ حَقَّ رَبِّهَا حَتَّى تُؤَدِّيَ حَقَّ زَوْجِهَا) (رواه أحمد وابن ماجه، وقال الألباني: حسن صحيح).
وقال النبي -صلى
الله عليه وسلم-: (اثْنَانِ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمَا
رُءُوسَهُمَا: عَبْدٌ آبِقٌ مِنْ مَوَالِيهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ ,
وَامْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا حَتَّى تَرْجِعَ) (رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وصححه الألباني).
نسأل الله -تعالى-
أن يحفظ زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا ونساء المسلمين، وأن يبارك فيهن أجمعين.