نحو أسرة سعيدة (1)

  • 247

نعمة الزواج

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فيفجع الإنسان منا في هذه الأيام مِن صعوبة الزواج؛ نظرًا لكثرة التكاليف المادية اللازمة له والتي قد تدفع بعض الشباب والفتيات إلى التجرؤ على حرمات الله -عز وجل-.

والأعجب مِن ذلك: زيادة نسب الطلاق بين حديثي الزواج في المجتمع! بالرغم مِن عدم تكاليف إتمام الزواج؛ مما يسبب كوارث مجتمعية وأخلاقية عظيمة، وتفسخًا سلوكيًّا كبيرًا بين الرجال والنساء يهدد المجتمع كله.

والمتأمل في ذلك: يعلم أن مِن أعظم أسباب ذلك هو عدم فهم جوهر الزواج من الطرفين، فالزواج نعمة عظيمة يمن الله بها على عباده.

فالله -عز وجل- يُوقِف عبدَه يوم القيامة أمامه ويذكره بنعمته عليه في زواجه، كما جاء في الحديث أن الله يقول لعبده: (أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ... ) (رواه مسلم).

- فيا معشر الشباب والفتيات... لا يحملنّكم اسْتِبطاءُ الزواج أن تطْلبُوه بمعصية الله -تعالى-، فإنّ ما عند الله لا يُدرك إلا بطاعته.

- وإن أنعم الله عليكم يا شباب ويا فتيات بالزواج... فاجعلوا شكر الله على تلك النعمة، بأن يكون زواجكم على الوجه الذي يرضي الله -عز وجل-، وأن يكون سببًا في زيادة قربكم منه -سبحانه وتعالى-.

- واعلموا أن النعم تُحفظ وتزداد بهذا الشكر: قال -تعالى-: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) (إبراهيم:7).

- واحذروا أن تشغلكم تلك النعمة عن المنعم؛ فالنعم إن شُغلتم بها عن المُنعم أو كان تعاملكم معها سببًا في غضب المُنعم، كان عقابكم منه -سبحانه- بذات النعمة، فالقاعدة أنَّ: "مَن شغل بشيء عن الله عوقب به"؛ فاطلبوا نعمة الله بمرضاته، واحفظوها بشكره، واحذروا أن تنقلب النعمة عليكم وبالًا وضنكًا بمعصيته -سبحانه وتعالى-.

وللحديث بقية -إن شاء الله-.