النقاب مِن جديد!

  • 171

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن المعارك التي يخوضها العلمانيون والكارهون للشعائر الإسلامية عمومًا ضد النقاب، ودعواهم أنه بدعة أو تم استيراده مِن دول النفط! وغير ذلك مِن الخلط والتدليس، يمكننا أن نرد عليه بأن نذكرهم بالفيديوهات والصور الملتقطة مِن مصر -وهي منتشرة جدًّا على كثيرٍ مِن المواقع-، ومِن قبْل عصر النفط بأزمنةٍ طويلةٍ، وتبيِّن هذه المقاطع بوضوح زي النساء في مصر؛ في ذلك الوقت كانت العباءة وغطاء الوجه واللباس المحتشم هو الأصل.

فضلًا عن أن نذكرهم بالقراءة في كتب التاريخ الحديث والقديم التي تكلمتْ عن زي النساء بوضوحٍ وإسهابٍ، بل وكثير مِن الأشعار التي أوضحتْ ذلك بجلاءٍ لا يخفى على منصفٍ، نعم حدث بعض الانحراف عن هذا الأصل في بعض الأزمنة، وفي المدن خصوصًا، لكنه كان عند الباحث المنصف انحرافًا عن الأصل، ولا يمكن أن يجعل الاستثناء أصلًا عند المنصفين.

ولا يمكن أيضًا اعتماد صور الأفلام التي زورت الحقائق الاجتماعية، فضلًا عن تركيزها على حقبةٍ معينةٍ، وبدوافع معروفة؛ فهذا نوع مِن الخداع المكشوف.

ودائمًا ما كانت معركة النقاب مقدِّمة وبابًا لمعارك كثيرة تتلوها، وإن كان الأعداء في وقتنا يحاربون في كل الاتجاهات وعلى جميع المستويات؛ إلا أن التمسك بالنقاب خصوصًا والفضيلة والحجاب عمومًا، يجعل كثيرًا مِن مخططاتهم تتهاوى أمام صلابتنا في الدفاع عن شعائرنا.

أما قضية الحكم الشرعي -والذي لا يعني المهاجمين في حقيقة الأمر- فموضوع آخر، ولا شك أن أقل ما يُقال في شأنه إنه مستحب وفضيلة فضلًا عن أنه شعار للعفة، بغض النظر عن سوء الاستخدام مِن بعضهن؛ فهذا لا يُعمم، ولا يمكن عند العقلاء الطعن في الزي بسبب سوء الاستخدام مِن البعض.

وستبقى معركة الحجاب والنقاب معركة عفة وفضيلة في مقابلة دعاوى الانحلال والتفسخ، والمدافعون عنه -قولًا وفعلًا- مدافعون عن شعيرة عظيمه ضد هجماتٍ متتاليةٍ مع اختلاف الزمان والمكان، وستبقى آثار هذه المعركة في كل قطرٍ وزمنٍ آثارًا عميقة تحدث تغيرات مجتمعيةٍ كبيرةٍ.

ولذا وجب على المصلحين، بل وكل محب لقيم بلادنا ومجتمعاتنا الأصيلة أن يكون مِن طلائع المدافعين عن العفة والطهارة، وأن يبذل كل طاقته للدفاع عن شعائر دينه: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (الحج:32)