مفتاح الفوز بالعشر الأواخر

  • 204

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد مَنَّ الله علينا فشهدنا العشر الأواخر مِن رمضان، وهي آخر فرصة لتحصيل نفحات وبركات هذا الشهر الكريم؛ لذا لابد مِن مضاعفة الجهد فيها وزيادة العمل، كما كان هو حال النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ إذ كان يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيرها -كما ثبت في الصحيح-.

وإن مِن أعظم أسباب الفوز ببركة هذه العشر: الافتقار إلى الله -تعالى-، وسؤاله التوفيق، واستشعار الحاجة إليه -جلَّ وعلا-، فالخير كله في يديه سبحانه، وهذا الافتقار مفتاح المعونة والقوة على العبادة، والقدرة على إحسانها.

ألم ترَ إلى أهل الجنة في ثنائهم على الله: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) (الأعراف:43)، وقولهم: (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ) (فاطر:35)، وقولهم: (فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ) (الطور:27)؟!

وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ) قَالُوا: وَلَا أَنْتَ؟ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ: (وَلَا أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ مِنْهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ) (متفق عليه)؛ فكيف بأعمالنا نحن؟!

وكان الصحابة -رضي الله عنهم- يرتجزون وهم يحفرون الخندق:

والله لولا الله ما اهتدينا                   ولا تصدقنا ولا صـليـنا

فلنستشعر إخواني هذا المعني:

لولا الله ما صمنا!

لولا الله ما قمنا!

لولا الله ما تلونا ولا دعونا!

استشعر الفقر والحاجة إلى الله، واستمطر بذلك التوفيق والمعونة، وردد: "لا حول ولا قوة إلا بالله"؛ تُعان على الخير -بإذن الله-.

نسأل الله أن يجعلنا مِن المقبولين المرحومين.