منازل الإيمان... (منزلة الرضا) (1)

  • 214

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا) (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ) (رواه مسلم). وقال: (مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني).

فالرضا بالله ربًّا: أي الرضا بإلهيته وعبادته، والرضا بما يأمر به والإخلاص له وحده. والرضا بربوبيته: أي الرضا بتدبيره والاستعانة به وحده، والثقة به والاعتماد عليه، أي الرضا بما يقدر عليه، والرضا بالمقدور الذي هو فعل مِن أفعال الرب الحكيم، البر الرحيم.

والرضا ثلاثة أقسام: 

- رضا العباد بما قسمه الله وأعطاه.

- ورضا المؤمنين بما قدَّره وقضاه.

- ورضا السابقين بالله بدلًا عن كل ما سواه.

حال العلماء: الرضا بالله، والفرح والسرور به، وبحسن اختيار الله له.

- والدخول في الرضا شرط في رجوع النفس إلى ربها فلا ترجع إليه إلا إذا كانت راضية.

درجات الرضا:

1- الرضا بالله ربًّا، وتسخط عبادة ما دونه، وهو يطهـِّر مِن الشرك الأكبر والأصغر بعد نزوله منزلة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة:5)، ذلك مِن محبة الله ومحبة عبادته وتوحيده، وكراهية أن يعود إلى ضد ذلك مِن المعاصي والكفر.

2- الرضا عن الله في كل ما قضى وقدَّر، وهذه مِن معاملات القلوب، الرضا بالله متعلق بأسمائه وصفاته، والرضا عن الله متعلق بثوابه وجزائه.

وللرضا بالله وعن الله ضوابط وشروط لينتفع صاحبه بذلك.