أخٌ كريم!

  • 228

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فعن أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ لَيْلَةً، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُصَلِّي يَخْفِضُ مِنْ صَوْتِهِ، قَالَ: وَمَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ، قَالَ: فَلَمَّا اجْتَمَعَا عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (يَا أَبَا بَكْرٍ، مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي تَخْفِضُ صَوْتَكَ) قَالَ: قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَقَالَ لِعُمَرَ: (مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَكَ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُوقِظُ الْوَسْنَانَ وَأَطْرُدُ الشَّيْطَانَ، زَادَ الْحَسَنُ فِي حَدِيثِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (يَا أَبَا بَكْرٍ ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا وَقَالَ لِعُمَرَ اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

وجهتك غير وجهتي، ونظرتك غير نظرتي، وموهبتك غير موهبتي، يا أخي لا تكدر صفوتي.

أسلوبك غير أسلوبي، ثقافتك غير ثقافتي، همتك غير همتي، يا أخي تجنب التوبيخ.

ذكرني إذا نسيتُ، وانصحني إذا ابتليتُ، ولقني إذا سهيت، اجعلني أخاك، وقل إني أنا أخوك.

قال سيد قطب -رحمه الله-: "فالناس في حاجةٍ إلى كنفٍ رحيم، وإلى رعايةٍ فائقة، وإلى بشاشة سمحة، وإلى ودٍ يسعهم، وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم... في حاجةٍ إلى قلبٍ كبير يعطيهم، ولا يحتاج منهم إلى العطاء، ويحمل همومهم، ولا يعنّيهم بهمه، ويجدون عنده دائمًا الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضا" (في ظلال القرآن).