تونس والعائدون من القتال مع "داعش"

  • 204

أزمة التعامل مع العائدين من القتال مع "داعش" و"القاعدة" والتي تشغل الرأي العام التونسي هذه الأيام ينبغي للعقلاء التوقف عندها؛ فتونس قبل الثورة كانت تقمع أي نشاط ديني عمومًا وسلفي خصوصًا، وهذا أدى إلى فقدان الشباب القيادة الواعية المعتدلة، مما جعلهم فريسةً سهلةً لهذه التنظيمات.

والملاحظ لكل ذي فهم أن الدول -أو المناطق- التي انتشر فيها المنهج السلفي المعتدل كانت أقل تأثرًا بهذه الأفكار المنحرفة.

وبنظرةٍ بسيطةٍ على الإحصاءات المنشورة عن عدد المقاتلين في هذه التنظيمات وبلدانهم بالنسبة لعدد سكان هذه الدول نجد أن البلاد -أو المناطق من هذه البلاد- التي انتشر فيها المنهج السلفي كانت الأقل تأثرا بهذه الإنحرافات.

ولذا؛ فالحل القمعي لأي نشاط سلفي -فضلا عن محاربة التدين عمومًا- لم يكن -ولن يكون يومًا ما- الحل لمواجهة هذه التنظيمات المنحرفة.

وكذا من يتصور أن نشر "السلفية المدخلية" -وهي ما انتشرت باسم سلفية ولاة الأمور-  كبديل مقنع للشباب فهو يعيش في وهمٍ يبدده انتشار "القاعدة" و"داعش" في جزيرة العرب رغم أن المسؤولين بِدُوَلِها كانوا حريصين أشد الحرص على نشر هذا المنهج.

ومن هنا يمكنك أن تتوقع مآل البدائل الجديدة التي تسعى بعض القوى الإقليمية والدولية لنشرها في دُوَلِنا كمنهج "ما بعد السلفية" وكذا "الصوفية الأشعرية" وغيرها..