بحث في داعش (النشأة والادارة والآثار) تعرف حقيقتهم

  • 156

ما زالت جرائم داعش تتوالي بما فيها من بشاعة ووحشية تعجز العبارات عن وصفها، فبعد جريمة حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة والتي فاقت بشاعتها كل وصف، تأتي جريمتهم النكراء بذبح واحد وعشرين مصريا في مشهد تجرد عن كل معاني الآدمية ولا يقره دين ولا تأذن به شريعة، أن تختطف مجموعة من العزل أيا كان دينهم قد تغربوا عن أوطانهم طلبا للرزق وبحثا عن لقمة العيش ثم يذبحون بهذه الطريقة التي قد تترفع عنها الوحوش الكاسرة، وأنا هنا لن أتكلم عن دلالات هذا الحدث وهي كثيرة فكونهم من الأقباط ويذبحون بهذه الصورة ويصدر هذا المشهد للعالم فاق في دقة تصويره أفلام هوليود.
 
لا شك أن وراء ذلك من الاهداف والرسائل الكثير، ولكني هنا سأقوم بقراءة لوضع داعش من حيث النشأة وما يتصل بها والأداة التي تستخدم للتنفيذ والنتائج التي تتحقق على الأرض جراء هذا التنظيم حتي تتضح حقيقة هذا التنظيم للذين يمارون في نشأته، سواء كانت مماراتهم من مرض في نفوسهم أو عاطفة غذاها الجهل.


أما من حيث النشأة فمن اللافت للنظر والذي يثير الأنتباه أن أنطلاقة داعش كانت من المناطق التي تعانق فيها الكبر الرافضي الإيراني مع القوي الصهيوغربية في موأمرة من أعظم المؤامرات علي أمة الإسلام والعروبة، حيث كانت الأنطلاقة الأولى من العراق بعد الغزو الأمريكي والسيطرة الإيرانية فتحالفت أجهزة الفريقين وتآمرت علي هذه الأمة المكلومة، إيران بحرسها الثوري وميليشياتها الشيعية، والغرب بقواته وأجهزته الاستخباراتية فتعددت المصالح والهدف واحد إبادة أهل السنة باتباع سياسة التطهير العرقي وتقسيم العراق وتفتيته والقضاء علي جيشه.
 
 في هذه الأجواء ولدت داعش ثم نمت واستفحل خطرها لتكون سببا في نسف المقاومة العراقية من الداخل وتضييع كافة مكتسباتها ثم يبلغ المشهد ذروته بانسحاب قوات المالكي في المحافظات السنية أمام داعش تاركه ورائها العتاد والسلاح في مشهد درامي مثير للجدل أثار عواطف السذج والبسطاء ثم يمنعون من التمدد صوب مناطق الأكراد أو الشيعة في جنوب العراق ليذوق أهل النسة علي أيديهم الويلات وتتجمع بعد ذلك حشود الشيعة وميليشياته لتواصل التنكيل والذبح لأهل السنة بزعم محاربة داعش.


أما نشأتهم في سوريا فعلامات الاستفهام المترتبة عن ظروف نشأتهم هناك أكثر وأكثر ودلالتها أوضح وأوضح فبعد أن كانت المقاومة تنتصر علي النظام النصيري العلوي لتخلص الشعب السوري من ويلاته إذ بداعش تطفو على سطح الأحداث وببصمات بعثية باطنية تكفيرية واضحة لتتسلط علي فصائل المقاومة فتعمل أسلحتها فيها قتلًا وتمزيقًا فضلًا عما ترتكبه في الشعب السوري من مجازر واغتصاب لترفع الضغط عن بشار وتجعل منه محاربًا للأرهاب أمام العالم فتعطيه كما يقولون قبلة الحياة ويصبح الشعب السوري بين شقي الرحي داعش وأخواتها والباطنية بحرسهم الثوري وحزب حسن نصر والبعث النصيري من جهة أخري
هذا عن نشأتهم في سوريا.
 
 أما النشأة في ليبيا فليست بأقل غرابة من سابقتها حيث كان ظهور داعش في مناطق القذافي الإسماعيلي الباطني ثم تمدد فيها وتوفر لها الأمكانيات ويمدحها رجال القذافي كما فعل أحمد قذافي أخطر شخصيات نظام القذافي والذي أثني عليهم وقال إن ظهورهم تأخر خمسين عامًا .


إن هذه النشأة وملابساتها توصل إلي حكم واحد لا ينبغي أن يكون فيه نزاع أن ورائها أياد خفية من الشيعة الباطنية والاستخبارات الصهيوغربية لتصنع حلقة من حلقات التآمر الباطني اليهودي ضد الإسلام.
 
 يؤكد هذا ما يلي :
أ – كم الاسلحة التي تجمعت لديهم في أوقات وجيزة تعجز دول بأكملها عن تحصيلها

ب – أساليب القتل الوحشي الذي تجرد من كل معاني الإنسانية والذي ما عرفته أمة الإسلام إلا علي أيدي الفرق الباطنية من الرافضة والقرامطة والحشاشين

ج- التسهيلات التي تتم لانتقال عناصرها وتجمعها من مختلف البلدان لاسيما من ناحية إيران والغرب فضلا عن التمويل الرهيب .

د- ما يملكونه من أحدث التقنيات في التصوير والإعلام والذي يفوق قدرات ما يعرف بالدول النامية.

أما عن الأداة التي اختاروها لتكون مطية لتنفيذ مخططهم هي أيضا أداة مختارة بعناية حيث اختاروا سفهاء الأحلام وحدثاء الأسنان من العناصر التكفيرية التي تحمل فكر الخوارج والتي تكن حقدًا عظيمًا علي أمة الإسلام بعد أن حكمت عليهم بالكفر والمروق من الملة .


لاشك أن هؤلاء يسهل توجيههم حيث لا يعملون سلاحهم إلا في أمة الإسلام ولا ننسي في هذا المقام أن ننبه أن الشيعة في هذا الباب مثلهم كمثل الخوارج حيث يتفق الفريقان علي تكفير أهل النسة واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم ولذا فهما كما قال شيخ الإسلام خوارج في هذا الباب أعني في تكفير أهل الإسلام والتسلط عليهم وإن كان الشيعة أشد خطرا من حيث التآمر والتعاون مع أعداء الإسلام علي هذه الأمة كما يشهد بذلك تاريخهم والخوارج يؤتون في هذا الباب من سطحيتهم وجهلهم والتي يحسن أعداء الأمة استخدامهم من هذا المنطلق كما نري اليوم في طول بلاد الإسلام وعرضها وكما رأينا آثارهم في الصومال من قبل ونيجيريا وغيرها من بلاد الإسلام وكما نري الآن من داعش وأخواتها فيتخذون مطية لبلوغ الأعداء مآربهم .

أما من حيث النتائج التي ترتبت علي وجود داعش وأخواتها فهي علي النحو التالي :
1- إضعاف صف المقاومة السنية وتضييع مكتسباتها كما رأينا في العراق وسوريا

2- إعمال السيف في أمة الإسلام قتلًا وتشريدًا وتذبيحًا وتحريقًا وحتي ما يرتكبونه من جرائم قتل لغير المسلمين فإنما يكون ذلك لجلب الويلات علي أهل السنة

3- تمكين أعداء الإسلام( سواء من الشيعة والروافض كإيران والنظام السوري العلوي أو الغرب) من بلاد الإسلام وتنفيذ المخططات الأجرامية كمخطط التقسيم وغيره

4- محاولة نسف الدول السنية والسعي في تفتيتها وتدمير جيوشها وإضاعة مقدراتها وإعادة ترسيم حدودها حيث نري داعش وأخواتها لا توجه سهامهم إلا لشعوب أهل السنة ودولهم كما رأينا في العراق وسوريا وكما يحاولون الأن مع مصر والسعودية في حين سلمت إيران وأسرائيل من جرائمهم وكل مناطق الشيعة في العالم

5- تشويه الإسلام لاسيما السنى منه أمام العالم ومع أنهم لا يقتلون إلا أهل السنة فلا زال الغرب والروافض يصرون علي وصفهم بالسنة

6- إعادة تقسيم المنطقة من جديد حتي يتم تنفيذ ما يعرف بشرق أوسط جديد والذي يهدف في النهاية إلي إقامة إسرائيل الكبرى والهلال الشيعي.
 
كل هذا وغيره كثير يؤكد خطورة أهل البدع علي أمة الإسلام ولك أن تقارن ما تفعله داعش في العراق والشام وليبيا وما يفعله الحوثيون في اليمن والتطابق في الأساليب والآثار لتعلم صدق ما أقول وأن أهل البدع كما قال الإمام ابن حزم ما أجري الله يومًا علي يد أحد منهم خيرا وما فتح الله بهم من بلاد الكفر قرية وما رفع بهم للإسلام يومًا راية وإنما تسلطوا علي أمة الإسلام قتلًا وتمزيقًا فما أشبه الليلة بالبارحة ولتعلم أيضًا صدق ما قاله شيخ الإسلام حيث بين أن مقاومة البدع وأهلها من أعظم أبواب الجهاد في سبيل الله لإنه من نفس جنس جهاد الدفع حيث يذب عن الإسلام خطرهم وتدفع عن الأمة شرورهم وهذا يحتم علينا اليوم أن نبذل كل ما في وسعنا لإنقاذ الأمة من مخاطرهم
نسأل الله العظيم أن يقي الأمة شرهم وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم