ماذا لو؟!

  • 168

حاليًا نحن نعيش في واقع أغرب من الخيال ، ما كنا نتوقع أن تصل الأمور والأحوال إلى ما وصلت إليه حاليًا ،وما كنا نتخيل أن تحدث كل هذه الأحداث ، ولكنها حدثت ووقعت وأصبحت حقيقية نعيشها ونحياها .
 
سألت نفسى : هل ممكن أن تقع أمور جديدة أغرب مما وقعت سابقًا ؟   قلت : ـ والله أعلم ـ  ربما ، ربمايحدث ما هو أغرب وأعجب مما فات ، سألت نفسى : وما هو الأغرب والأعجب الذى تتوقع حدوثه ؟ وجاءت الإجابات  والموضوعات المدهشة بعضها وراء بعض ،تخيلت تخيلات ، وتصورت تصورات ، وتوقعت توقعات
 
بعضها داخلي يتعلق بالأوضاع المصرية  وبعضها خارجي يتعلق بالأوضاع العربية وبعضها عالمي يتعلق بالأوضاع العالمية ، ووجدت نفسى أختار عنوانًا لهذه التوقعات ألا وهو 
 
ماذا لو ؟!
تخيلت وقلت ماذا لو نجحت الثورة الإسلامية التى أطلقتها الجبهة السلفية وحددت لها ميعادًا يوم 28 / 11 /  2014  تحديدًا
 
بعد أسبوع تقريبًا من نشر هذا المقال ؟!!!  يقول قائل : فرصة نجاحها ضعيفة. ومع هذا أعود وأكرر ، ماذا لو نجحت ؟ وأطحات الثورة بالرئيس عبد الفتاح السيسي ، من الذى سيحكم البلاد بعده ؟ ما هى التوقعات و الشخصيات المتوقعة ؟ وكيف سيتعامل الشعب مع الثورة الجديدة وما مصير الجيش والشرطة والقضاء والإعلاموالكتاب والأحزاب والقوى ؟ ما هى ردود الأفعال المتوقعة ؟!  هل سينقسم الجيش أم يبقي موحدًا؟
 
ما مصير المعتقلين والمحبوسين؟ هل يحدث صراع علي السلطة؟!
 
ما مصير الدعوة السلفية وحزب النور ؟!! وما مصير الحدود ؟ وما مصير سيناء؟
حدود ليبيا ؛ حدود السودان؟!!.
 
ثم رحت أتخيل الاتجاه المعاكس وقلت ماذا لو فشلت الثورة المنتظرة ؟ ومامصير الجبهة السلفية ؟ وما مصير الإسلاميين عمومًا لو فشلت الثورة المسماة بالإسلامية ؟ ماذا سيقول الناس عن الإسلاميين، وكيف ستكون أحوال الإسلاميين في الشارع بين المواطنين ؟!!!
 
أسئلة وتساؤلات كلها متفرعة عن ماذا لو؟
 
ماذا يحدث لو تم اغتيال الرئيس السيسي ؟ وماذا يحدث لو تم اغتيال الرئيس السابق محمد مرسي ؟  ما هى أحوال الناس في الشارع ؟وما هى أحوالنا في وسطهم ؟ إلى أين تتجه الأمور؟ ، هل إلى الانفجار أكثر وأكثر أم إلى الاستقرار ؟!!
 
ثم التسريبات بل والتصريحات عن 25 يناير المقبل ، والكل ينتظر ثورة ،  بل البعض يتوقع مؤامرة  دولية في هذا اليوم
 
ماذا لو حدثت مواجهات وصدامات في هذا اليوم بين قطاعات الشعب المختلفة ؟ ، ماذا لو حدثت حرب أهلية ؟ ، ماذا لو حدثت تدخلات أجنبية خارجية ؟! .
 
الكل يترقب 25 يناير القادم ، ويستعد له ويخطط ويجهز ويُعِد  ويتهيأ ، ويبدو ـ والله أعلم ـ أنه سيكون مختلفًا هذه المرة نظرًا للاحتقان الشديد الموجود في الساحة المصرية .
 
ولا أريد أن أكثر من قول ماذا لوفي الشأن المصري ، ولكن أنتقل إلى الشأن السعودي ، وأقول : ماذا لو  مات الملك عبد الله عاهل السعودية ؟ ، هل تنقسم المملكة ؟ ، هل تشهد صراعات داخل الأسرة الحاكمة ؟ ، أم تنتقل السلطة بأمان إلى ولي العهد ، وتتماسك السعودية وتظل متحدة ؟!! ، عندى مخاوف وقلق من الأوضاع في السعودية ، وهذا القلق ليس من فراغ ؛ وإنما من قراءات وأخبار وكلمات تنشر هنا أوهناك ويعنينى أكثر في هذا الموضوع : مكة المكرمة  والمدينة المنورة والحج والعمرة والزيارة ، والكعبة و المسجد النبوي .
 
وفي السياق نفسه، وعلى الطريقة نفسها أقول ماذا لو هدم اليهود المسجد الأقصى؟ ، وماذا لو أقاموا الهيكل في مكان المسجد الأقصى أو إلى جواره؟ ، كيف ستتصرف الأنظمة والحكومات والجيوش والشعوب ؟!! ، تخيل مرعب ومؤلم يلازمنى ويؤرقنى  ويقلقنى .
 
وأذهب بعيدًا  وأقول ماذا لو انهارت أمريكا وفقدت قوتها ، هل سنتحرر من القيود أم سندور في فلك الاتحاد الأوربي ؟ ، هل ستتغير مواقفنا وقراراتنا أم ستستمر كما هى ؟ ، وماذا لو ضاعت كنوز العرب التى لدى أمريكا في بنوكها ؟ كيف سنستردها ؟!.
 
وماذا لو طلبت أمريكا قبل سقوطها إدخال قوات برية إلى سوريا أوالعراق ؟ ، وماذا لو أدخلت تركيا قوات برية إلى سوريا أو العراق؟
 
ماذا لو حدث صراع سني  ـ شيعي كيف ستتصرف الشعوب ولمن تنضم ؟!
 
أفكار وتساؤلات واحتمالات وتوقعات مرعبة مؤلمة محزنة ليست بعيدة ؛ بل هي محتملة ؛ ليست مستبعدة وكل شيء وارد وممكن في زمن العجائب والغرائب.
 
حاولت أن أهرب وأتفادى هذه الطريقة : ماذالو؟!
 
أحيانًا أنسى هذا المقطع (ماذا لو؟!) وأحيانًا يأتينى بشدة  فأقول  ـ بكل يقين ـ  
 
يارب لا منقذ إلا أنت ولا منجى إلا أنت لا مغيث إلا أنت .
يارب الطف بنا وهون علينا وخفف عنا .
يارب السلامة من عندك والنجاة من عندك.
لا حول ولا قوة إلا بك .