حاليًا نحن نعيش في واقع أغرب من الخيال ، ما
كنا نتوقع أن تصل الأمور والأحوال إلى ما وصلت إليه حاليًا ،وما كنا نتخيل أن تحدث
كل هذه الأحداث ، ولكنها حدثت ووقعت وأصبحت حقيقية نعيشها ونحياها .
سألت نفسى : هل ممكن أن تقع أمور جديدة أغرب
مما وقعت سابقًا ؟ قلت : ـ والله أعلم
ـ ربما ، ربمايحدث ما هو أغرب وأعجب مما
فات ، سألت نفسى : وما هو الأغرب والأعجب الذى تتوقع حدوثه ؟ وجاءت الإجابات والموضوعات المدهشة بعضها وراء بعض ،تخيلت
تخيلات ، وتصورت تصورات ، وتوقعت توقعات
بعضها داخلي يتعلق بالأوضاع المصرية وبعضها خارجي يتعلق بالأوضاع العربية وبعضها
عالمي يتعلق بالأوضاع العالمية ، ووجدت نفسى أختار عنوانًا لهذه التوقعات ألا
وهو
ماذا لو ؟!
تخيلت وقلت ماذا لو نجحت الثورة الإسلامية
التى أطلقتها الجبهة السلفية وحددت لها ميعادًا يوم 28 / 11 / 2014
تحديدًا
بعد أسبوع تقريبًا من نشر هذا المقال ؟!!! يقول قائل : فرصة نجاحها ضعيفة. ومع هذا أعود
وأكرر ، ماذا لو نجحت ؟ وأطحات الثورة بالرئيس عبد الفتاح السيسي ، من الذى سيحكم
البلاد بعده ؟ ما هى التوقعات و الشخصيات المتوقعة ؟ وكيف سيتعامل الشعب مع الثورة
الجديدة وما مصير الجيش والشرطة والقضاء والإعلاموالكتاب والأحزاب والقوى ؟ ما هى
ردود الأفعال المتوقعة ؟! هل سينقسم الجيش
أم يبقي موحدًا؟
ما مصير المعتقلين والمحبوسين؟ هل يحدث صراع
علي السلطة؟!
ما مصير الدعوة السلفية وحزب النور ؟!! وما
مصير الحدود ؟ وما مصير سيناء؟
حدود ليبيا ؛ حدود السودان؟!!.
ثم رحت أتخيل الاتجاه المعاكس وقلت ماذا لو
فشلت الثورة المنتظرة ؟ ومامصير الجبهة السلفية ؟ وما مصير الإسلاميين عمومًا لو
فشلت الثورة المسماة بالإسلامية ؟ ماذا سيقول الناس عن الإسلاميين، وكيف ستكون
أحوال الإسلاميين في الشارع بين المواطنين ؟!!!
أسئلة وتساؤلات كلها متفرعة عن ماذا لو؟
ماذا يحدث لو تم اغتيال الرئيس السيسي ؟
وماذا يحدث لو تم اغتيال الرئيس السابق محمد مرسي ؟ ما هى أحوال الناس في الشارع ؟وما هى أحوالنا
في وسطهم ؟ إلى أين تتجه الأمور؟ ، هل إلى الانفجار أكثر وأكثر أم إلى الاستقرار
؟!!
ثم التسريبات بل والتصريحات عن 25 يناير
المقبل ، والكل ينتظر ثورة ، بل البعض
يتوقع مؤامرة دولية في هذا اليوم
ماذا لو حدثت مواجهات وصدامات في هذا اليوم
بين قطاعات الشعب المختلفة ؟ ، ماذا لو حدثت حرب أهلية ؟ ، ماذا لو حدثت تدخلات
أجنبية خارجية ؟! .
الكل يترقب 25 يناير القادم ، ويستعد له
ويخطط ويجهز ويُعِد ويتهيأ ، ويبدو ـ
والله أعلم ـ أنه سيكون مختلفًا هذه المرة نظرًا للاحتقان الشديد الموجود في
الساحة المصرية .
ولا أريد أن أكثر من قول ماذا لوفي الشأن
المصري ، ولكن أنتقل إلى الشأن السعودي ، وأقول : ماذا لو مات الملك عبد الله عاهل السعودية ؟ ، هل تنقسم
المملكة ؟ ، هل تشهد صراعات داخل الأسرة الحاكمة ؟ ، أم تنتقل السلطة بأمان إلى
ولي العهد ، وتتماسك السعودية وتظل متحدة ؟!! ، عندى مخاوف وقلق من الأوضاع في
السعودية ، وهذا القلق ليس من فراغ ؛ وإنما من قراءات وأخبار وكلمات تنشر هنا أوهناك
ويعنينى أكثر في هذا الموضوع : مكة المكرمة
والمدينة المنورة والحج والعمرة والزيارة ، والكعبة و المسجد النبوي .
وفي السياق نفسه، وعلى الطريقة نفسها أقول ماذا
لو هدم اليهود المسجد الأقصى؟ ، وماذا لو أقاموا الهيكل في مكان المسجد الأقصى أو
إلى جواره؟ ، كيف ستتصرف الأنظمة والحكومات والجيوش والشعوب ؟!! ، تخيل مرعب
ومؤلم يلازمنى ويؤرقنى ويقلقنى .
وأذهب بعيدًا وأقول ماذا لو انهارت أمريكا وفقدت قوتها ، هل
سنتحرر من القيود أم سندور في فلك الاتحاد الأوربي ؟ ، هل ستتغير مواقفنا
وقراراتنا أم ستستمر كما هى ؟ ، وماذا لو ضاعت كنوز العرب التى لدى أمريكا في
بنوكها ؟ كيف سنستردها ؟!.
وماذا لو طلبت أمريكا قبل سقوطها إدخال قوات
برية إلى سوريا أوالعراق ؟ ، وماذا لو أدخلت تركيا قوات
برية إلى سوريا أو العراق؟
ماذا لو حدث صراع سني ـ شيعي كيف ستتصرف الشعوب ولمن تنضم ؟!
أفكار وتساؤلات واحتمالات وتوقعات مرعبة
مؤلمة محزنة ليست بعيدة ؛ بل هي محتملة ؛ ليست مستبعدة وكل شيء وارد وممكن في زمن
العجائب والغرائب.
حاولت أن أهرب وأتفادى هذه الطريقة :
ماذالو؟!
أحيانًا أنسى هذا المقطع (ماذا لو؟!)
وأحيانًا يأتينى بشدة فأقول ـ بكل يقين ـ
يارب لا منقذ إلا أنت ولا منجى إلا أنت لا
مغيث إلا أنت .
يارب الطف بنا وهون علينا وخفف عنا .
يارب السلامة من عندك والنجاة من عندك.
لا حول ولا قوة إلا بك .