لا يكفي

  • 184

الشعور بالخطر لا يكفي بل نحتاج أن نضم إليه رؤيا وتفكيرا وسلوكا وبذلا عملا للتصدي للمخاطر التي تواجهنا بل هزمت وأضعفت بعضنا للأسف ولا أحد يعتبر ولا يتعظ.
 
ويبدو أن الشجب والاستنكار تحول عند المواطن العربي إلى أسلوب حياة لا يستطيع غيره والتحدث بصوت عال دون أي حركة أو فعل، وأزعم أن ما ذكر مقصود لذاته من باب إثبات موقف !!
 
أظن أن الجميع أدرك الآن حجم المخاطر التي تواجهنا وأشدها في نظري طريقة التفكير نفسها والخلل أصبح واضحا عند كل أحد لا يحتاج كثيرا منالتعمق ولا التحليل.
 
الأزمة الحقيقة في ظني عدم جاهزية الإنسان أمام التحديات والأزمات الموجودة بل عدم جاهزيته لقراءة التحديات نفسها فضلا عن التصدي لها إلا من رحم ربي، هذا بالإضافة إلى عدم وجود شيء عندنا  يساهم في تطوير الإنسان بل الموجود يساعد على استمرار الغيبوبة والرقاد والغفلة سواء الإعلام أو التعليم أو الثقافة وطرق التفكير وهَلُمَّ جَرّا.
 
نحن نعيش أمام مستجدات وفي عصر السموات المفتوحة والمواطن العالمي وما زلنا نفكر بنفس العقلية القديمة وإنا لله وإنا إليه راجعون ، فعلا نحن نحتاج إلى إنسان جديد بكل ما تعنيه الكلمة من معان وذلك لا يكون إلا بتصحيح المسارات كلها الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية
 
أيها الجيل، شريعتنا الغراء تدعونا لمواكبة العصر دون التخلي عنها أو التنصل من قواعدها المحكمة قال تعالى : ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )، وقال تعالى : ( فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ )، وقال رسولنا صلى الله عليه وسلم: ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ) فعلى الجميع أن يتحرك ويسعي وإلا فالعواقب ستكون وخيمة وحجم النكبة سيكون أكبر من كل تصور وتقدير.
 
نريد أن نتحول ممن يجب الحفاظ على بلادنا وأمتنا إلى كيف نحافظ عليها.
 
نريد أن نتحول من يجب محاربة الفساد والإرهاب والإهمال والظلم إلى كيف نحارب ذلك ونتصدى له.
 
الأمر يحتاج دراسة وتخطيط وتفكير عميق إن كنا نحب أوطاننا وبلادنا وقبل هذا وذاك إن كنا نريد لشريعتنا نصراً وتمكيناً
اللهم لا تحرمنا توفيقك.
ولنا أمل.