كبح الجماح

  • 173

في أحيان كثيرة يساور الإنسان أن العمل الجماعي والمؤسسي يمنعه من الانطلاقة، وأنه روتين ومعقد بسبب القيود والتسلسل الإداري وإجراءاته. 

وهذا الشعور هو بمثابة البداية لفصل من التوتر والاضطراب النفسي وكثير من النقد بسبب وبدون سبب.

وأزعم أن كثيرًا من الأعمال قد عطلت، ومحاضن تربوية أغلقت، ودعوات ضعفت، وأخرى تمزقت؛ بسبب عدم كبح جماح هذا الشعور وإطلاق العنان له.

يقول على بن أبي طالب رضي الله عنه في نصيحة مجرب ورجل عاين الأمور: (كدر الجماعة خير من صفو الفرد)، وهذا الكلام من أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في زمن العلم والديانة والورع ، أما في هذا الزمان ما أظن أن يتحقق الصفو ولا الراحة لمن يترك إخوانه ودعوته ومؤسسته. 

ويبقى الحل الصبر واحتساب الأجر والتصدي لهذه الآفات – آفات التفرد – التي تطرأ على النفس؛ حتى لا يحدث خلاف وشقاق وتختلف القلوب وتتكدر الأجواء، وينشغل بعضنا ببعض ونهمل القضية. 

وليس معنى كلامي أن ترى خللًا فتسكت عنه، بل لا بد من النصح وتقديمه مع مراعاة آداب النصيحة وحسن الظن.


والله من وراء القصد، ونعوذ بالله من نزغات الشيطان ومن نفثه.