حسين ثابت... حين تذوب الأنا في (نحن)

  • 184

بعض اللاعبين متعته الحقيقية في صناعة الأهداف لا في إحرازها.. في رؤيتها  بأقدام غيره في الشباك.. سبحان ربي! هنا يجد راحته ومتعته.

وبعض الرجال متعته في صناعة الإنجاز.. هناك داخل المعمل في الخفاء حيث لا يراه أحد، ولا يتكلم معه أو عنه أحد، وليس على مسرح التقديم والتكريم حيث الأضواء والشهرة، ففي كل مؤسسة رجال معمل ورجال مسرح.

إنهم رجال السر لا رجال العلن وفي كل خير.

أَحَبَّ دور هارون ولم يرغب يوما في دور موسى.

عشق حياة الأدوار الخلفية؛ يبني ويصنع ثم ينتهي دوره عند باب المعمل.. ولو دفعته الدنيا للظهور على المسرح ولو مرة يرفض ويهرب.

حتى حين يصاب بمرض يخاف على تأثر من يحب بألمه فيخفيه عمدًا.

حين يعشق رجل الريادة.. ريادة المجموع، وريادة الفكرة، وريادة المبدأ. ويزهد في القيادة أو التصدر أو الظهور.

ألم من غير شكوى، وإنجاز من غير ضجيج، وعمل في الخلف من غير تأفف، وعطاء من غير حدود.

ومرض يُهْزَم أمام رجلٍ كثيرٍ بإخوانه.. لم يوقفه يومًا، ولم يهزمه يومًا.

وحب تترجمه أفعال لا أقوال، وذوبان الأنا في إنجاز  (نحن).

إنها حياة الراحل حسين ثابت -رحمه الله- باختصار.

أشد أنواع الفراق هو فراق من يرحل عنك، ولكن لا يرحل منك أبدًا.

رحمك الله يا هارون "الفتح".

أقصدك يا حسين ثابت "جريدة الفتح".