تذكير الإخوان المعاصرين بمواقف وأقوال لقادتهم السابقين(4-4)

  • 162

رابعا: الحاج عباس السيسي ( وهو من الرعيل الأول للإخوان المسلمين):

1- بناء وتشييد،لا هدم وتجريح:

في كتابه الدعوة إلى الله حب يقول – رحمه الله - : " إن رسالة " الإخوان المسلمون " للبناء والتشييد، وليست للهدم والتجريح ".

2- ضبط السلوك على تعاليم الإسلام محور الإيمان والاعتقاد والانطلاق:

ويقول – رحمه الله – في نفس الكتاب: " إن طريق الدعوات ليس كلاما ولا شعاراتٍ ولا هتافات ولا مظاهرات. يجب أن ندرك من واقع التجاربالسابقة الصادقة احتمالات الخداع في هذه المظاهر الخارجية وهذا الحماس وهذا الانفعال، الخيرُ في الصبر والمعاناة (فكثير من الناس يستطيعون أن يتخيلوا وقليلٌ من هؤلاء مَنْ يستطيعون أن يعملوا، وقليلٌ من العاملين من يستطيعون أن يجاهدوا، وقليل من المجاهدين من يستطيعون أن يصبروا، وقليل من الصابرين من يستطيعون أن يصلوا).

يجب أن يدرك الداعية المسلم أنه من السهولة أن يسمعَ لهُ الناسُ، ولكن من الصعوبة بمكان أن يعمل معه هؤلاء الناس، لأن الاستماع أمرٌ مُحَبَّبٌ إلى النفس، كما أنه من الممكن أن يدفع لك الناس اشتراكاً مادياً، ولكن من الصعوبة أن يشترك معك الناس في قول الحق، فالتكاليف والأعباء وضبط السلوك على تعاليم الإسلام هي محور الإيمان والاعتقاد والانطلاق، ولن يتحقق هذا السلوك بمجرد البلاغ ولكن لا بد من عوامل الزمن والاستعانة بالسنن الربانية في التربية والتكوين. وشعارنا في ذلك (الزمنُ جزءٌ من العلاج) (والصبر على منهاج هذه الدعوة وخطواتها هو عينُ الجهاد والكفاح) (والمتقدمُ عن الصفِّ كالمتأخر عنه سواءٌ بسواء).

حين تدقق فى هذا المعنى وتتذوقه وتعيش معه تشعر بثقل المهمة وضخامة الرسالة.

3- مهمتنا ليست إثارة النفوس وتَصَيُّدَ الأخطاء وتجريح الأشخاص والهيئات:

ويقول – رحمه الله – في نفس الكتاب: " أخي الحبيب: أريد أن تُوقِنَ أن دعوتنا إسلامية صحيحة ومهمتنا في هذه الظروف ليست إثارة النفوس وتَصَيُّدَ الأخطاء وتجريح الأشخاص والهيئات، فنحن أبعد الناس عن ذلك، بل إنّ ذلك يعوق مهمتنا الأساسية وينشئ خصومات لسنا في حاجةٍ إليها لأن مهمتنا (نجمعُ ولا نفرق. نبني ولا نهدمُ.نتعاونُ فيما اتفقنا عليه ويعذرُ بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه).

مهمتنا في هذه المرحلة إنارةُ العقول وتزكية النفوس والارتقاء وبعواطف الناس ومشاعرهم ونقلهم إلى الصالح المفيد، والتعاون على تكوين الشخصية المسلمة التي هي قاعدة بناء المجتمع المسلم.

4- هذا الدين لم يبدأ باستعمال العضلات ولا بخشونة الكلمات:

 ويقول – رحمه الله – في نفس الكتاب: " الإسلام ذوق، الإسلام لطائف، الإسلام أحاسيس ومشاعر، هذا الدين يتعامل مع النفس البشرية يتعامل مع القلوب يتعامل مع الأرواح، يتعامل مع الأنفاس، هذا الدين لم يبدأ باستعمال العضلات ولا بخشونة الكلمات، ولا بالتصدي والتحدي، ولكن بدأ بالكلمة الطيبة والنظرة الحانية {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83] {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)} [طه: 43، 44]

خامسا: الأستاذ فتحي يكنالمراقبالعام الأسبق للإخوان في لبنان:

1- كلام الداعية هو وسيلة الاتصال بالناس:

قال – رحمه الله - في كتابه (الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية): " كلام الداعية هو وسيلة الاتصال بالناس ووسيلة التعبير عن المعاني والأفكار فإن كان الداعية متحكماً بكلامه قادراً على انتقاء الكلم الطيب والتعبير الحسن كان بالتالي قادراً على كسب قلوب الناس والولوج إلى نفوسهم وذواتهم وإن كان غير ذلك لا يلقى بالاً إلى ما يخرج من بين شدقيه فقد أقام بينه وبين الناس حاجزاً لا يخترق وسدًّا لا يمكن النفاذ منه .. بل وجعله ذلك مذموماً مكروهاً تحاشاه الناس ولا يألفونه ".

2- سوء استعمال القوة بسبب عدم التقيد بالضوابط والسياسات الشرعية في حال استعمال القوة:

ذكر - رحمه الله – في كتابه (المتساقطون على طريق الدعوة - كيف .... ولماذا؟) أن من أسباب تساقط الأفراد على الطريق الدعوة أسباب تتعلق بالفرد، ومنها ما اتصل منها باستعمال القوة، وقال إنها تصبح آنذاك جائحة لا يقتصر ضررها على الأفراد وإنما قد يأتي على الحركة كلها. والساحة الإسلامية تشهد منذ فترة ليست بالقصيرة ظاهرة سوء استعمال القوة بسبب عدم التقيد بالضوابط والسياسات الشرعية في حال استعمال القوة.

وذكر أنهم عانوا في لبنان الأمَرّين من جراء هذه الظاهرة التي كانت تبرز عقب كل حادث تتعرض فيه الحركة لشدة أو محنة أو إيذاء كما قد يكون بروزها أحياناً من قبيل محاكاة الآخرين وتقليدهم والتشبه بما يفعلون ...

وذكر – رحمه الله - بعض الإشكالات التي تتصل بمفهوم استعمال القوة والتي كانت موضع خلاف بين العاملين وسبب فتنة وبلاء وعامل استدراج الحركة إلى مقاتلها. وذكر منها: عدم وضوح الغاية من امتلاك القوة، وعدم التقيد بشروط استعمال القوة.