لا تتبعوا خطوات الشيطان (1)

  • 114
صورة أرشيفية

بقلم ــ د. محمد عزت

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن استحضار عداوة الشيطان على الدوام وعدم نسيان ذلك من أعظم ما يجعلك تأخذ حذرك منه ويحفز نفسك للدفاع عنها ضده.

إن الإنسان يكفيه لكي يعرف عدوه أن يأتيه الخبر الصادق بأن هؤلاء هم أعداؤك، لكن لم يكتف الله بذلك حتى أمرك بأن تتخذه عدوا فقال سبحانه ?فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا? بعد أن قال ?إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ?، وما ذاك (والله أعلم) إلا لأن كثير من الناس مع علمهم أن الشيطان عدو لهم سوف يتخذونه وليا لهم، يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه ويتبعون خطواته.

ثم وضح ربك أنك إن اتبعت خطوات هذا العدوفمصيرك أن تستجيب لدعوته وتنضم لحزبه لتكون من أصحاب السعير والعياذ بالله؛ وليست هذه عداوة عادية بل هو ثأر قديم بينك وبينه لأنه هو الذي أغوى أبويك وأخرجهما وذريتهما من الجنة، ولعلك تلمح هذا في قوله سبحانه وتعالى: ?يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ?. فإذا عرفت أنه عدو لك وأنك بينك وبينه ثأر قديم وأنهلا يريد منك إلا أن تكون من أصحاب الجحيم، كان لابد لك من إعلان الحرب عليه وإعداد العدة للانتصار عليه.

وكذلك لابد أن تعرف كل خططه ووسائله للايقاع بك، حتى تكون على أتم الاستعداد للتغلب عليه، ولعلي أطرح معك بعضًا من هذه الوسائل التي يستخدمها ليغويك بها والتي منها:

الوسوسة: تخيل أحد يصل إلى سويداء قلبك في خفاء ويلقي إليك الأمر من معصية ربك دون أن تشعر غير أنه كالخاطر يمر عليك ولا تعلم من ألقاه إليك، وهكذا هي وسوسة الشيطان لك.

-الخنوس: ثم هو يكثر من الاختفاء والعود فإذا وجد منك مقاومة (من وازع الله في قلبك) اختفى ثم يعود مرة أخرى فيوسوس، ويستمر هكذا حتى تسقط دفاعاتك وتستجيب لداعي الشيطان.

-الدلالة بغرور: وهو في وسوسته يوهمك ويطمعك أن ما يلقيه إليك هو منتهى النفع لك، وأنك سوف تحصل معاني السعادة والخير إذا استجبت له، ويهون عليك ما سوف تلقاه من ضرر إن اتبعت ما يوسوس به لك.

التدرج: فهو لا يصرح لك بالخطوة الأخيرة المرادة من إغوائك بل يبدأ لك بما قد تقبله ويسهل عليك فعله بدون نكارة شديدة منك، فإن استجبت له انتقل معك إلى الخطوة التي بعدها حتى يوقعك فيما لا تتخيل بداية أن تفعله أو تقدم عليه.

المناسبة: فهو ينظر إلى قلبك ويعرف ما تهواه وما يسهل اغوائك به، ويجعل هذا المدخل إليك لكي يوقعك من نقطة ضعفك التي لا تقاوم فيها كثيرًا.

إلى غير ذلك من الوسائل التي يستخدمها هذا العدو المبين التي لابد أن تعرفها وتأخذ الحذر منها وتعد العدة لصدها حتى لا ينتصر عليك هذا الشيطان الرجيم.

نسأل الله بمنه وكرمه أن يعيذنا من همزات الشياطين ومن وساوسه، وأن يقينا شر أنفسنا، اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.

وصلِ الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.