• الرئيسية
  • الأخبار
  • "مخيون" في حواره مع "الفتح": الطعن في الثوابت لا يقل خطورة عن التنظيمات التكفيرية

"مخيون" في حواره مع "الفتح": الطعن في الثوابت لا يقل خطورة عن التنظيمات التكفيرية

  • 171
الدكتور يونس مخيون

مع تَصَاعُد الأحداث الأخيرة والتوتر الذي حدث بعد حكم المحكمة بعدم دستورية قانون تقسيم الدوائر؛ ومِن ثَمَّ المؤتمر الاقتصادي الذي حارب البعض من أجل إفساده, والذي دعَّمه حزب النور بقوة على الصعيد العام والخاص، ونجاحه الساحق.

وعلى الصعيد العربي، وما يحدث من تحالف لمواجهة أعداء الأمة الإسلامية (الحوثيين)، ورغبتهم الـمُستميتة في السيطرة على الدول الإسلامية، وتحويلها إلى شيعية المذهب.

وكان من أوائل الأحزاب التي حذَّرت وما زالت تُحَذِّر من الزحف الشيعي، والخوف من سيطرتهم ونشر أفكارهم الهدَّامة، هو حزب النور.

فكان لنا لقاء مُوسَّع مع الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، فإلى نص الحوار:

· كيف ترى مؤتمر القمة العربية في دورته الـ26 برئاسة مصر؟ وما تقييمك لما نتج عنه؟

مؤتمر القمة العربية يُبَشِّر ببداية مرحلة جديدة للعمل العربي الـمُشترك بما يعود بالمصلحة على شعوب المنطقة العربية، خاصةً في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة، وما تشهده من مؤامرات التقسيم التي تُحاك ضدها، وبث روح الفُرقَة بينها، وهناك عدة مؤشِّرات طيِّبَة في هذه القمة، مثل كثافة الحضور التي تُبَشِّر بخير، وحضور أمير قطر، ومن أبرز الإيجابيات عودة مصر لممارسة دورها العربي، كذلك ما أشار إليه الرئيس السيسي في كلمته من أن مصر بيت العرب، فذلك سيعود على مصر وعلى الدول العربية بالمنفعة والسلام والأمن.

ونُطالِب بأن يكون هناك آليات لتفعيل ما تم اتخاذه من قرارات حتى تؤتي ثمارها، ونُؤكِّد أن فكرة تشكيل قوة عربية مشتركة جيدة، وعلى الأقل تكون بديلًا عن التدخُّل الأجنبي الذي طال بعض مناطق الوطن العربي بسبب الأحداث الجارية فيه.

وإن كان لدينا تخوُّف فيما يخص القوة العربية المشتركة من أن تكون هناك مناطق تتنازع فيها المصالح والآراء، فربما لا يتم التوافق على تدخل القوة العربية المشتركة فيها، وأما بخصوص ما حدث من تدخُّل في اليمن فهناك شبه إجماع على أن ما حدث من الحوثيين تدخُّل صارخ في شئون الدولة العربية، خاصةً أن الرئيس الشرعي للبلاد هو الذي استدعى هذه القوات.

· ما تعليقك على التحالف العربي لمواجهة الحوثيين؟

الحزب يؤيِّد التحالف الذي قام لمواجهة الحوثيين في اليمن لمنع بسط نفوذهم على المنطقة وتحكمه في مصير العرب على وجه العموم، ومصر على وجه الخصوص، وفي مثل هذه الظروف الحرجة الخطرة التي يمر بها الوطن العربي والمنطقة، يجب علينا أن ننسى خلافاتنا في هذه اللحظات الفارقة من تاريخ الوطن، وأن نقف صفًّا واحدًا شعبًا وقيادةً لمواجهة الأخطار التي تواجه الشعب المصري والأمة العربية.

و"النور" يُتابع باهتمام بالغ التطورات التي تحدث في المنطقة عمومًا واليمن خصوصًا، من محاولة السيطرة الإيرانية وبسط نفوذها على المنطقة وتحكمها في مضيق باب المندب عن طريق الحوثيين؛ مما يهدد الأمن القومي المصري تهديدًا مباشرًا.

كيف يرى الحزب تحركات إيران بالمنطقة والتصريحات الصادرة عن قياداتها؟

الحزب لطالما حذَّر من خطورة المد الشيعي في مصر، ومن أطماع إيران التوسعية لبسط نفوذها على المنطقة، وكان الكثير من السياسيين والكُتَّاب يستهجن كلامنا، حتى جاءت تصريحات صادرة من قيادات إيرانية، أسفرت عن حقيقة نواياهم، وأبانت مخططاتهم الخبيثة، وهذه ليست المرة الأولى التي تصدق فيها رؤية حزب النور.

كما أن علي يونسي، مستشار رئيس الجمهورية ا?يراني، قال: "إن إيران أصبحت ا?ن إمبراطورية كما كانت في السابق، وعاصمتها بغداد، (في السابق يعني الإمبراطورية الفارسية)". وعلي و?ياتي، مستشار مرشد إيران، تحدث عن سيطرة إيران على أربعة عواصم عربية وبَشَّر بالمزيد.

ثم نرى ا?علام ا?ن يحرث ا?رض ويمهدها ?ستقبال جحافل الشيعة؛ وذلك بالطعن في الصحابة، والتشكيك في كتب السُنَّة، ونشر الفتن، ونرى هذا ا?علامي الـمُتشيِّع يُهاجِم ا?زهر ومشيخته، خاصةً بعد استنكار ا?زهر للمذابح التي يرتكبها الشيعة في حق أهل السنة بالعراق.

واتضح ذلك تمامًا بعد حذف أمريكا لإيران وحزب الله من قوائم الإرهاب.

· ما موقف الحزب من حكم المحكمة الدستورية العليا بوقف إجراءات الانتخابات البرلمانية؟

أصبحنا الآن أمام أمَرّ واقع، وعلى الحكومة أن تُعَجِّل بتصحيح أخطاء القانون الحالي؛ بحيث تتم الانتخابات في أسرع وقت ممكن، ولا بد من الحوار الوطني، والحزب حريص على استكمال المؤسسات لاستقرار الدولة ودوران عجلة الإنتاج والتنمية، ونحن نطالب بإجراء حوار وطني حقيقي؛ كي تُبدِ كل الأحزاب والقوى السياسية رأيها، ويتم الأخذ بهذه الآراء؛ بحيث يخرج القانون خالٍ من المآخذ القانونية، ويُحقِّق العدل، ويتجنب المآخذ السياسية. وتصريح المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بأنه سيوجه الدعوة لرؤساء الأحزاب لمناقشة قانون الانتخابات أمر جيِّد.

· ما موقف الحزب من بعض المتطاولين الطاعنين في ثوابت الدين، ومحاولاتهم النيل من الرموز الإسلامية؟

عندما يرى الشباب وسائل الإعلام تُهاجم الإسلام بهذا الشكل وبطريقة غير مسبوقة، وتطعن في الثوابت؛ فسيوجد لخطابات قيادات التَّطَرُّف صدى عندهم؛ ومِن ثَمَّ ينقاد الشباب لمثل هذا الكلام ويتَّجِه للتَّطرُّف، وأنا أعتقد أن هذه البرامج وطعنها في الثوابت لا تقل خطورة عن التنظيمات المتطرفة؛ لذلك نقول إن الأزهر لا بد أن يكون له دور، ولا بد أن يكون للمجتمع بأكمله دور بمقاطعته لمثل تلك البرامج، كذلك ينبغي تحصين الشباب ضد هذه الشبهات فكريًّا، ولابد أن تكون هناك وقفة حازمة ضد هؤلاء الطاعنين المشككين في عقيدة الأمة وهويتها، فإن هذا الذي يحدث منافٍ للدستور؛ لأن الدستور ينص على أن الإسلام دين الدولة، ومرجعيتها الشريعة الإسلامية، وهذا ما صوَّت عليه الشعب المصري ووافق عليه، وازدراء الدين وثوابته يتناقض مع ما نص عليه الدستور.

· هل هناك مقترحات للتصدي لهؤلاء الطاعنين المشككين في الثوابت؟

نرى أن التحرُّك لا بد أن يكون في عدة اتجاهات، ونُطالب كل الجهات المعنيَّة بالقيام بدورها في هذا الجانب، كما نُطالِب القيادة السياسية بالحفاظ على هوية الشعب والتصدي لهؤلاء الطاعنين، والحفاظ على وحدة النسيج المصري؛ لأن مثل هذه القنوات والبرامج تبث الفتنة والفرقة بين أطياف الشعب، وعلى كل جهة أن تضطلع بمسئولياتها، ولابد أن يكون للأزهر الشريف دور مباشر، ونحن كحزب النور دورنا التنبيه على خطورة هذا المسلك، وربما نلجأ للطرق القانونية لمنع مثل هذا العبث.

· هل يوجد تعاون وتواصل مع مؤسسة الأزهر?

نحن على تواصل مع مؤسسة الأزهر وشيخها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ونقوم بزيارت متكررة، ونتواصل مع الأزهر بشكل مستمر؛ لاستشعارنا دوره الكبير في الحفاظ على سنية ووسطية الشعب، كما أننا نعتبره صمام الأمان للمصريين، والقلب النابض لدى العالم الإسلامي كله، بل إنه يحظى بثقة كبيرة في نفوس كثير من المصريين وغير المصريين، كما يُمَثِّل قوة ناعمة لدى العالم الخارجي، ويلعب دورًا كبيرًا في تحسين العلاقات مع مصر؛ لأن دور الأزهر غير قاصر على مصر فقط، بل يمتد دوره في العالم الإسلامي والعالم أجمع، وقوة الدولة من قوة مؤسساتها.
وهناك هجمة شرسة تُشَن عليه الآن، وأعتقد أن هذا ضمن مؤامرة كبيرة تهدف إلى إضعافه؛ حتى لا يكون له موقف قوي في القضايا التي تُطرَح عليه فيما تتعرَّض له الأمة الإسلامية من مخاطر؛ ونحن على استعداد للتعاون في كل ما يخص الوطن والشعب المصري والمسلمين.

· ما رأيك فيما يخص حذف وزارة التربية والتعليم لبعض مقررات التاريخ الإسلامي بحجة أنها تحضُّ على العنف?

نعترض وبِشدًة على حذف سيًرة وتاريخ هؤلاء الأبطال، وبهذا المعنى حتى لا نُفاجأ بإلغاء سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته وجهاده، وإلغاء آيات الجهاد من القرآن؛ ونُنَبِّه على خطورة ذلك.
وكما هو معلوم من الحكمة أن بطل أي أمة عدو لعدوها، خاصة إذا كان هذا البطل قائدًا لمعارك ضد أعداء أمته، وهذه مسألة مسخ للهوية ورضوخ لأعدائنا، وهذا مخطط أجنبي يُملى علينا، وللأسف الشديد وزارة التربية والتعليم تُنَفِّذُه، ونحن نعترض على ذلك، ونُطالب بعودة هؤلاء الأبطال مرة أخرى، وعودة كل ما تم حذفه إرضاءً للغرب، وعودة المناهج التعليمية لتربية الشباب على الانتماء لدينه وهويته والارتباط بتاريخه وتراثه.

· ما موقف الحزب من الاتفاقية الموقعة بين مصر وإثيوبيا والسودان بخصوص نهر النيل؟

نُقَدِّر اتجاه الرئيس السيسي لأفريقيا، بصرف النظر عن أزمة سد النهضة، وإعادة مصر إلى أحضان القرن الأفريقى، وهذا الأمر ضروري جدا؛ لأن أفريقيا أهملت إهمالًا كبيرًا في عهد مبارك؛ مما جعلها فريسة ومرتعًا لإسرائيل وإيران والدول التي لها توجُّهات ضد مصر، ومن المؤكَّد أن مصر فقدت دورها تمامًا لدى أفريقيا، وما حدث في أثيوبيا من أهم السلبيات التي نتجت عن بُعد مصر عن أفريقيا، بناءا على موقف شخصي، حيث توترت العلاقات بين مصر وأثيوبيا بعد تعرُّض "مبارك" لمحاولة اغتيال في أديس أبابا، وترك المجال للخبراء الإسرائيليين يعبثون في أثيوبيا، ويُوطِّدُون أماكنهم، ويُثبِّتُون أقدامهم، كما استغلت أثيوبيا انشغال مصر بعد ثورة 25 يناير بالوضع الداخلي، وبدأت في بناء السد، ووضعت مصر في هذا الموقف الصعب.

وبخصوص الوضع الخاص بالاتفاق الـمُوقَّع مُؤخَّرًا، فلا بد أن تكون لدينا معطيات كاملة حتى نستطيع تقييم الموقف، وهذه المعطيات في الحقيقة ليست مُتوفِّرة، لكن الحزب شكَّل لجنة وورشة عمل لدراسة هذا الأمر، وهي كما اتَّضح لنا ليست اتفاقية، ولكنه إعلان مبادئ، ولا شك أن هناك اختلافًا بينهما، وننتظر انتهاء اللجنة من دراستها من كافة الجوانب، وسنخرج للإعلان عن رأينا بشكل واضح.