دراسة التجارب

  • 116

كثيرا ما نتحدث عن النظر في التجارب السابقة و كيفية الاستفادة منها حتى لا نكرر نفس الأخطاء ولكن للأسف نطبق هذا في جانب واحد من جوانب الحياة ولا نحاول أن ننظر في تجارب الغير ودراستها للإستفادة منها بشكل موسع في كافة المجالات.

مصر الآن تمر بمرحلة فارقة مرحلة إعادة تأسيس وبناء من المفترض أن تتم بشكل صحيح ولكي يحدث ذلك فإن على الجميع أن يطور نفسه بشكل يتناسب مع ما نطمح إليه.

لماذا لا نهتم بدراسة تجارب الدول التي حققت نجاحات في ظروف مشابهة لما تمر به مصر في هذه الآونة؟

هل فكر الشباب في النظر في التجربة الماليزية والهندية والبرازيلية وتجربة تركيا والصين لتتكون عندهم رؤية واضحة لما ينبغي أن نتحرك ناحيته؟
بالفعل لقد آن الأوان أن نتوقف عن النقد لمجرد النقد بل أصبح من الواجب على الجميع أن يعمل في إتجاه البحث عن حلول فعالة تسهم في الخروج من هذا النفق.

إن النظر في التجارب التي حققت نقلات نوعية في البلاد التي قامت بها كفيل بأن يخلق حالة من الحراك في الوعي الثقافي لدى الشباب خاصة ولدى القائمين على الأمور بشكل عام، وإلا فكيف نطالب بتحسن الأوضاع في مجالات نحن لا نعرف عن كيفية التطوير فيها أي شئ؟

من المهم اليوم أن يوجه الشباب والمهتمين الجهود لقراءة هذه التجارب واستخلاص الدروس منها في كافة المجالات و تقديم تصورات لحلول المشكلات التي يعاني منها مجتمعنا سواء على الجانب الاقتصادي أو السياسي أو التعليم والبحث العلمي والمحليات وغيرها.

إن دراسة تجارب الدول التي استطاعت أن تنهض بنفسها له دور مهم جدا في صناعة الإيجابية لدى الشباب في هذا الجيل والأجيال القادمة ومسح الصورة القاتمة التي ينظرون بها لمستقبلهم بشكل خاص ومستقبل بلادهم بشكل عام وتحيي أملا فيهم أنه من الممكن أن ننهض إذا بذلنا جهدا ووظفناه بطريقة ملائمة فكما أن العمل مهم والبذل مطلوب يبقى لحسن الإدارة دور لا يمكن إغفاله على المستوى الشخصي أتمنى في الأيام المقبلة أن تقدم دراسات تحليلية ورؤى واضحة لتجربة ماليزيا على الخصوص لأنها أقرب شبها بمصر في مجالات كثيرة وتجربة تركيا وعلى الخصوص في جانب المحليات وتجربة الهند في الاليكترونيات وتجربة البرازيل في الطاقة المتجددة وإعادة التدوير والصين في كيفية الاستفادة من التكنولوجيا المستوردة واستغلال الموارد البشرية وما إلى ذلك.

التحدي أمامنا كبير و نحتاج فيه إلى الاستعانة بالله ثم حسن العمل و الاستفادة بما و صل إليه الآخرون.