أقوى حرب على داعش

  • 125

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا شك أن خطورة الفكر الداعشي كبيرة على المسلمين جميعا، لكن ليست المواجهة العسكرية والأمنية هي الأقوى والأنجح في للقضاء عليه، بل قد تكون المواجهة الأمنية والعسكرية بالنسبة لأصحاب هذا الفكر مكسبا من المكاسب التي يسعون إليها لكسب تعاطف بعض الجهلة من المسلمين الذين لا يدركون خطورة الفكر الداعشي، فيصنعون بها مظلومية كما يفعل غيرهم ويتاجرون بها، وقد يستخدمون بعض الفقراء ومن ليس معهم كدروع يزجون بها في معاركهم.

فلا ينبغي أن نجعل المواجهة العسكرية هي المحور الوحيد في التعامل معهم – وإن كان لا بد منها في بعض الأحوال - ولا تصلح أيضا المواجهة العقيمة من بعض الإعلاميين سيئي السمعة والسلوك والفكر والذين يرقصون على كل الطبول ويسيرون في كل واد ولا يجيدون إلا الصراخ والشعارات وبعضهم بضاعته السب والشتم والتكفير أحيانا.

بل لا بد أن نعي أن أهم مواجهة للقضاء على هذا الفكر المنحرف هي المواجهة الفكرية العلمية المنطقية، ولا بد أن ينتقى لها العلماء والعقلاء الذين يخبرون شبههم ويعلمون حالهم، ولا بد من الحرص على وقاية شبابنا من هذه الأفكار وتحصينهم بتعليمهم أخلاق الإسلام وأحكامه قبل أن يخدعهم أحد باسم الله.

هذا ما فعله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – مع هذه الفئة الباغية إذ ناظرهم هو أولا، ثم لما قتلوا المسلمين وأفسدوا، أرسل إليهم حبر الأمة عبد الله ابن عباس فناقشهم وناظرهم ودحض شبههم فرجع معه منهم أربعة آلاف رجل، وأصر الباقي على عناده وجهله، فقاتلهم علي رضي الله عنه.

فانظر وتأمل،،، بدون أن يرفع المسلمون سيفا ضدهم وبأقل التكاليف أنقذ الله بعلم وحكمة سيدنا عبد الله ابن عباس منهم أربعة آلاف رجل.

فيا أيها الشباب!! تعلموا العلم وعلموه للناس فهو أقوى سلاح ضد هؤلاء الذين يشوهون صورة الإسلام بأفعالهم ويصدون عن سبيل الله.

ونسأل الله أن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن