باعوكِ يا سوريا

  • 157

سوريا وينطقها البعض سورية؛ وهي تعتبر صله الوصل بين آسيا، وأوروبا، وإفريقيا، تتنوع الثروات بها والاستثمارات، فهناك الزراعة، التي تعتبر عنصراً هاماً من عناصر الدخل القومي، فضلاً عن قطاعات الصناعة والتجارة، والخدمات السياحية، وانتشار الآثار والقلاع من ناحية، ومناخ البلاد المعتدل من ناحية ثانية، في تطورها.
باعوكِ يا سوريا، قد يتساءل البعض الآن ما هو الداعي لما ذكرته سابقاً؟!! فغالباً الكل يعلمه، ما الداعي لذكره الآن؟!!

أقولها ثانياً، وسوف تعلمون لقد باعوكِ يا سوريا، نعم عندما يخرج تقرير لمركز " أوكسفورد ريسرتش غروب " البريطاني للأبحاث أن أكثر من 11 ألف طفل قتلوا في النزاع السوري حتي الآن، منهم 128 بأسلحة كيميائية، و 389 برصاص قناصة مختبئة، وأوضح التقرير أن طلقات الأسلحة الحقيقية كانت السبب في مقتل ربع عدد الأطفال الضحايا ، فيما أعدم 764بدون محاكمة، كل هذا ولم يذكر التقرير عدداً لقتلى الرجال والنساء، ومقدار الدمار الشامل للبنية التحتية بشكل كامل يحتاج لسنوات لإعادتها ، وكل هذا خلاف التغيرات في السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتخلي أمريكا عن خيار التدخل العسكري المباشر في سوريا كما كان يصرح من قبل ليلاً ونهاراً أوباما، وتأكد الأمر أيضا بالاتفاق الأخير والأهم والأخطر في هذا الوقت بل في المنطقة بأكملها اتفاق واشنطن وطهران النووي والذي سبقة عدة لقاءات سرية بين البلدين تحدد بعده بيوم واحد موعد انعقاد مؤتمر جنيف أثنين بخصوص سوريا وهذا الاتفاق يعد كما وصفته إسرائيل بالاتفاق المشبوه وأعربت السعودية ودول الخليج عن انزعاجها بسببه، وكل هذا أيضاً في ظل عدم اهتمام المجتمع الدولي والعربي بالقضية بالشكل الصحيح، وما تراه مصر وباقي دول الربيع العربي من عدم استقرار في الحراك السياسي، والأمني، والاقتصادي، بل والضغوط الخارجية عليهم، لذلك أكاد أجزم أن سوريا الآن في معرض خطير وعالمي للبيع، وبأقل الأسعار، وسوف ينعقد هذا المعرض الدولي لها بحلول الثاني والعشرين من يناير القادم، تحت مسمى جنيف اثنين، والذي تشير كل التوقعات مشاركة طهران به بعد الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران، لأنه يعتبر عربون المقدم لبيع سوريا، أو لتركها تغوص في الصراع الطائفي، فهل سيشارك المجتمع الدولي والعربي في هذا المزاد العلني لبيع سوريا ؟!! أم سيمضي صامتاً كما هو حالة الآن؟!! نعم باعوكِ يا سوريا.