تبدأ في الأيام المقبلة المرحلة الحاسمة لتحديد شكل
الدولة وبنائها بشكل شبه متكامل؛ بناءً على اختيار أبناء الوطن لمن يمثلهم في
البرلمان القادم بسلطته التشريعية والرقابية.
ولا يخفى على العاقل أهمية هذا المجلس بالنسبة للتحديات التي تواجه الدولة المصرية
وتسعى في هدمها وزعزعة استقرارها؛ لذلك ينبغي على من يحب وطنه أن يقف مع نفسه وقفة تأمل وتبصر ولا يتعجل وينخدع بأي
مرشح أيًّا كان انتماؤه وتوجهه حتى يعلم ويسأل نفسه:
·
هل انتخابك لهذا الشخص أو لهذا الحزب سيؤدي
إلى الحفاظ على الدولة المصرية وتقدمها أم لا؟
·
هل هذا الشخص أو الحزب يلعب بمشاعر الناس
وعواطفهم بأي وسيلة للوصول إلى هدفه أم لا؟
·
هل هذا الشخص عنده فكر ووعي بالمجتمع المصري
بكل أطيافه وطبقاته أم يعيش منعزلا عن الواقع في برج عاجي ولا يختلط بالناس إلا في
أوقات الانتخابات وبعدها لا يعرفون عنه شيئا؟
·
هل هذا الذي يرشح نفسه له أجندة مستوردة بعيدة
عن هموم وطموحات المواطن المصري أم أن أجندته نابعة من واقع المواطنين الذين
يريدون الحفاظ على هويتهم وحقوقهم ومبادئهم وأخلاقهم؟
·
هل سينتخب من يوظف له ولده أو يرصف له طريقا
أو يأتي له بتأشيرة معينة أو يجلب له ترقية؟ أم سينتخب من يبني له وطنا ويسعى في حل
مشاكل المجتمع بأسره؟
·
هل هذا المرشح أو الحزب له برنامج متكامل
يعالج مشاكل المجتمع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والسياسية
......إلخ، أم أن برنامجه هو مصلحته الشخصية وبهرجة وزينة المنصب بالإضافة إلى
الشعارات؟
· هل هذا المرشح صادق في مشاعره وخطابه حين يتكلم، يعاني ما يعانيه الناس ويحيا ما يحيونه من آلام؟ أم أنه يستخدم زخرف القول للعب بمشاعر الناس؟
أخي الناخب احرص قبل أن تأخذ قرارك على الآتي:
1-لا تتعجل في اختيار الشخص والحزب الذي يمثلك قبل أن تسمع منه وتعلم تاريخه
وحاله.
2-لا تنخدع بما يقوله المرشحون من خطب رنانة وشعارات جوفاء ووعود زائفة؛ حتى
تعلم هل يتكلم بواقعية أم لا؟
3-انظر إلى كفاءة هذا الشخص في تأهله لأداء دوره في البرلمان وصدقه في ذلك
واختر الأنسب والأقدر على ذلك قدر المستطاع.
4-اجعل أول أهدافك الحفاظ على مصرنا الحبيبة واستقرارها وتقدمها وريادتها وتجنب
العصبيات الشخصية.
5-تعلم ثقافة الاختلاف وأدب الحوار ولا تعادي من يختلف معك.
6-احرص على عدم تتبع عورات منافس مرشحك وإياك والافتراء عليه أو تصديق أي
إشاعة تشاع عنه حتى تتبين.
7-أنت لن تختار شخصا معصوما من الخطأ، بمعنى أنك إذا بحثت ستجد قصورا عند كل
المرشحين في جانب من الجوانب ولا شك، فاحرص على اختيار أقلهم قصورا، ولا تكن
سلبيا.
8-لا تبالغ في مدح مرشحك ولا تعقد عليه الآمال حتى إذا خذلك لا تكون الصدمة
كبيرة، بل امدحه فيما تعلمه فيه من خير، وانصحه فيما تراه فيه من قصور، ولا تصنع
منه مغرورا متكبرا.
9-احرص على المشاركة في بناء الدولة قبل الانتخابات باختيار المرشح الأنسب،
وبعد انعقاد المجلس بمساعدة أعضائه بأفكارك وبتعاونك معهم فيما تجيده.
10- غيّر مفهوم السياسة في نفسك ليكون التكامل والتعاون والتناصح بدلا من
الصراع والتنافر والخداع.
هذه بعض النصائح التي أنصح بها نفسي وإخواني
الناخبين في هذه المرحلة، الذي يتعمد فيها البعض تشويه الآخرين، ويسعى فيها بالنميمة
بين الناس وتتبع عوراتهم وخداعهم والكذب عليهم من أجل منصب من المناصب، تاركين
مكارم الأخلاق؛ ظنا منهم أن السياسة تعني اللا أخلاق يقتدون في ذلك بميكابلي وغيره
ممن شوهوا مفهوم السياسة وغيروه، فليس لنا في هؤلاء أسوة.
حفظ الله مصر وأهلها من كل مكروه وسوء.