إبراهيم منير (بين وقت متأخر وعقول لا تفكر)

  • 112

أذهلنى ماقاله: الدكتور إبراهيم منير، عضو مكتب الإرشاد والمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين فى أوروبا:

إن جماعة الإخوان المسلمين أخطأت عندما قررت خوض تجربة الرئاسة وجانبها الصوب في قراءة المشهد السياسي حين طرحت الرئيس محمد مرسي لتولى رئاسة الجمهورية.

وأوضح "منير" أن هذه الرؤية شخصية ولابد أن تؤخذ شهادات الجماعة ككل ليعترفوا بأنهم أخطأوا أم لا؟

وردًا على سؤال أحد مذيعي قناة مصر الآن عن: لماذا قبل محمد مرسي الترشح؟ قال: إن مرسي ومعاونيه يسألون عن ذلك الخطأ.

وليس منير لوحده من قال ذلك فهناك الكثير تحدثوا قبله، ومنهم نجل القيادي الإخواني حذيفة حمزة زوبع الذى كتب مقالًا بعنوان "حلوها يرحمكم الله" في إشارة واضحة لعدم رضاه على سياسة الجماعة.

بينما قال فى وقت سابق الإعلامي أحمد منصور. المحسوب على "الإخوان"، إن الجماعة أخطأت حين سمحت لقيادات غير مؤهلة بتولي إدارة البلاد، وأخطأت حين أقصت الآخرين عن المشهد، ولم يدركوا أن الثورة خيار الشعب وليست خيارهم وحدهم.

وأضاف منصور أن قيادات جماعة الإخوان الحاليين، أخطأوا حينما لم يكونوا ثوريين في أدائهم بعد ثورة جاءت بهم، مضيفًا: "هذه الأخطاء أدت وغيرها إلى وصول مصر إلى ما وصلت إليه". وتابع: "المحاسبة الداخلية بدأت داخل صفوف الإخوان، وهناك قرارًا بالتخلص من القيادات المترهلة وغير المؤهلة التي تسببت في الكارثة".

وقال الدكتور/ طارق السويدان (الإخواني الكويتى): أن القنوات الإسلامية أسهمت فى إسقاط الرئيس مرسى سواء عن عمد أو عن غيرعمد، وكان خطابهاً منفراً لكثير من أطياف الشعب المصرى وحتى الخطاب الذى كان على منصة رابعة كان فاشلاً بل كان مدمراً، وكنا نغلى عندما نسمع خطاب ليس له أى توجيه وكل واحد يقول ما يريد.

وقال الشيخ/ محمد الصغير لجريدة الشرق القطرية: (لابد من الحل السياسي للأزمة).

وقال المهندس عاصم عبد الماجد على قناة الجزيرة من قطر:

- نصحنا الدكتور مرسي بعمل إنتخابات رئاسية مبكرة قبل الإنقلاب.

- لوعاد مرسى للحكم مرة أخرى لطالبته بالدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة.

- ولطالبته بعدم الترشح مرة أخرى ...!!

وهذا ماكنا ولازلنا نقوله فخونتمونا وكفرتمونا ووصفتمونا بأقذع الأوصاف، دون التوقف قليلاً والنظر فيما نقول وهو الذى تقولونه اليوم بل ويقوله قادتكم , فقد قلنا سابقاً:

إن هناك قواعد شرعية لابد من إنزالها على الواقع :

كـــ: (درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة - القدرة والعجز- الضرر يزال - أعلى المصلحتين وأدنى المفسدتين - يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام)

وقد قال شيخ الأسلام :- يجب دفع ما يندفع به أعظم الضررين بالتزام أدناهما.
وقال الدكتور عبد الكريم زيدان معقبا على قصة خرق الخضر للسفينة: وفى خرق السفينة من قبل الخضر دليل على العمل بالمصلحة الراجحة وإن استلزمت مفسدة مرجوحة، وأنه إذا تعارضت مفسدتان وجب إرتكاب أخفهما لدفع أشدهما.

فخونتمنا فقلنا لكم وهل كان ابن عباس خائناً ؟!!

لما عزم الحسين رضى الله عنه الخروج إلى العراق لقتال يزيد بن معاوية جاءه عبدلله بن عباس رضى الله عنه قائلا له: يابن عم أنى أتصبر ولا أصبر، أنى اتخوف عليك فى هذا الوجه الهلاك والاستئصال، إن أهل العراق أهل غدر فلا تقربنهم، فإن أبيت إلا أن تخرج فسر إلى اليمن فإن بها حصونا وشعابا ولأبيك بها شيعة، فتكتب إلى الناس وترسل وتبث دعاتك فإنى أرجو أن يأتيك عند ذلك الذى تحب فى عافية.

فقال الحسين رضى الله عنه: يا بن عم إنى والله لأعلم أنك ناصح مشفق ولكنى أزمعت على المسير.

فقال له ابن عباس رضى الله عنه: فإن كنت سائرا فلا تسر بنسائك وصبيتك فوالله إنى أخاف أن تقتل كما قتل عثمان ونساؤه وولده ينظرون إليه.

وهل كان خالد بن الوليد جباناً؟!!

لما رآي أن جيش الروم تجاوز عشرات الألوف فى مقابل ثلاثة الآف من المسلمين آثر الأنسحاب لأن القوة غير متكافئة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم فتحا؛ كما أخرج البخارى عن أنس رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "أخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذ جعفر فاصيب ثم أخذ ابن رواحة فاصيب – وعيناه تذرفان – حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم"

وهل كان سيد قطب مخطئاً حينما قال:

إن أشد الناس حماسة واندفاعا وتهوراً هم أشد الناس جزعا وأنهيارا وهزيمة عندما يجد الجد وتقع الواقعة، بل إن هذه قد تكون القاعدة، ذلك إن الإندفاع والتهور والحماسة الفائقة غالبا ما تكون منبعثة من عدم التقدير لحقيقة التكاليف، لا عن شجاعة واحتمال وإصرار، كما أنها قد تكون منبعثة عن قلة الاحتمال. قلة احتمال الضيق والأذى والهزيمة فتدفعهم قلة الإحتمال إلى طلب الحركة والدفع والإنتصار بأي شكل دون تقدير لتكاليف الحركة والدفع والإنتصار حتى إذا ووجهوا بهذه التكاليف كانت أثقل عليهم مما قدروا وأشق مما تصوروا فكانوا أول الصف جزعا ونكولا وأنهيارا، على حين يثبت أولئك الذين يمسكون أنفسهم ويحتملون الضيق والأذى بعض الوقت ويعدون للأمر عدتهم ويعرفون حقيقة تكاليف الحركة ومدى احتمال النفوس لهذه التكاليف فيصبرون ويتمهلون ويعدون للأمر عدته. والمتهورون والمندفعون المتحمسون يحسبونهم إذ ذاك ضعافا ولا يعجبهم تمهلهم ووزنهم للأمور وفى المعركة يتبين أى الفريقين أكثر احتمالا، وأي الفريقين أبعُد نظرا كذلك( انتهى).

وقلنا نريد خطوة للوراء تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم :

فالنبي صلى الله عليه وسلم عاد خطوة للوراء واختبأ فى دار الأرقم يدعو لدينه سرا.
والنبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالهجرة إلى الحبشة خوفا من بطش قريش.
والنبي صلى الله عليه وسلم ذهب يدعوا خارج مكة بأسرها لما أغلقت فى وجهه.
والنبي صلى الله عليه وسلم هاجر مختبئأ مطاردا للحفاظ على عقيدته ودعوته.
والنبي صلى الله عليه وسلم سمى جيش خالد الذي ترك ساحة مؤتة لقلة العدة والعتاد والرجال كرارا وليسو فرارا.
والنبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعطى غطفان ثلث ثمار المدينة صلحا يوم الخندق للعودة عن قتاله.
والنبي صلى الله عليه وسلم أوذي في نفسه وماله وعرضه ومع ذلك أبى أن يقتل من أساء إليه.
والنبي صلى الله عليه وسلم تألم لقتل حمزة وتوعد أن يقتل به سبعون رجلا ثم صبر ورضي بحكم الله.
والنبي صلى الله عليه وسلم عقد صلح الحديبية وأعظم ما فيه هو عدم قبول من أسلم من الكفار ورده إليهم.
والأحداث كثيرة والذي يتأمل هذه المواقف يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم تراجع فيها كلها خطوة للوراء.
ليس لأنه جبان أو خائن أوعميل أو مستسلم أوتابع (حاشاه ذلك كله) ولكن الحفاظ على الدين والدولة والناس.

قلنا ذلك لإفشال المخططات التي تحاك بدولتنا الحبيبة مصر وأسمع لما قيل من أفواه من يريد ذلك:

قال ريتشارد هاس (رئيس مجلس العلاقات الخارجية الامريكية): إن الغرب وأمريكا يعملون على:

- قيام حروب سياسية دينية (كما عبر ) يتورط فيها قوات وميلشيات وحكومات محلية وأجنبية.
- أن أمريكا بقيادة أوباما هى التى صنعت حيزاً من الفراغ فى العراق وسوريا أمتلأ بالجهاديين مثل (داعش).
- أدى هذا الأمر إلى التقسيم وبدأ بالعراق ولذلك تحلل الشرق الأوسط القديم ويبقى السؤال عما سيحل محله (وهو معروف بالشرق الأوسط الجديد )
حروب دينية وطائفية وحزبية يتورط فيها الجيش والشرطة والأسلاميون وغيرهم مما يؤدى إلى فراغ يمتلئ بجماعات التكفير والقتل والتفجير يكون نتائجه تفكك الدولة وتقسيمها ليكتمل المخطط.

وقلنا أن الحل ذكره الدكتور العسعس حين تساءل:

من الذى أفشل التغيير والنهضة فى العالم الإسلامى؟ البيئة أم المؤسسة الحاكمة؟
نحن أم الحكام؟ المصلحون أم الأستعمار؟
أننا نستبطن فى دواخلنا كل أمراض الإنسان الذى ورثناه من عصور قديمة.

ثم يقول : إن إصلاح الأمم بعد فسادها بالظلم والأستبداد، إنما يكون بإنشاء جيل جديد يجمع بين معرفة الشريعة والفضائل والعمل بها. وقد كان يقوم بهذا فى العصور السالفة الأنبياء، وإنما يقوم بها بعد ختم النبوة ورثة الأنبياء، الجامعون بين العلم بسنن الله فى الأجتماع، وبين البصيرة والصدق والإخلاص فى حب الإصلاح، وإيثاره على جميع الشهوات ,,,

وهنا يجب على الجميع أن ترفع القبعة للدعوة السلفية وحزب النور أحتراماً وإجلالاً لرؤيتهما الثاقبة للأحداث والتى يعود إليها الجميع الآن ولكن بعد أن منيت البلاد بخسائر فادحة فى الأنفس والأموال والمقدرات.

فهل أخطأنا لما خُيرنا بين واقعا لن يستطيع أحد أن يغيره وبين أن تكون حربا أهلية تأكل الأخضر واليابس؟!!
وهل لازلنا خونه وعملاء ومنافقون وكفار ....وووووو؟!!
هل من مجيب ؟!
والله من وراء القصد،،