مصر ومخطط الصوملة

  • 107
أرشيفية - الصومال

ظلنا نتحدث مراراً خوفا من سيناريو العراق أو سوريا أو اليمن أو ليبيا وكانوا يسخرون منا

حتى صارت هذه الكلمات تقال على سبيل الفكاهة من بعض عديمى الشعور بالمسئولية وبالخطر المحدق بالبلاد على جميع المستويات

واليوم أقولها وبصوت عال نخشي من صوملة مصر (جعلها صومال أخرى)

نعم أقولها وانا أحذر الجميع من النغمة الجديدة التى صارت تتردد وهى دعوة الناس لعدم الذهاب إلى الجيش المصرى والامتناع عن تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية وأن كل من يصرف من أموال من الجيش هى أموال محرمة شرعاً (كما يقولون)

وهذا من أبطل الباطل ويقال من أناس لا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية حتى لو أدى ذلك إلى تفكيك الجيش المصرى وهذا ما يعمل عليه الأعداء فى الداخل والخارج من أصحاب الأجندات الخارجية المدعومة بالمال والرجال

ولكن ربما يثور سؤال لماذا الصومال تحديداً ؟

أقول أن الصومال من الدول التى احتلت من كثير من الدول الغربية كبريطانيا وفرنسا وأيطاليا ودول أفريقية كأثيوبيا وكينيا وأخير أمريكا

فبعد سقوط الطاغية زياد برى عام 1991م بدأ الغرب فى لعبته القذره وهو ما فعله بالعراق وليبيا واليمن وهو تفكيك الجيش (القوات المسلحة) وتسريحه بالقوة أحياناً وبالمؤامرات أحياناً كثيرة

وعندما ينفذ مخططه حينها يذكى أمراء الحرب ويغدق عليهم بالأموال وبكل وسائل الإغراء المتاحة والمباحة والممنوعة لتحقيق أهدافه وهذا ما حدث فى الصومال

بتفكيك الجيش وظهور أمراء الحرب وتذكية القتال على أسس طائفية أو مذهبية أو قبلية أو سياسية للسيطرة على الأمور كما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية أئنذاك كوندا ليزا رايس (الفوضى الخلاقة) وتعنى بالخلاقة التى تخلق لهم ولكل القوى الاستعمارية السيطرة على مقدرات البلاد والعباد فى مشارق الأرض

وكان لهم ما أرادوا فقد تقسم الصومال إلى :
- جمهورية الصومال وفيها تتناحر كافة الجماعات والأحزاب والعرقيات إلى الآن
- جمهورية أرض الصومال وتسيطر عليها أمريكا وأسرائيل بشكل كامل ..!!!
- أقليم بلاد بونت ويقع تحت السيطرة الأمريكية والأثيوبية بشكل كامل ...!!!
- إقليم الصومال الغربى (الأوجادين) والمنافسة قويه للاستحواذ عليه من قبل أمريكا والصين لما يحتويه من ثروات طبيعية كالغاز واليورانيوم ...!!!
- أقليم الجنوب الغربى الصومالى ويقع تحت السيطرة الكينية احتلالاً منذ عقود ....!!!

قال أمير سعيد فى كتابه (الصومال مفرادت الأزمة) :
"أن الدول الأستعمارية تعمد إلى تجزئة الدول التى تستعمرها على نحو يعاكس الدين والتاريخ واللغة والقومية مما يولد حزمة من الأسباب المؤدية لتفجر الصراعات لتداخل الصول العرقية والصراعات بين الإرادات الدينية والسياسية ومشاكل الحدود معززة بوقود لا ينضب من الأحقاد والظلم",,

وعندما فشلت مخططاتهم فى مصر بصناعة الحرب الأهلية بين أطياف الشعب وتدمير مؤسسات الدولة المصرية صارت تلعب على وتر الجيش ووجدت من يساندها سواء بقصد أو من غير قصد

ولكنه المخطط الأكيد لصوملة مصر ونحن على يقين بالله تعالى أنه سيفشل وسيندم كل من ينادى بذلك

فجيش مصر هو شعبها وشعب مصر هو جيشها

وأخيراً عندما نتحدث عن الجيش لا نتحدث عن أشخاص بعينها وإنما نتحدث عن الجيش المصرى الكتلة الصلبة أما الأفراد فيجيئون ويذهبون ويبقى الجيش محفوظاً بإذن الله تعالى

والله من وراء القصد ,,,,