تونس ومصر.. نهضة ونهضة!!

  • 118
الغنوشي وبديع

إن الذى ينظر لما حدث فى تونس بنظرة سياسية ثاقبة لابد أن يرفع القبعة لحركة النهضة (إخوان)؛ لأنها لما رأت المشهد يكتمل على غير غايتها، ورأت الموج يتتابع على غير وجهتها؛ تأخرت للوراء خطوات وآثرت أن تكون فى الصف الثانى برلمانيا، وانسحبت من المشهد الرئاسي بالكلية.

وهذه تجربة لابد لكل من ينتهج نهج حركة النهضة أن يدرسها ويتوقف عندها كثيرا، ولابد أن تدون فى تاريخ هذه الحركات؛ ولذلك يجب على كل التونسيين أن يقدموا الشكر لحركة النهضة الواعية المدركة للمشهد ولما يدور حولها؛ فقد تركت الساحة إلى حين، وصارت الآن تشاهد ماذا سيصنع خليفتها، والحكم فى ذلك للشعب التونسي الذى لن يرضي بغير الحرية، وأول مقدماتها هو إعلان الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقى تأسيس حركة شعب المواطنين للحفاظ على الثورة ومكتسباتها، وعدم العودة للوراء بتاتا؛ وهذا لم يكن ليوجد على الأرض إلا بالتعامل الحكيم لحركة النهضة مع أرض الواقع، وإن كنا نأسف لما حدث فى مصر من تعامل جماعة الإخوان مع المشهد على أرض الواقع!

مع أنها تحمل نفس الفكر والتوجهات، بل كانت تتبنى النهضة مشروعا سياسيا وتنمويا، لكن للأسف وأقول ذلك والقلب ينزف حزنا والعيون تذرف دمعا لأننا ويعلم الله تعالى كم كنا نتمنى أن ينجحوا ويجمعوا شتات المصريين.

ويحافظوا على مكتسبات الثورة المصرية كما فعلت حركة النهضة فى تونس، لكن للأسف هناك فارق بين مصر وتونس، وهناك فرق بين حركة النهضة ونهضة إخوان مصر!