• الرئيسية
  • الأخبار
  • صناعة السكر في مهب الريح ... "خبراء": القصب دورته بطيئة في الأرض ويجب التوسع في زراعة البنجر

صناعة السكر في مهب الريح ... "خبراء": القصب دورته بطيئة في الأرض ويجب التوسع في زراعة البنجر

  • 558
صورة أرشيفية

مصر الأعلى استهلاكًا للسكر في العالم.. تستهلك 3ملايين طن .. وتنتج مليوني طن.. وتسد العجز بالمستور

يعتبر السكر أهم السلع الغذائية، لا يخلو منزل منه لأنه العامل الأساسي لكثير من الأطعمة والمشروبات، ويعتمد في صناعته على زراعة القصب والبنجر.

يصنع السكر في مصر في ثمانية مصانع، إلا أنه يواجه العديد من المشاكل كارتفاع تكاليف الإنتاج، وعدم كفاية الإنتاج المحلي للاستهلاك؛ مما يتسبب في لجوء الدولة إلى الاعتماد على السكر المستورد لتوفير العجز في الإنتاج رغم من ارتفاع سعر السكر المحلي.
"الفتح" التقت بعدد من الخبراء والمختصين للوقوف علي أسباب ارتفاع سعر السكر ومشاكل إنتاجه، وعرض الحلول المطروحة لاحتواء هذه المشكلة، وإمكانية تحقيق مصر للاكتفاء الذاتي من السكر.

يقول الدكتور عبد الوهاب علام رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة، مصر تنتج نحو مليون طن سكر من القصب، ونحو 1.1 مليون طن سكر من البنجر، ونحو 150ألف طن من المحليات السائلة، بينما يتراوح الاستهلاك المحلي ما بين" 3 إلي 3.3 "مليون طن سنويا؛ وهذا يعني وجود فجوة تتراوح ما بين 900 ألف طن إلي مليون طن سكر، التي يتم تغطيتها من الاستيراد من السوق العالمي سنويا؛ مما يحمل ميزان المدفوعات في الدولة أعباء مالية ضخمة، خاصة مع ارتفاع الأسعار العالمية للسكر.

أسباب ارتفاع الأسعار عالميا

وأضاف "علام" أن السبب في ارتفاع أسعار السكر عالميًا يرجع لارتفاع أسعار الطاقة والوقود وتكاليف الشحن والنقل، بالإضافة إلى اتجاه بعض الدول الكبرى في زراعة قصب السكر إلى استخدامه فى إنتاج الوقود الحيوي بدلا من إنتاج السكر.
وأكد أن السوق المصري يتأثر بارتفاع وهبوط الأسعار في الأسواق العالمية، مشيرًا إلى تعرض أكثر المناطق إنتاجًا لقصب السكر في العالم إلى الجفاف والفيضانات، ولجوء بعضها إلى استخدام قصب السكر في صناعة "الوقود الحيوي" بدلًا من استخدامه في صناعة السكر؛ مما أدى إلى انخفاض الإنتاج خاصة في الهند وشرق آسيا والبرازيل، وهذا أثر على الإنتاج العالمي للسكر، وبالتالي أدى إلى زيادة أسعاره محليًا وعالميا، حتى وصل سعر الطن في مصر إلى 700 دولار.

علاج ارتفاع الأسعار

وحول كيفية اجتياز مصر لهذه الأزمة، يري الخبير الاقتصادي معتز مسعود ضروة استكمال الطاقات القائمة في المصانع الموجودة حاليا والمصانع الجديدة، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى زيادة الإنتاج إلى أكثر من "2" مليون طن سنويًا.

وأضاف "مسعود" أن تحقيق ذلك يستدعي دعم زراعة قصب السكر ودعم الأسمدة والمزراعين، مع توفير المساحات اللازمة للزراعة في الأراضي الجديدة والمستصلحة، وإعلان أسعار مجزية لبنجر السكر للتوسع في زراعته مع التوعية بترشيد استهلاك السكر .

وأكد الخبير الاقتصادي أن معدل استهلاك الفرد في مصر من السكر الأعلى عالميًا؛ حيث يبلغ معدل الاستهلاك العالمي نحو" 21 كجم للفرد في السنة"، في حين يبلغ معدل استهلاك الفرد في مصر "34كجم سنويا".

وأشار معتز مسعود إلي أن هذا يعني أننا نحتاج لإقامة مصنع بطاقة 150 ألف طن سكر كل ثلاث سنوات، مع العلم أن إقامة مصنع واحد يكلف الدولة حوالي مليار جنيه؛ وهذا يصعب تحقيقه حاليًا بسبب المشاكل المائية في مصر، ومحدودية المياه والأراضي والاستثمارات؛ لذا فالحل الأمثل هو ترشيد الاستهلاك حتى نوفر 400 ألف طن (أي ثلث ما نستورده من السكر).
مشاكل الشركات

من جانبه، قال المهندس محمد عبد المنعم أمين عام مجلس المحاصيل السكرية، شركات السكر تواجه صعوبة في بيع المنتج المحلي من السكر منذ 2008 بسبب السكر المستورد؛ مما أدى إلى عجز هذه الشركات عن سداد مستحقات مزارعي القصب، الأمر الذي اضطرها لبيع إنتاجها بأسعار منخفضة لسداد ديونها للمزارعين والفلاحين.
دعم الفلاح

وقال محسن الفوال عضو هئية بحوث المحاصيل الزراعية، إن من أكبر مشاكل صناعات السكر في مصر أن الدولة تدعم المستهلك وتهمل المنتج، مشيرًا إلى ضرورة دعم الفلاح ورفع سعر الطن لتشجيع الفلاح على زراعة "القصب والبنجر"؛ وهذا سيجنب الدولة استيراد كميات كبيرة من السكر بالعملة الصعبة خاصة بعد ارتفاع السعر العالمي للسكر، مع خفض أسعار الأسمدة.

ومن جانبه، أكد منصور يحيي عضو شعبة المواد الغذائية بالغرف التجارية بالقاهرة، أن هذه الأزمة جاءت نتيجة لظروف طارئة أثرت علي العرض والطلب، وأن التجار هم الأكثر تأثراً بارتفاع أسعار السلع بسبب المنافسة الشديدة في السوق؛ لذلك أصبح التجار أول من يبادر بالبحث عن حلول لمواجهة أزمة ارتفاع سعر السكر أو أي سلعة أخري لأنه وسيط بين المنتج والمستورد والمستهلك.
وناشد الحكومة بسرعة التوجه لزيادة المعروض من المنتج للحد من ارتفاع سعره حتي نتجاوز هذه الفترة.

تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر "ممكن"!
وأكد "يحيى" أن حجم إنتاج السكر في مصر حاليا 2.25 مليون طن منها مليون طن سكر قصب، و1.1 مليون طن سكر بنجر، و150 ألف طن سكر محليات سائلة ليصل الإجمالي إلي 2.25 مليون طن، وحجم الاستهلاك في مصر يقدر بـ3 ملايين طن سنوياً، والفجوة بين الإنتاج والاستهلاك تصل إلي 750 ألف طن سكر، وزيادة الاستهلاك سنويا تقدر بـ50 ألف طن سكر نظراً لزيادة عدد السكان؛ ويمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي للسكر في مصر خلال "5" سنوات عن طريق التوسع في زراعة قصب السكر والبنجر وزيادة أسعار الطن لتشجيع الفلاحين والمزارعين على التوسع في الزراعة.