• الرئيسية
  • "المركزي للمحاسبات".. "عزبة" الموظفين الكبار.. ولا صوت لـ"جنينة"

"المركزي للمحاسبات".. "عزبة" الموظفين الكبار.. ولا صوت لـ"جنينة"

  • 107
هشام جنينه رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات

الموظفون الكبار: شباب الجهاز أخذوا مكان أولادنا.. ولولا "الملط" لعملوا بمحلات الملابس!!
شباب الموظفين: نتعرض لاضطهاد ممنهج.. وإساءات شخصية مباشرة
خريجو "تجارة": كبار الموظفين يؤكدون أحقية أبنائهم في "كراسي الآباء"

اعتدنا طيلة حياتنا أن نتبع المثل العملي الذي يقول: "جيل يسلم جيلًا"، لكن اليوم في مصر أسمعنا الموظفون الكبار بالجهاز المركزي للمحاسبات - أعلى سلطة رقابية في البلاد - مثلًا آخر هو: "والد يسلم ولدًا"!!

قناعات كونها موظفو الجهاز القدامى عن أحقية الشباب في العمل بالجهاز، وحين داروا بعقولهم وسبحوا في فلك أفكارهم، وجدوا أن أحق الناس بذلك هم أبناؤهم، ولم لا فقد أمضى آباؤهم الأعوام الطوال يدفئون الكراسي في الجهاز ليحتلها الأبناء بعد عمر طويل، وبغض النظر عن التفوق العلمي والدراسي، سعى هؤلاء الموظفون لتمكين أبنائهم بأي شكل ووسيلة، المهم "الواد يشتغل".

يعقد الجهاز المركزي للمحاسبات مسابقة للتعيين كل أربعة أعوام لخريجي كلية التجارة لاختيار ما يقارب الـ1000 عضو منهم للعمل بالجهاز، وفي عهد المستشار جودت الملط الرئيس السابق للجهاز، صدر قرار بعدم تعيين أي عضو جديد بالجهاز تقل النسبة المئوية التراكمية لمجموعه بكلية التجارة عن 80%، أي الحد الأدنى لتقدير "جيد جدًا" بالكلية، واستمر العمل بهذا النظام طيلة المدة منذ 2010 حتى وقتنا الحالي، كما صدر إلى جانب ذلك القرار؛ قرارًا بعدم منح أبناء العاملين بالجهاز أية ميزات إضافية.

عقدت آخر مسابقة بالجهاز عام 2010 عين فيها أوائل كلية التجارة أصحاب تقديرات جيد جدًا وامتياز، دفعات 2006،2007،2008،2009، ومن المفترض أن يتم الإعلان عن مسابقة في وقتنا الحالي لدفعات 2011، 2012،2013،2010، وفي معرض انتظار شباب الدفعات المذكورة لصدور المسابقة فوجئوا بتسريبات من زملائهم الذين تم تعيينهم بالجهاز في المسابقة الماضية أن الترتيبات تجري داخل الجهاز على قدم وساق لتهيئة الأجواء والظروف لأبناء العاملين حتى يتم تعيينهم بالجهاز؛ عن طريق الالتفاف على قرار المستشار جودت الملط السابق ذكره، وخفض التقدير المطلوب إلى "جيد" ليتيح الفرصة الأكبر لأبناء العاملين للعمل بالجهاز، إضافة إلى اعتماد الاختيار على ما أسماه أعضاء الجهاز الكبار بـ"السمات الشخصية" دون النظر إلى التفوق العلمي، كما أنهم أضافوا أن الاختيار سيتم بعد عقد اختبار تحريري للمتقدمين ليتم تصفيتهم؛ مما يمثل صورة من أكبر صور التواطؤ مع الأبناء الذين خاضوا عشرات الامتحانات داخل الكلية ولم يفلحوا بالحصول على تقديرات مرتفعة بالكلية، ليأتي امتحان واحد فقط وضعه "زملاء بابا" لـ"يخلص الموضوع"!!

وإزاء تلك الاستعدادات الكبيرة والترتيبات السابق الإشارة إليها، بدأ الشباب المعنيين بالأمر من آخر "4" دفعات بكلية التجارة السعي وراء صحة تلك المعلومات من عدمه، فأرسلوا العديد من الخطابات لمكتب رئيس الجهاز، وأوفدوا ثلاثة أفراد منهم إلى الجهاز لمقابلة رئيس الجهاز- تبعًا لنصيحة زملاء المسابقة الماضية – إلا أن ما حدث معهم كان غاية في العجب!

يقول أحد الشباب الذي رفض ذكر اسمه بالطبع: بداية أنشأنا "جروب" على "فيس بوك" للتواصل وتجميع أكبر عدد من الشباب الحاصلين على التقديرات العليا بكلية التجارة والمعنيين بالمسابقة القادمة، كما أضفنا بعض الشباب المعينين في الدفعة السابقة، وبعض الموظفين الكبار بالجهاز، وتابعنا أنباء المسابقة القادمة، وفي أثناء متابعتنا، كتب أحد الموظفين الموجود معنا في المجموعة منشورا مفاده "أن قرار المستشار جودت الملط سيلغى، وأن التعيين سينزل إلى التقدير "جيد"، وأن الاختيار سيكون باختبار تحريري ومقابلة شخصية مع المتقدمين دون النظر إلى تقدير الكلية، إضافة إلى ذلك سيعقد الجهاز دورات تدريبية لأبناء العاملين بالجهاز بجامعة عين شمس لتدريبهم على اجتياز الاختبار والمقابلة الشخصية"؛ وعليه وجهنا خطابا موحدا يعبر عنا كأوائل دفعاتنا للسيد المستشار رئيس الجهاز هشام جنينة، طلبنا منه عدم تغيير شروط المسابقة، وبأن يكون الحد الأدنى لتقدير التعيين جيد جدا بنسبة 80% عما كانت عليه مسابقة 2010، وعدم وضع مزايا لأبناء العاملين بدوره تأهيليه لأن ذلك ضد مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص؛ وذلك حرصا على عدم تدخل الواسطة والمجاملة والمحسوبية في التعيينات، نظرا لعلمنا بوجود عدد كبير من أبناء العاملين الحاصلين على تقدير عام جيد، كما طلبنا تحديد موعد لمقابلة رئيس الجهاز لشرح الأمر وعرضه عليه، إلا أنه بعد إرسال عدد كبير من الطلبات بالبريد وبالفاكس، وعلى موقع الجهاز لم يتم الرد علينا طوال ثلاثة أشهر، وخلال تلك الفترة جرت عدة حوارات بيننا وبين عدد من المديرين العموم بالجهاز على المنتديات والمجموعات الخاصة بالجهاز على مواقع التواصل الاجتماعي؛ لنرى العجب! فقد دافعوا عما انتهى إليه إجماع حضراتهم، وعارضوا مطالبنا بشدة وبرروا ذلك ببعض التبريرات غير المنطقية والعجيبة: وهى أن الحاصلين على تقدير عام جيد فى جامعة عين شمس وجامعة القاهرة يعادل الحاصلين على جيد جدا بأي جامعة أخرى - وكأن الجامعات الأخرى تقع في دولة غير الدولة، كذلك عارضوا حجتنا بأننا قد مررنا بمنافسة بيننا وبين الحاصلين على تقديرات جيد فى 50 امتحان على مدار دراستنا وتفوقنا فيها، فردوا بأن هذا غير مقياس، فهل يكون امتحان واحد يعقده الجهاز فقط هو المقياس؟! وأكدوا لنا أن الأمر لا يتعلق بالتقدير ولكن بالسمات الشخصية للمتقدم، كما قالوا يجب أن يكون لأبناء العاملين نصيب سواء بتحديد نسبة لهم في المسابقة أو عن طريق حصولهم على الدورة التأهيلية؛ ولذلك تحركت مجموعة منا لمقابلة رئيس الجهاز وتقديم الطلب وعرض الأمر على سيادته، ولكننا ووجهنا برفض من أمن الجهاز، كذلك تعنت من بعض كبار الموظفين لعدم مقابلته؛ مما ينذر بخطر كبير يتعرض له أعلى سلطة رقابية في البلاد.

لم تقف تعديات موظفي الجهاز الكبار عند محاولات السيطرة على الوظائف وتجهيزها للأبناء فقط، ففي دولة يقال إنها تسعى لتمكين الشباب تجد اضطهاد الشباب بذلك الجهاز الحساس، فلم نر مثلًا أن الجهاز يتجه لتعيين بعض قياداته من الشبان - على غرار ما قام به وزير التموين وآخرون بالحكومة - بل نجد أن الموظفين الكبار يمارسون أشد أنواع التعنت مع شباب موظفي الجهاز.

يقول أحد هؤلاء الشباب المعين في مسابقة 2010: "بعدما تم تعييننا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وبعدما استلمنا بحوالي ثلاثة شهور، وزعونا علي الإدارات، وفي الإدارات كان يتعرض زملاء لنا لتكبر من رؤسائهم عليهم، حيث كانوا يعاملونهم بطريقة سيئة، ولما ناقشوهم في تلك الأمور قالوا لهم: "إنتم جيتوا خدتوا أماكن ولادنا، وإن ولادنا كانوا أحق بكدة"، وطبعا رد عليهم الشباب، وقالوا لهم: "إن أولادكم لو كانوا فلحوا في دراستهم لتم تعيينهم في الجهاز"، مضيفًا: "وفي أيام المظاهرات اللي كنا بنقوم بيها بسبب مواد الجهاز في الدستور، وكنا بننزل عشان نطلب إن الجهاز ميكونش تابع للسلطة التنفيذية، كان بعض الكبار بالجهاز ناقمين علينا يرفضوا السماح لنا بعمل الوقفات، ويقولوا علينا شباب طائش، وإهانات أخرى وفي واحدة فالوقفة، بل إن أحد الموظفات الكبار قالت لزميل لنا: أنتم شوية فلاحين وصعايدة جم وخدوا مكان أولادهم".

وأضاف موظف الجهاز الشاب - الذي رفض ذكر اسمه خوفًا من بطش الكبار- في تصريحاته لـ"الفتح": حل المستشار هشام جنينة كرئيس للجهاز بعد تعيينه من رئيس الجمهورية السابق عام 2012، وبدأت كل الجهود تتضافر بين بعض العاملين بالجهاز والمستفيدين من وجود نظام العائلات بالجهاز والمصالح والتمييزات في الاستمرار علي تقديم الفكرة للمستشار باعتبارها حق للعاملين، ولم يفوتوا اجتماعا بين رئيس الجهاز والوكلاء أو قدامي الأعضاء أو حتي شباب الجهاز من أوائل الخريجين في طرح الفكرة والاستماتة عليها، ومحاولة إقناع رئيس الجهاز بالعمل علي تنفيذها، بل وصل بهم الأمر لإهانة الأعضاء من الشباب المعينين علي دفعتين في 2007 و 2011 خلال فترة المستشار جودت الملط، ووصفهم بأنهم أقل من الوظائف التي يعملون بها، وأنهم يغتصبون حق أبنائهم "بحسب لوصفهم"، وأنهم لم يكونوا يحلمون بالعمل بالجهاز ولولا أن المستشار جودت وضع هذا المعيار لكانوا الآن يعملون بمحلات الملابس!! إلا أن ذلك لم يثبط عزيمة الشباب ممن يؤمنون بأن لكل مجتهد نصيب، وأن صاحب الحق هو الأحق، ويحاربون بشدة التوريث في الجهاز خاصة أنه جهة رقابية عليا؛ مما يقتضي أن يتصف أعضاؤها بالنزاهة والحيادية المطلقة وفقا لما تقضي به لائحة الجهاز.