هل سمعتي عن مشكلة الجنوح عند الأطفال؟

  • 164
العقل والهدوء فى مواجهة المشكلة

هل سمعتم من قبل عن مشكلة الجنوح عند الأطفال؟ يمر الطفل في الفترة من 4-6 سنوات ببعض التغييرات السلوكية الغريبة والتي تحتاج العقل والهدوء لمواجهتها، ولعل من أبرز تلك السلوكيات البسيطة، التي قد تتحول بمرور الوقت إلى مشكلة، هي لجوء الطفل إلى إخفاء أشياء تخص الآخرين ربما حباً في التملك أو رغبة في حرمان الآخرين منها. سواء في البيت أو المدرسة فلا شك أن بعض الأمهات قد لمسن تلك الظاهرة، حين يخرج الطفل من منزل صديقه وقد أخفى لعبة ليست له بين ملابسه، أو حينما تجد أن نقودها في حقيبة أو جيب ابنها، فتفزع الأم لقيام طفلها بذلك السلوك، وفي قمة غضبها الشديد من تصرف ابنها تنهال عليه بالضرب والتوبيخ، والواقع أن الطفل الذي يفعل ذلك يعرف أنه يرتكب خطأ، بدليل أنه يخفيه ويكذب وينكر أنه فعله، واكتشاف سلوك الطفل خطوة هامة في العلاج خاصة إذا اكتشفها الطفل بنفسه، حيث إنه يعرف بذلك خطأه، وبالتالي تصبح هناك فرصة لمراجعة ذلك الخطأ وعلاجه .

غير إنه إذا مرت أكثر من تجربة من هذه النوعية على الطفل دون أن يكتشفها الأهل، فإن هذا السلوك يستمر ولا يجب أن تنسى الأم أن الضرب والسب لن يفيد في هذا المجال، وإنما لابد من التحاور مع الطفل بهدوء، وأن يطلب منه عدم تكرار هذا العمل مرة أخرى، وإن كان في حاجة إلى أي شيء فبإمكانه طلبه، ثم يُطلب منه بعد ذلك أن يعيد الشيء إلى أصحابه ويعتذر عن هذا الخطأ، وكثيراً ما يحدث أن تجد الأم طفلها يمسك قلماً غير قلمه، فلا تعير ذلك أي اهتمام ولا تكلف نفسها عناء الاستفسار عنه من باب أنه شيء تافه، وحين تسأل الطفل قد يجيب بأنه وجده على الأرض في أي مكان، وعندها لا يجب التسليم بصدق هذه المقولة بسهولة، مع ضرورة إفهامه بأهمية إعادة مثل هذا الشيء إلى مكانه مرة أخرى، أو يبحث عن صاحبه، وتشعره بقيمة أن يصبح شخصا أميناً. وأنصح باختبار أمانة الطفل بأن تضعي له مثلاً بعض النقود على المنضدة وتتركيها فترة وتلاحظي ما إذا كانت يده ستمتد إليها أم لا، وعندها قد تكتشف بعض السلوكيات التي تستدعي التدخل السريع لحلها، إلا أن الأم مطالبة أيضاً بأن تراجع سلوكها مع طفلها، وأن تدرك أنها عندما تحرمه من شيء ملّح، أو من أبسط الأشياء، فإنها بذلك قد تدفعه إلى سلوك لا تريده، ومع استمرار الضغط قد يضطر إلى الكذب، والمبالغة في إخفاء تلك السلوكيات، وعليكِ بالهدوء وتمالك الأعصاب، للمرور من هذه المشكلة وحلها، فإن العنف والتوبيخ يثبت السلوك ولا يعدله أو يزيله.