"الكرواسان" ودلالاته لدى الغرب

  • 115
كرواسان

لا ينبغي علينا كمسلمين أن تمر علينا الأحداث التاريخية – حتى وإن كانت صغيرةً في نظرنا- مرور الكرام؛ فالأمم تتربص بنا كل حين، وينتهزون كل فرصة لتكدير صفو عقيدتنا علينا ما استطاعوا، وزرع الحقد في نفوس أبنائهم بشتى السبل.

من هذا المنطلق نأتي على "الكرواسان" الذي نأكله يوميا دون دراية بقصته أو تاريخ نشأته:

الكرواسان بالفرنسية (Croissant ) (تعني: الهلال)، وهو أحد المخبوزات الفرنسية التي تُحشى بـ"الجبن، والشيكولاته، والمربى".. تبدأ قصته منذ عهد الخلافة العثمانية، حينما حاول العثمانيون غزو "فيينا" – النمسا حاليا- ضمن مسيرة فتوحاتهم الإسلامية، لكن "فيينا" الحصينة استعصت عليهم جدا وحاروا في أمرها، وبدأ اليأس يدب في قلوب جند الخلافة آنذاك بعدما حاولوا بشتى الطرق اختراقها ودخولها باستخدام جميع الحيل والأسلحة؛ حتى اهتُدي الفاتحون حينئذ لفكرة بارعة وهي (حفر نفق تحت الأرض) حتى يصلوا إلى وسط المدينة، وبالفعل بدأ الحفر واستمر عدة ليالٍ.

(دائما ما تأتي الريح بما لا تشتهي السفن)؛ فقد حدث ذات ليلة أثناء الحفر ما لم يكن في الحسبان؛ حيث امتد الحفر حتى وصل أسفل إحدى المخابز، ويا للمفاجأة!! كان أحد الخبازين سهران يعد الخبز ليلا حتى يستيقظ أهل المدينة ويجدوا ما يحتاجونه منه، فسمع أصوات طرق منتظمة تأتيه من أسفله.. ارتاب في الأمر.. أنصت.. فكر.. ساورته شكوكه.. ثم هرع إلى ملكه وأخبره الخبر.

حضر الملك ومعه الخبراء وتيقنوا ساعتها أن العثمانيين يحفرون نفقا تحت المدينة ليدخلوها، تناقشوا فيما بينهم حول التصرف الأمثل حيال ما يفعله العثمانيون.. اتفقوا على تركهم حتى ينتهوا مما بدأوه، وينتظرونهم عند فتحة الخندق بكامل عدتهم وعتادهم!! وابتلع العثمانيون الطعم وأتموا الحفر.. لكن فوجئوا بالجند يمطرونهم بكل أنواع الأسلحة؛ وحدثت مقتلة عظيمة بين العثمانيين، وأُسر منهم عدد كبير، وهُزم الجيش العثماني.

بعدما انتهت المعركة احتفل الملك ورعاياه بهذا النصر، وأراد مكافأة الخباز؛ فطلب الخباز من الملك الإذن (بصنع نوع من الخبز على شكل هلال – رمز الدولة العثمانية آنئذ- حتى يتذكروا النصر المبارك كل يوم)!! وافق الملك وصنع الخباز "الكرواسان" الذي نأكله حتى يومنا هذا.

لا نحرم هذا الخبز مطلقا.. لكننا نلقي الضوء على مدى جديتهم في عداوة المسلمين، وتسميم عقول أبنائهم، وزرع الحقد في نفوسهم بكل وسيلة ممكنة.. انظر إلى عُمق الدلالات التاريخية والعقائدية التي يغذون بها أتباعهم!! ثم انظر كيف يتحول الطعام من مجرد غذاءٍ إلى ثقافةٍ وهدفٍ!!.