خليفة عثماني يدخل الحرب بسبب مسرحية!!

  • 120
صورة أرشيفية

لا يستطيع أحد أن يطمس صفحات التاريخ المشرقة للعرب والمسلمين، غير أن بعض الشراذم يحاولون دوما – دون كَلل أو مَلل- تشويه تاريخنا المجيد!!

في عهد السلطان عبد الحميد الثاني - الخليفة العثماني- ألف الكاتب الفرنسي "ماركي دي بوريز" عضو الأكاديمية الفرنسية مسرحية تسيء لنبي الرحمة (محمد صلى الله عليه وسلم) بعنوان (محمد)، وآنذاك صُممت بروفات للسيناريو الذي أعده الكاتب، وبدأت بالفعل تنفيذ تلك البروفات على أرض الواقع استعدادًا للعرض الرئيسي على المسرح الكوميدي "فرانسيز" عام 1890م.. جُسدت في هذه المسرحية شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنها تضمنت بعض المشاهد المسيئة لشخصه الكريم وللإسلام نفسه!!

ولما علم السلطان عبد الحميد بتلك الفاجعة غضب غضبًا شديدًا (لكنه لم يزمجر ويَزْبُد ويَرْبُد ثم سرعان ما تهدأ ثائرته)!! بل ارتدى زيه العسكري مباشرة، وأمر بتعبئة جيشه فورًا، ولم يكتفِ بذلك – رحمه الله- بل أمر جميع حاشيته بارتداء اللباس العسكري، ثم استعدى القنصل الفرنسي؛ فذهب إليه القنصل مسرعًا وهو يتوقع أنها لحظة غضب ستنتهي سريعًا وسيسلمه السلطان (رسالة استنكار) ليوصلها إلى بلاده، وبعدها ستُعرض المسرحية، كأنها (زوبعة فنجان يعود بعدها كل شيء إلى ما كان) .. ويا للمفاجأة!! وجد الجميع يرتدون زيهم العسكري، ولما دخل على السلطان صُعق حيث وجده بثيابه العسكري أيضًا؛ وهنا قال للسطان: (وصلت رسالتك يا سيدي)، وأرسل إلى بلاده رسالة مفادها: (هذه الدولة مستعدة لدخول الحرب من أجل مسرحية .. أوقفوها فورا!!) وبالفعل تم وقفها!!

ولم يكتفِ السلطان عبد الحميد ساعتئذ بحظر عرض هذه المسرحية الساخرة على المسرح الكوميدي "فرانسيز" فقط، بل منع عرضها على جميع مسارح فرنسا!!

بعد ذلك حاول الكاتب المسرحي "ماركي دي بوريز" تحقيق هدفه بعرض المسرحية في إنجلترا، فاتفق مع ممثل إنجليز ي شهير اسمه "إيرفنج"، وبدأ بالفعل في الإعدادات اللازمة لعرض المسرحية بلندن على مسرح "اللسيوم" الشهير 1890م.. لكن علم السلطان عبد الحميد بما يريده فتدخل ومنع عرضها هناك أيضًا.

وبعد ذلك بثلاث سنوات جرت محاولات لعرض نفس المسرحية في لندن على مسرح آخر، لكنها مُنعت أيضًا .

وفي عام 1893م وردت أنباء أنها ستعرض في روما بعنوان (محمد الثاني)، وتم منعها أيضا بعد مراجعة الخارجية الإيطالية !