• الرئيسية
  • صناعات منزلية صغيرة تساهم في تنمية الاقتصاد المصري

صناعات منزلية صغيرة تساهم في تنمية الاقتصاد المصري

  • 96
صورة أرشيفية

الخبراء: صناعة الصابون في مصر تؤدي إلى توفير أطنان من المواد الكميائية وتحافظ على البيئة

لا يخلو بيت مصري من وجود زيت الطعام به، حيث أنه يعتبر العامل الرئيسي لإعداد الطعام والوجبات المنزلية، وتمثل الكمية التي تدخل وتستخدم في الأطعمة حوالي 55% من كمية الزيوت المستخدمة حيث إن مصر تستخدم حوالي 3 مليون طن زيت سنويًا سواء من الإنتاج المحلي أو المستورد منها، وحوالي1.65% مليون طن زيت سنويًا تستخدم في إعداد الأطعمة.

وصدرت عدة دراسات من مراكز بحثية مختلفة في مصر أكدت جميعها أن هناك نسبة 35% من هذه الكمية والتي تعادل0.5مليون طن سنويًا تقريبًا تمثل كمية مخلفات الزيوت بعد عمليات القلي والتي لا يعاد استخدامها لعدم مطابقتها للشروط الصحية اللازم توافرها لصحة الإنسان، لذا كان من الضروري الاستفادة من هذه الكميات لقيام بعض الصناعات التي تقوم على تدوير مخلفات هذه النوعية من الزيوت كصناعة الصابون بمنتجاته المختلفة.

يقول حسام عبد الرحمن الباحث بمركز "ابن سينا" للصناعات البسيطة: إن هناك صناعات كبرى في مصر يمكن تصنيعها في المنازل بمقومات بسيطة خاصة وأنها تعتمد في صناعتها على مواد خام بسيطة وموجودة وفي مقدمتها الزيوت التي تعتبر العامل الأساسي في صناعة الصابون، بالإضافة لبعض المواد الكيماوية البسيطة والمتوفرة في جميع المحال التجارية .

وأضاف "عبدالرحمن"، إن الصناعات المنزلية البسيطة تساهم في تنمية الاقتصاد القومي، حيث إنها غير مكلفة وتقوم بتدوير بعض المخلفات، والاستفادة منها في تصنيع منتج منزلي عالي الجودة ورخيص الثمن.

وأكد أن أول هذه الصناعات التي يمكن للأسرة المشاركة في تصنيعها "الصابون"، خاصة وأنه يعتمد في تصنيعه على زيت الطعام الذي يتوفر بكثرة في كل منزل مصري، والاستفادة من مخلفات الزيوت في نفس الوقت ،مشيرًا أن هذا سيؤدي إلى توفير كميات كبيرة من المواد الخام والزيوت التي تدخل في صناعة الصابون في مصر، وكذلك الحد من استيراد بعض الأنواع الأخرى من الصابون من الخارج.

وقال الدكتور جمال الشريف أستاذ الاقتصاد المتقاعد، ورئيس جمعية المشروعات الصغيرة الأسبق: إن الصناعات المنزلية تدخل تحت عباءة الصناعات الصغيرة، وأحد أنواعها الهامة مشيرًا أن مثل هذه الصناعات توفر آلاف فرص العمل للشباب وتوفير عائد مادي للأسرة المصرية .

وأضاف أن هذه الصناعات تهدف إلى خلق مجتمع له دخل ثابت ومستقر وبالتالي يدفع العديد من هذه الأسر إلى السير في درب الصناعات الصغيرة وتوفير دخل ثابت لها.

وأكد أن هذه الصناعات توفر للأسرة منتجًا رخيصًا ونظيفًا ومن صنع منزلي مصري، مضيفًا أن هناك المشاريع الصغيرة التي تدخل صناعات الأسرة فيها بلغت أكثر من مليوني و400ألف مشروع ،لافتًا إلى ضرورة اهتمام الدولة بمثل هذه المشاريع والصناعات الصغيرة وتشجيعها على توسيع نشاطها وإنتاجها، حتى يتم الاستفادة منها في إنعاش الاقتصاد المصري، حيث إن هذه الصناعات تمثل حوالي90% من اقتصاديات دول شرق أسيا "النمور الأسيوية".

ومن ناحيته قال عمر رأفت عضو اللجنة الاقتصادية السابق بمجلس الشعب: إن حوالي 0,5 مليون طن سنويًا من مخلفات الزيوت المستخدمة في عمليات القلي لا يعاد استخدامها وبالتالي كانت تلقي في شبكات الصرف الصحي مما يؤثر على كفاءة الشبكة، بالإضافة إلي تأثيرها على المعدات المستخدمة في تطهير هذه الشبكات وزيادة تكلفة التطهير أو معالجة مياه الصرف.

وأضاف أن التفكير في إعادة استخدام زيوت المخلفات في عملية تصنيع صابون الغسيل والذي مازال يستخدم في كثير من المنازل خاصة بالريف المصري أو بعض المناطق الحضرية، ضرورة ملحة للاستفادة به في التصنيع وإبعاده عن الأماكن التي يتسبب في إضرارها وتكلف الدولة ملايين الجنيهات في تصليحها أو صيانتها.

وتابع أن تشجيع الدولة للأسر المصرية من استغلال بعض المخلفات لديها في إعادة تصنيعها، وخاصة الزيوت يؤدي إلى الاستفادة من إعادة تدوير مخلفات هذه النوعية من الزيوت يمكن أن يقوم على استخدام كميات من الزيوت النباتية ومنتجاتها، والتي انتهت فترة صلاحياتها.

وطالب بضرورة تشجيع التجار على الاستفادة من هذا المشروع بدلًا من ترويج بضاعة فاسدة تؤثر على الصحة العامة للمواطنين، والتوعية بأهمية مثل هذه المشاريع لما لها من مردود إيجابي في المحافظة على البيئة وعدم زيادة تلوث مياه الصرف الصحي التي يمكن أن تستخدم في الري بعد معالجتها حيث تتجه الأجهزة المسئولة إلي زراعة غابات بهدف الحصول على أخشاب في المناطق الصحراوية وهو اتجاه يساعد على زيادة المساحة الخضراء وتقليل التصحر بالإضافة إلى توفير الأخشاب اللازمة للصناعات المختلفة مثل البناء والأثاث.

ويقول إبراهيم أبوضاهر عضو مؤسسة "براد" لتنمية البيئة: إنه يمكن تطبيق فكرة إعادة تدوير مخلفات زيوت الطعام في الاستفادة منها في صناعة الصابون، وبذلك يكون تم حماية البيئة من الأضرار الكبيرة التي تتسبب فيها مخلفات الزيوت والتي تلقى في مياة النيل والصرف الصحي مما تتسبب في كوارث بيئية كبيرة .

وأضاف أنه تم تطبيق أفكار كثيرة لإعادة تدوير المخلفات والقمامة مثل "فكرة زراعة الأسطح"، التي طبقت في عدد كبير من دول العالم، والتي وفرت للأسر محاصيل زراعية نظيفة، مشيرًا إلى أن هناك دولًا كثيرة لا تقوم باستيراد خضروات ولا فاكهة من الخارج لأنه تعتمد على استغلال أسطح المنازل والعمارات في زراعتها، وأنه يمكن تطبيق هذه الفكرة في مصر في صناعة الصابون في استغلال مخلفات الزيوت وإعادة تدويرها واستخدامها في صناعة الصابون.

وتابع أنه يمكن أن تصل مصر للاكتفاء الذاتي من الصابون وعدم استيراده من الخارج أو عدم تصنيعه في الداخل والاستفادة من المواد الخام المستخدمة في تصنيعه في صناعات أخرى، حيث إن هناك بعض الأنواع من المواد الخام التي تدخل في صناعة الصابون مرتفعة الأسعا، وأن تشجيع الدولة لمثل هذه الصناعات يؤدي إلى تنمية الاقتصاد المصري وتوفير بعض السلع الاستهلاكية الضرورية للأسرة، وكذلك توفير عائد مادي ودخل كبير عن طريق تسويق المنتجات، وبيعها في حالة تحقيق الاكتفاء الذاتي، وبيع الفائض عن حاجاتها.

رأي المواطنين
تقول عفاف شبلي ربة منزل بالفيوم: إنها تستهلك حوالي 10لتر زيت شهريًا في إعداد الوجبات الغذائية لأسرتها، وأن مخلفات هذه الكمية حوالي 3.5لتر تقريبًا تقوم بإعادة تدويرها مرة أخرى واستخدامها في تصنيع صابون منزلي، تقوم باستخدامه في أعمال النظافة المنزلية، مشيرة إلى أن الكمية التي تصنعها من الصابون في منزلها تكفي لسد احتياجاتها أكثر من شهرين تقريبًا، وأن هناك بعض تجار التجزئة عرضوا عليها شراء بعض من هذا الصابون الذي تصنعه في منزلها، نظرًا لرخص سعره ولجودته العالية التي لا تقل كفاءة عن المستورد أو الصابون الجاهز.